خبير استراتيجي: إسرائيل تعيش حالة ارتباك ستُقرب المواجهة العسكرية

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

قال الخبير الاستراتيجي أحمد عبدالرحمن: إن “إسرائيل تعيش حالةً من الإرباك، ما سيُقرب المواجهة العسكرية بين فصائل المقاومة والاحتلال”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “اليمين المتطرف أصبح يُمثّل القوة الثالثة في الكنيست البرلمان الإسرائيلي، بعد صعوده إلى سِدة الحُكم”.

وتابع: “من الملاحظ صعود اليمين الفاشي في دولة الاحتلال، في الوقت الذي يُؤكد فيه مختصون أن وصوله لسدة الحُكم لن يجلب الأمن أو الهدوء لدولة الاحتلال”.

وأكد على أن “التنكيل بالأسرى عبر اتخاذ جملة من الإجراءات العنصرية بحقهم، وشرعنة المزيد من المستوطنات والشوارع الالتفافية واقتحامات الأقصى والإعدامات الميدانية جميعها ستقود المنطقة إلى الانفجار”.

ولفت إلى وجود “تخوف كبير لدى إسرائيل خاصةً على المستويين الاستخباري والأمني من انفجار الأوضاع خلال الأيام القليلة القادمة، مما سينتج عنه انهيار حكومة نتنياهو مبكرًا”.

وأشار إلى أنه “حكومة نتنياهو تمتلك الأغلبية بـ 74 صوتًا، ولها حضور طاغٍ في الشارع الإسرائيلي المتطرف “اليميني” بطبعه بنسبة تزيد عن 70 % سيما في أوساط الشباب”.

ونوه إلى أن “أي مواجهة عسكرية بمُدن الضفة والقدس يُمكن أن تشمل قطاع غزة، ما يعني سقوط حكومة نتنياهو، خاصةً وأنه جرّب ذلك خلال معركة سيف القدس عام 2021 حينما عانت حكومته من العجز والفشل”.

وشدد على أن “هناك مواجهة قادمة لا محالة في ظل السيناريوهات المفتوحة على كل الجبهات، خاصةً وأننا نقترب من شهر رمضان المبارك”.

تفعيل صافرات الإنذار الدلالة وأهمية التوقيت

يقول عبد الرحمن: إن “منظومة الإنذار المبكر موجودة ومُفعلة لدى الاحتلال منذ عام 1992 وهو برنامجٌ متطور قياسًا بما يُوجد على مستوى العالم”.

وأضاف: “المنظومة مُقسمة إلى 1700 منطقة إنذار في (إسرائيل) ويتم تفعيلها في كل منطقة على حِدى حسب التطور الميداني”.

وأكد على أن “برنامج صافرات الإنذار مُحاط بشكلٍ كبير من السرية، خاصةً وأن غرفة عمليات الجبهة الداخلية هي الجهة المُشرفة عليه بشكلٍ كامل”.

وأضاف: “انتقل الفريق المختص عام 2012 إلى غرفة سرية موجودة في قاعدة بلماحيم الجوية التابعة لسلاح الجو في مركز إدارة الأحوال البالستية”.

وأوضح أن “هناك نظامين عاملين في دولة الاحتلال الأول الكتروني بحيث يتم إصدار الصوت في الخَلاء والمناطق المفتوحة والفضاء العالم والثاني يُستخدم عبر الهواتف النقالة عبر تطبيق مُثبت على تلك الهواتف”.

ولفت إلى أن “أجهزة الإنذار المبكرة مُعرضة للخل خاصةً في ظل الاختراقات المتكررة لها مِن قِبل المقاومة الفلسطينية، حيث تم إطلاقها قبل عامين في تل أبيب والقدس”.

وأردف: “إعلان الجيش الإسرائيلي تفعيل صافرات الإنذار عن طريق الخطأ، يُرجح أنه ناتج عن طلق من مدفع ثقيل، أو سرب طيور، أو اختراقات وهجمات للهاكرز الإيرانيين في معظم الأحيان”.

ونوه إلى أن “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تُعاني من إرباك كبير، في ظل وجود مخاوف حقيقية من كل طائر بالهواء، خاصةً في ظل التوتر الموجود بالضفة الغربية والقدس وقطاع غزة”.

تهديدات نتنياهو إلى أين؟

يُؤكد الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية وجود “رغبة إسرائيلية بتصعيد واسع في الضفة والقدس، للقضاء على الحالة العسكرية شمال الضفة المحتلة، وعلى رأسها كتيبة جنين التي أصبحت ملهمةً لجميع الوحدات”.

وأضاف: “هناك قرارًا إسرائيليًا متخذًا منذ مطلع العام 2022 ينص على اجتياح جنين في ظل الخَشية من انفجار الأوضاع في عموم الضفة الغربية وامتداد المعركة إلى قطاع غزة”.

وأشار إلى أن “الاحتلال يُريد شرعنة عملية إسرائيلية واسعة خاصةً في ظل حكومة نتنياهو التي تضم بن غفير وسموتيرتش، مع ضمان عدم تدخل قطاع غزة”.

وكشف عن وصول “رسائل واضحة إلى فصائل المقاومة بغزة لضمان عدم تدخلها في أي مواجهة عسكرية مقبلة، خاصةً حركة الجهاد الإسلامي التي أكدت موقفها على رفض استفراد الاحتلال بأي ساحة دون الأخرى”.

وأشار إلى أن “لقاءات الجهاد الإسلامي في القاهرة كانت مُعد ومُخطط لها مسبقًا، لمناقشة العديد من الملفات المهمة كملف معبر رفح والجرحى والمرضى والممنوعين من السفر للخارج”.

وأضاف: “ما عَجّل زيارة الوفد للقاهرة هي التطورات الأخيرة في الضفة المحتلة والخشية من اندلاع الكُرة نحو مواجهة واسعة في ظل عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة رغم محدوديتها والتطورات المرتقبة في ظل التصعيد الإسرائيلي”.

ورجّح وجود “خُطة عمل إقليمية وليست محلية بهدف تنفيذ عمليات عسكرية في الضفة المحتلة، مع ضمان عدم توسعها لتصبح حربًا واسعة”.

ولفت إلى “وجود حِراك إقليمي تجاه لبنان وإيران، ستُفشله المقاومة ومحورها العربي والإسلامي عبر التوحد في معركة مُوحدة ومتعددة الساحات”.

واستطرد: “في حالة تخلي الجميع واستفراد الاحتلال بالضفة والقدس المحتلتين سيكون الجميع أمام تحدٍ كبير، خاصةً وأن الشهرين الأسابيع القادمة ستكون حُبلى بالمفاجآت في ظل حكومة نتنياهو”.