تقدير موقف: المساندة العربية الحتمية والدعم العربي المفروض للمقاومة الفلسطينية

كتب: معتز خليل

أقلام – مصدر الإخبارية 

دعت مجموعات عرين الأسود، جموع أبناء الشعب الفلسطيني اليوم إلى إعلان العصيان المدني وإشعال الإطارات وإغلاق الشوارع وتحطيم كاميرات المراقبة وزعزعة أمن الاحتلال في مخافرهم وأماكن تواجدهم.

وقالت عرين الأسود في بيان صحفي، مساء الأربعاء: “ليكن يوم الجمعة هو أول أيام التصعيد والغضب وليكن يوماً من نارٍ ولهب” وأضافت: أن هدم المنازل في القدس سيقابله بهدم أمن الاحتلال ومستوطنيه في كل شارع من شوارع ضفتنا الأبية.

ما الذي يجري؟

يواصل تنظيم عرين الأسود حصد الكثير من النقاط السياسية والعسكرية له ، وهو ما يظهر على أرض الواقع خاصة مع مواصلته تحقيق كثير من الإنجازات العسكرية.

غير أن بعض من التقارير وتقديرات الموقف المختلفة أشارت إلى شعور بعض من أبناء الشعب الفلسطيني وأصحاب الأعمال من بينهم بالقلق والخوف من أن تؤدي هذه الدعوة إلى تصعيد كبير ولافت مع الاحتلال، مما يضر بدخلهم ويعرض عائلاتهم للخطر.

قد يؤدي هذا إلى عقوبات كبيرة تعطل وظائف المواطنين وحياتهم اليومية بينما يقترب شهر رمضان بسرعة.

صراحه فإن قضية تنظيم عرين الأسود باتت في منتهى الأهمية، والأدق من كل هذا أن الكثير من الدوائر الإعلامية الغربية بدأت تهتم بهذا التنظيم أو غيره من التنظيمات المختلفة التي بدأت تظهر في الضفة الغربية، وهو الأمر الذي يتطلب متابعة الروية العلمية والإنسانية والحياتية لتعاطي الدوائر الغربية مع هذا التنظيم.

في البداية فإن الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني يعملون بنظام اليوم، أو ما يعرف بالعامية العربية بالعمل بنظام اليومية، الآمر الذي يزيد من دقة رؤية نشاط هذا التنظيم، خاصة مع متابعة بعض من القرارات الاستراتيجية الهامة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بنشاطه.

ومع تتبع المسارات الاستراتيجية لتعاطي إسرائيل مع المقاومة نجد أن هناك ترابطا او ما يمكن وصفه بالاتفاق الاستراتيجي بين المنظومة المشرفة على عمل الفلسطينيين في الداخل الإسرائيلي من جهة وبين الأجهزة الأمنية من جهة أخرى، حيث يتم السماح بدخول وخروج العمال بمقتضى منظومة الأمن على الأرض، حتى يتولد سخطا أو تعاطفا شعبيا مع هذه العمليات.

من هنا ترى دوائر غربية ان احد أبرز الأسلحة الاستراتيجية في مواجهة المجموعات الفلسطينية المسلحة هو توليد طاقة سلبية تجاهها وضدها من طوائف المجتمع.

ومن أبرز القرارات الاقتصادية التي نجمت عن تنظيم عرين الأسود:

1- منعت إسرائيل دخول الكثير من العمال من الضفة الغربية لأراضيها عقب تكرار عمليات تنظيم عرين الأسود.

2- هناك شعور عام بالدوائر السياسية والأمنية بالضفة الغربية إن هناك سعي متواصل من قبل حركات المقاومة للتصعيد بالضفة الغربية، فيما تتمتع غزة بالهدوء، ويؤكد ذلك ردود الفعل السريعة من حركات المقاومة في غزه عقب إطلاق أي صواريخ أو تنفيذ عمليات مقاومة من غزة، ووصل الأمر للتهديد باعتقال مطلقي الصواريخ.

3- بعض من تقديرات الموقف العسكرية والأمنية الغربية أشارت إلى وجود ارتباط وثيق بين الحاجه الاقتصادية من جهة ورد الفعل عقب أي تصعيد، وهناك تقارير “تقدير موقف” أشارت إلى وجود ارتباط وثيق وجاد بين تدور الوضع الاقتصادي من جهة وبين التصعيد العسكري ، وهو ما يفرض بعض من النقاط منها:

أ‌- حتمية البحث والتفكير في تداعيات أي عملية عسكرية أو أمنية في حال تواصل التصعيد.
ب‌- إدراك أن أي تصعيد سيكون له ثمن على المواطن الساعي بالنهاية إلى التهدئة والعمل بدلا من أي تصعيد.

4- باتت هناك حاجه لمساعده الدول العربية للفلسطينيين في الضفة الغربية ، وهو آمر مصيري ويفرض على الدول العربية مساعدة الفلسطينيين في المشاريع متناهية الصغر ومتوسطة الصغر أو بزي شكل من أشكال المساعدة.

تقدير استراتيجي

بات هناك حقيقة علمية رئيسية وهي تصاعد خطورة سياسات العقاب الاقتصادي التي تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وقد قامت قوات الاحتلال بفرض إغلاق شامل كامل على المناطق الفلسطينية التي ينشط عناصر عرين الأسود بها، الأمر الذي أدى إلى نمو غضب شعبي بصورة أو بآخري ضد الوضع الأمني الحالي، ومهما كان حجم التعاطف والتأييد لعمليات وسياسات عرين الأسود، فإن حجم التأييد والدعم الشعبي يتأثر بصورة أو بأخرى بالاحتياجات اليومية، وفرض سياسات الإغلاق وما يتبعها من أزمات اقتصادية تؤثر على سلوكيات الدعم الإنساني لذلك التنظيم او غيره، الأمر الذي يفرض على الدول العربية ضرورة مسانده الفلسطينيين في أسرع وقت.

اقرأ/ي أيضاً: انتخابات الجهاد الإسلامي.. قراءة في التوقيت والدلالات