احتجاجات في بيت لاهيا

أهالي بيت لاهيا يواصلون الانتفاض بوجه قرار حكومي لاقتطاع جزء من أراضي بلدتهم

خاص- مصدر الإخبارية

منذ ساعات مساء الأولى ليوم الأربعاء، بدأ أهالي بلدة لاهيا شمال قطاع غزة بالخروج إلى الشوارع وتنفيذ فعاليات احتجاجية ضد قرار حكومي ينص على اقتطاع جزء من أراضي البلدة لصالح بلديتي بيت حانون وأم النصر المجاورتين لها.

وكانت لجنة متابعة العمل الحكومي في غزة قد أقرت في جلستها التي عقدت هذا الأسبوع، قراراً ينص على تخصيص أراضي من بلدة بيت لاهيا لصالح بلديتي أم النصر وبيت حانون.

تعدي على حقوق الأجيال القادمة في بلدة بيت لاهيا

يقول حسن المصري وهو أحد عائلة تعتبر من بين الأكبر في بيت لاهيا، إن القرار الحكومي مجحف بحقهم ويجب التراجع عنه فوراً من قبل اللجنة الحكومية.

ولفت في حديث لشبكة مصدر الإخبارية إلى أن جميع الأهالي اتحدوا وخرجوا للشوارع للتعبير عن غضبهم إزاء القرار الحكومي، موضحاً أن أثر القرار على المدى البعيد سيء جداً ويحرم الأجيال القادمة من التمتع بأراضي البلدة المتوارثة عن الآباء والأجداد والمفرزة منذ سنوات طويلة.

ودعا المصري الجهات الحكومية للتراجع عن القرار فوراً ولعدم اختبار مدى صبر الأهالي على القرار، لأن النفس لديهم عالٍ لمواجهة أي قرار يتغول على حقوقهم ويستولي على أراضيهم دون أي وجه حق.

احتجاجات في بيت لاهيا

“الجهات الحكومية لا تدرك أبعاد القرار”

من جهته يذكر الشاب إبراهيم ورش أغا (28 عاماً) وهو يسكن البلدة، أن القرار تعدي واضح على الحقوق، مشيراً إلى أن متخذ القرار لا يعرف مدى ارتباط أهل بلدته بأرضها وحبهم لترابها.

وقال إن البلدة تعرف بإنتاج العشرات من أصناف الخضار والفاكهة وهي بحاجة لأكل أرض داخل نفوذها لأجل توسيع العمل والإنتاج لتوفير فرص عمل ودخل لعشرات العائلات، مبيناً أن الجهات الحكومة بقرارها تنكرت لتلك الاحتياجات السكانية الملحة,

وتابع خلال حديثه لشبكة مصدر الإخبارية أن الأولى على الجهات الحكومية هو اتخاذ قرارات لتحسين أوضاع المواطنين في غزة بشكل عام والبحث عن حلول للبطالة والفقر والكف عن المشاريع التي تهدف لاستفزاز المواطنين والتعدي على حقوقهم، موضحاً أنهم مستمرين في إجراءاتهم الاحتجاجية ضد القرار حتى يتم التراجع عنه.

من جانبه قال المواطن نائل القدرة (41 عاماً) والذي يسكن قرب الدوار المركزي بالبلدة إن “أراضي بيت لاهيا ستعود لأهاليها رغم كل القرارات الحكومية”، موضحاً أن “الحكومة عاجزة عن تلبية احتياجات المواطنين وتحاول فرض سيطرتها بأمور أخرى”.

ولفت لشبكة مصدر الإخبارية إلى أن أراضي “بلدة بيت لاهيا التاريخية من محطة حمودة بشارع صلاح الدين الرئيسي وحدود “كيبوتس إياد مردخاي” الاستيطاني ومن الشمال مدينة هربيا المحتلة حتى البحر غرباً”، مشيراً إلى أن قرار ينص على غير ذلك فهو غير قانوني أبداً.

احتجاجات في بيت لاهيا

الاحتجاجات الشعبية والرسمية ببلدة بيت لاهيا

وفي إطار الاحتجاج على القرار أشعل مواطنين إطارات السيارات وأغلقوا جزءا من شوارع البلدة، ووصل عدد من الأهالي إلى مقر البلدية المركزية في بلدة بيت لاهيا واحتجوا هناك أيضاً.

