القرية السويدية في رفح.. بيوت هشة تقاوم خطر الانهيار وابتلاع البحر

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

“بدأت قصتنا عام 1948، إذ استقر الحال بعائلتنا المهاجرة خلال النكبة في القرية السويدية في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، كانت تصلح لأي شيء سوى العيش، بيوت من طين وشح الموارد والخدمات”، هكذا سرد الحاج رباح أبو سلمية محطات حياته في القرية.

ويعود سبب تسمية القرية السويدية، بعد أن سقطت البيوت المصنوعة من الطين على رؤوس ساكنيها، فيما تبرع جنرال سويدي خلال زيارته بمبلغ مالي لإعادة بنائها في عام 1965.

القرية السويدية في رفح.. أوضاع إنسانية واقتصادية صعبة

يشير أبو سلمية في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إلى أنّ القرية التي يقطنها تُعاني من أوضاع إنسانية واقتصادية صعبة منذ تأسيسها، موضحًا أنها تفتقر إلى الخدمات الصحية والتعليمية وأيضًا البنية التحتية متهالكًة جدًا.

ويضيف، أن أهالي القرية يضطرون الذهاب إلى المدارس والمستشفيات والجامعات مشيًا على الأقدام، لمسافة تتراوح بين 3-7 كيلو مترًا، نظرًا لعدم وصول المواصلات العامة للقرية.

وينوه إلى أنه في فصل الشتاء تشتد المعاناة حيث تغرق بيوتها الهشة وشوارعها بمياه الأمطار، لافتقارها لشبكات الصرف الصحي وضعف البنية التحتية.

ويردف: “مدينة رفح لها شبكات صرف صحي وتصب في بحر القرية السويدية، التي تخلو من الشبكات، مما زاد إصابتنا بأمراض عدة خصوصًا الأطفال”.

95 بالمئة في القرية السويدية يمارسون مهنة الصيد

في صالون منزله يجلس الحاج فتحي أبو سليمان الذي يمتهن مهنة الصيد وهو يحاول إصلاح شبكة الصيد بأدوات بدائية، يشكو من عدم وجود مركبات صيد متطورة واضطراره الذهاب للصيد بمساحة قليلة لعدم تمكن دخولها لمسافة كبيرة.

ويوضح أنه بنسبة 95 بالمئة من الأشخاص في القرية يمارسون مهنة الصيد لكسب لقمة العيش، مردفًا أنه بسبب مضايقات زواق الاحتلال الإسرائيلي والمراكب البدائية لا نستطيع من خلالها توفير أدنى مقومات الحياة للعائلة.

ويبيّن أبو رأفت، أنّ حرمنا من إيجاد مكان لوضع مراكبنا الصغيرة، بعد أن أكلت أمواج البحر مساحة كبيرة من الشاطئ بسبب المنخفضات الجوية الذي كان بمثابة مرفأ لها.

خطر محدق على المنازل الهشة

المتحدث باسم القرية السويدية رأفت حسونة، يؤكد في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية” أن القرية منذ نشأتها تفتقر للبنية تحتية، كالطرقات وشبكات الصرف الصحي، فيما تتلاصق جدران منازلها، وأسقفها من ألواح “أسبست” لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء.

ويشير حسونة إلى أن مساحة القرية 1200 نسمة ما يقارب 38 دونمًا، موضحًا أنّ سكانها يعتمدون على حرفة الصيد والزراعة، مبيّنًا أن المزارعين توقفوا عن عملهم بسبب ملوحة المياه والتربة”.

ويردف أنّه لا توجد خدمات طبية وتعليمية، وأيضًا تفتقر لأدنى مقومات الحياة ولا تصلح للعيش، لافتًا إلى أنّ غالبيتهم عاطلين عن العمل.

ويشدد على أن هناك خطر محدق بهذه المنازل الهشة يزداد جراء تآكل شاطئ البحر، بحيث لم تعد تبعد مياه البحر سوى أمتار قليلة عنها مما يجعلها عرضة للانهيار.

وفيما يتعلق بالتلوث البيئي في القرية، يوضح حسونة أنّ مخاطر تتعلق بخطر على صحة السكان نتيجة تلوث المياه الناتج عن المياه العادمة غير المعالجة وتداخلها مع مياه البحر، مضيفًا أنّه تسبب في كثير من الأمراض على المواطنين منها العقم والقلب.

القرية السويدية رفح

ويناشد الجهات المختصة والحكومة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” بأن تنظر إلى القرية بعين الاعتبار لإنقاذ ما تبقى إنقاذه في القرية السويدية.

القرية السويدية رفح