من هي هدى شعراوي التي يحتفى محرك البحث “غوغل” بميلادها ؟

وكالات مصدر الإخبارية 

احتفى محرك البحث العالمي “غوغل”، اليوم، بذكرى ميلاد المناضلة العربية، هدى شعراوي ، نصيرة المرأة ورائدة النهضة النسائية، والمناهضة بعناد للاستعمار البريطاني في مصر.

ووضع الموقع صورة على واجهته الرئيسية، تجمع عدداً من النساء، وتعبر عن نشاطات مختلفة للمرأة من التعليم أو الرياضة أو الموسيقى أو الرسم، يتوسطها صورة لهدى شعراوي.

فمن هي هدى شعراوي؟

نور الهدى محمد سلطان الشعراوي، ولدت في مدينة المنيا في صعيد مصر في 23 يونيو 1879، وتوفيت في 12 ديسمبر 1947 م. تنتمي هدى شعراوي إلى الجيل الأول من الناشطات النسويات المصريات، بالإضافة إلى شخصيات بارزة أخرى مثل: نبوية موسى وعديلة نبراوي وغيرهن.

وكانت من أبرز الناشطات المصريات اللاتي شكلن تاريخ الحركة النسوية في مصر في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.

نظراً لانتماء أسرتها للطبقة العليا، فقد تلقت هدى خلال نشأتها دروسًا منزلية على يد معلمين كإضافة ثانوية لوجود شقيق ذكر. كما كان بإمكانها حضور دروس في اللغة العربية، والتركية، والفرنسية، والخط، والبيانو، وحفظت القرآن في سن التاسعة وهو إنجاز غير مسبوق لفتاة. لكن جنسها ظل يشكل عائقاً أمام استكمال دراستها. ومنذ مرحلة البلوغ تعرضت شعراوي للعديد من أوجه التفرقة الجنسية، والقيود بدءاً من اضطرارها إلى الابتعاد عن أصدقاء الطفولة من الذكور ووصولاً إلى ترتيب زواجها دون علم منها.

نشاطها في العمل النسوي

شكلت الفترة منذ بداية القرن وحتى أوائل العشرينيات مرحلة حرجة في تاريخ الحركة النسوية في مصر، حيث اتسمت يصورة من النشاط العام السري. وشهدت تلك الفترة انطلاق الشرارات الأولى للوعي النسوي لدي سيدات مثل هدى شعراوي وأخريات، وبداية الحركة النسوية المنظمة. فقد اضطلعت نساء الطبقتين العليا والوسطى بمزيد من الأدوار الجديدة في المجتمع، ليتركن نطاق بيوتهن مع الالتزام بالواجبات الثقافية والاجتماعية التي تفرضها “ثقافة الحريم”. بينما واصلت معظم المسلمات ارتداء الحجاب تحول هذا الأخير تدريجياً بالنسبة للنسويات إلى أداة للمطالبة بتمكينهن من الأماكن العامة، وتمويه عن كل صور النشاط النسوي “الخفي”.

كانت المؤسسات الدينية في مصر هي المسيطر الأكبر على الخدمات الخيرية والاجتماعية. ونجحت هدى شعراوي وغيرها من النساء المصريات من الطبقتين العليا والوسطى، في أن تصبحهن رائدات في تأسيس الجمعيات الخيرية، وجمعيات الخدمة العامة لمساعدة المحتاجين من النساء والأطفال. كما أنشأن عام 1909 مستوصف للفقراء من النساء من الأطفال وتم توسيع نشاطه فيما بعد ليشمل توفير الخدمات الصحية، وذلك ردًا على معدلات وفيات الأطفال المتفشية في البلاد. من خلال هذا العمل، فتح المجال نحو عالم جديد وأدوار اجتماعية جديدة، أصبحت فيما بعد جزءاً من جدول أعمال الحركة النسوية المنظمة.

تسرد لنا شعراوي في مذكراتها بداية نشاطها لتحرير المرأة، والذي بدأ أثناء رحلتها الاستشفائية بأوروبا بعد زواجها، وانبهارها بالمرأة الإنجليزية والفرنسية في تلك الفترة للحصول على امتيازات للمرأة الأوروبية. وهناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير المرأة، وعند عودتها أنشأت شعراوي مجلة “الإجيبسيان” والتي كانت تصدرها باللغة الفرنسية.

وفي المجال الأدبي ساعدت هدى شعراوي في إنشاء واحدة من أولى الجمعيات الفكرية في القاهرة، والتي عقدت أولى محاضراتها عام 1909 وتناولت بجرأة موضوع الحجاب حيث قارنت بين حياة المصريات والأوروبيات، ويرجع ذلك إلى انتمائها للتفسير الأكثر ليبرالية للإسلام. في بداية العقد الثاني من القرن العشرين، أصبحت هناك منتديات تتحدث فيها المصريات من الطبقة الوسطى مع ضيوف أجانب ويتبادلن الأفكار معهم. بدأت النساء تتحدثن في المدارس والجمعيات وأنشأن المزيد من الجمعيات والنوادي في القاهرة

ودعت شعراوي أثناء استقبال المصريين للزعيم سعد زغلول عام 1921 إلى رفع السن الأدنى لزواج الفتيات ليصبح 16 عاما، وكذلك للذكور ليصبح 18 عاما، ووضع قيود للرجل للحيلولة دون الطلاق من طرف واحد، كما أيدت تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي، وعملت ضد ظاهرة تعدد الزوجات، كما دعت إلى خلع غطاء الوجه وقامت هي بخلعه.

نالت شعراوي عدة أوسمة ونياشين من الدولة المصرية في حياتها وتوفيت في 12 ديسمبر 1947.

وفاة هدى شعراوي

في 29 نوفمبر 1947، صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، توفيت بعد ذلك بحوالى الأسبوعين في 12 ديسمبر 1947، بالسكتة القلبية وهي جالسة تكتب بياناً في فراش مرضها، تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفاً واحداً في قضية فلسطين.

وأطلق اسمها على العديد من المؤسسات والمدارس والشوارع في مختلف مدن مصر تكريما لها بعد وفاتها.

ومنمذكراتها المنشورة بمجلة ( حواء ) العدد رقم ( 1221 ) بتاريخ 16 فبراير 1980م ؛ وتم إصدارها مجمعة ( مذكرات هدى شعراوي ) – كتاب الهلال سبتمبر / 1981 .