خطة بن غفير - التصعيد في الضفة صرح وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، أنه يتوقع أيام صعبة ومعقدة في الفترة المقبلة، مضيفاً أنها "قد تشهد تصعيدا أمنيا في الضفة والقدس وحتى على جبهة قطاع غزة".

ما دلالات استمرار الاحتلال بالتصعيد في الضفة رغم جهود التهدئة؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

في الوقت الذي تقود جمهورية مصر العربية جهوداً مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي للتهدئة في الضفة الغربية ومنع تدحرج التوتر إلى قطاع غزة، عمد الاحتلال الإسرائيلي على رفع مستوى تصعيد عملياته ضد المقاومة في الضفة، وكان أخرها اغتيال مجموعة من المقاومين التابعين لكتائب القسام في مخيم عقبة بمدينة أريحا.

وتلقت حركتي حماس والجهاد الإسلامي الأسبوع الماضي دعوات لزيارة القاهرة لبحث تطورات الأوضاع والتصعيد المتزايد في الساحة الفلسطينية، حيث وصل وفد الثانية إلى القاهرة، ومن المقرر أن يصل وفد الأولى الأسبوع الجاري.

ويرى محللون وخبراء في الشأن الإسرائيلي أن “استمرار الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو في تصعيد الأوضاع في الضفة إيصال رسالة تحدي لجهود الوسطاء الدوليين بأنها ماضية بمخططاتها، وأن الهدف من المباحثات فقط الضغط على الفلسطينيين لخلق حالة من الصمت والقبول بالسياسات الجديدة”.

وقال المحلل السياسي بلال الشوبكي إن “إصرار حكومة الاحتلال في التصعيد على الرغم من جهود التهدئة يدلل على مدى خوفها وإدراكها للتوسع الملحوظ في أعداد مجموعات المقاومة في الضفة المحتلة”.

وأضاف الشوبكي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن” الاحتلال يركز حالياً على وأد توسع تشكيلات المقاومة التي ظهرت مؤخراً في جنين ونابلس إلى مدن جديدة وكان أخرها في مدينة أريحا”.

وأوضح الشوبكي أن “أبرز ما يثير قلق الاحتلال صغر المجموعات وصعوبة تتبعها تنظيمياً كما حوربت في أوقات سابقة الفصائل الفلسطينية الأخرى بطريقة كلاسيكية”.

وأشار إلى أن “الانقسامات في إسرائيل بين الأحزاب العلمانية والمتدينة التي طفت على السطح مؤخراً وتحولت لاحتجاجات عارمة في المدن، دفعت بحكومة نتنياهو لتصدير أزمتها الداخلية نحو الساحة الفلسطينية والضفة الغربية تحديداً”.

وتابع” يبدو أن حكومة نتنياهو لا تستمع للتقديرات والعسكرية حول سخونة الأوضاع في الضفة ومحكومة لقرارات شخصيات متطرفة كإيتمار بن غفيرو بتسلئيل سموتريتش”.

وأكد على أن “استمرار الاحتلال بخيار التصعيد وعمليات الاغتيال قد يؤدي لتحرك واسع على المستوى الشعبي دون انتظار الفصائل لاسيما في ظل حالية الاحتقان في الشارع الفلسطيني”.

وشدد الشوبكي على أن “حكومة نتنياهو تضع فصائل المقاومة الفلسطينية مجدداً في دائرة الاختبار خاصة بعد جريمة اغتيال المقاومين في مدينة أريحا”.

بدوره رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن “ما يحدث في الضفة يأتي في إطار مشروع حكومة الاحتلال للقضاء بشكل كلي على المقاومة فيها، خاصة بعد عام ونصف من فشل عملية كاسر الأمواج التي أطلقها جيش الاحتلال في تهدئة الأوضاع”.

وقال بشارات في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن “وصول الحالة النضالية إلى مدن جديدة بينها أريحا أقلق الأوساط الأمنية في إسرائيل لاسيما بعد عملية القدس الأخيرة التي جاءت رداً على مجزرة جنين”.

وأضاف بشارات أن “الضفة تعيش حالياً حرب معلنة تقودها حكومة، لا يقلقها حال الفلسطينيين، وتهدف لفرض السيطرة مهما كلف الثمن، دون القبول بأي شكل للتهدئة والرجوع خطوة إلى الوراء”.

وأشار إلى أن “الضفة الغربية تعاني من غياب لدور السلطة الفلسطينية في ظل وجود جانبين أمريكي وإسرائيلي يعملان على الحفاظ على الاستقرار، والتوسع في الضفة، دون إحداث أي تقدم في أفق حل الصراع والسلام”.

وأكد أن “حكومة نتنياهو لا تكترث بجهود التهدئة التي تقودها الجهات الدولية، وتريد فقط استقرار وصمت فلسطيني، دون دفع أي مقابل”.

وشدد بشارات “على أن حالية الغليان الشعبي في الشارع الفلسطيني في حالة تصاعد في ظل ارتكاب الاحتلال جرائم أكبر في كل عدوان يشن على المدن”. مرجحاً “إمكانية الوصول لانتفاضة ثالثة حال لم تقف السلطة عائقاً أمام ذلك”.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين السادس من شهر شباط (فبراير) مجزرة في مدينة أريحا راح ضحيتها خمسة مقاومين فلسطينيين وجرح اثنين أخرين بجراح مميتة، واعتقل سبعة أخرين وفقاً لوسائل اعلام عبرية.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن المقاومة الفلسطينية ستبقى سيدة الميدان رغم المجزرة البشعة في مدينة أريحا.

وقال هنية في تصريح مقتضب” ستواصل المقاومة عملياتها مع كل الثوار من أبناء شعبنا حتى يندحر الغزاة عن أرضنا”.

وشدد على أن “توالي القتل الذي يمارسه العدو في أرض الضفة سيكون وبالًا عليه، ولن تنجح كل التدخلات الدولية أو الإقليمية في وقف المد الثوري لشعبنا، ولن ينعم العدو بالهدوء، والأيام سجال ما دام في شعبنا عرق ينبض”.

Exit mobile version