وفي بيان صدر عن وجهاء ومخاتير بلدة بيت لاهيا قالوا إنهم “تابعوا بأسف شديد القرار الصادر عن لجنة العمل الحكومي باقتطاع جزء من أراضي بيت لاهيا التاريخية _أرض الآباء والأجداد _ لصالح بلديتَي (بيت حانون وأم النصر)”.

ولفت البيان إلى أن “أراضي بيت لاهيا هي لحمهم وعرضهم وأنهم لن يسمحوا بتمرير هذه المؤامرة”، مطالبين من اتخذ القرار بالتراجع عنه فوراً، حتى لا تشتعل فتنة لن نتمكن من السيطرة عليها.

وبين الوجهاء أنه سيتم عقد لقاءات عاجلة مع الكل اللهواني للاتفاق على الخطوات التصعيدية.

وعلّق المجلس البلدي ببيت لاهيا على القرار قائلاً إنه عقد جلسة طارئة لبحث أبعاد القرار وتفاصيله.

وفي بيان صدر عنه أكد المجلس على أحقية “بلدية بيت لاهيا التاريخية والمجتمعية والإدارية في إدارة نفوذ أراضي المدينة بناءً على المستندات والوثائق القانونية والإدارية والتي تم تقديمها لجميع الجهات الرسمية وغير الرسمية ذات الاختصاص”.

وقال المجلس “أثبتت هذه المستندات والوثائق والقرارات الإدارية بلا أدنى شك تبعية هذه الأراضي التاريخية لها وأحقية البلدية في إدارتها، ويؤسفنا أنه تم الإعلان دون الرجوع الى البلدية، على الرغم من تحذيرنا مرارًا وتكرارًا من مغبة المساس بأراضي بيت لاهيا التاريخية وأثره السلبي على النسيج المجتمعي والوطني”.

احتجاجات في بيت لاهيا

تعليق الحكومة بغزة على القرار

من جهته علق المكتب الإعلامي الحكومي على القرار موضحاً سيما بعدما ما تبعه من احتجاجات وفعاليات، وأصدر رئيس المكتب سلامة معروف بياناً جاء فيه:

“إن المناطق الاقليمية هي مناطق تقع خارج نفوذ البلدية، وتشرف عليها وزارة الحكم المحلي، وتمنح الأخيرة صلاحية الاشراف والادارة للمناطق الاقليمية للبلدية الأقرب، كون أن هذه المناطق بحاجة إلى من يقدم فيها الخدمات ويتابعها”.

وذكر معروف أن المصادقة على القرار، وضم النفوذ للبلديات، لا يعني نزع ملكية أو غيرها، إنما فقط تحديد جغرافي ينعكس على التقسيم الاداري فقط، ووفقا للمصلحة العامة، قائلا: “معظم المناطق الإقليمية تعتبر أراض حكومية، وبالتالي تقوم الحكومة بإعادة توزيع اختصاصها إداريا”.

وبين أن “تضارب المصالح بين البلديات، وعدم وضوح تبعية المناطق الإقليمية بشكل واضح أوجد الكثير من الخلافات بين البلديات، الأمر الذي بدأ ينعكس على السكان، وأيضا التعديات من قبل المواطنين والعشوائية في تلك المناطق، وبالتالي أوجب على الحكومة الوقوف عند مسؤولياتها بالخصوص”.

وأضاف معروف أن “عملية دمج او فصل او ضم أي من المناطق سواء كانت إقليمية أو ضمن نفوذ أي بلدية، يأتي تحت بند تنظيم وترتيب العمل بما ينعكس بشكل أفضل على السكان والخدمة المقدمة لهم”.

وقال أيضاً إن “ضم المناطق الإقليمية، يتم وفقا لدراسات عديدة ومتأنية، وبحضور البلديات وأهل الاختصاص، بما يضمن الاطلاع على كافة الأوراق والعقود والتسلسل الزمني والتاريخي والبعد المجتمعي والجغرافي والوضع الحالي، والتطور المستقبلي وغيرها من المحاور”.

احتجاجات في بيت لاهيا

معلومات حول بلدة بيت لاهيا

يشار إلى أن بلدة بيت لاهيا تقع على بعد حوالي 7كم إلى الشمال من مدينة غزة.

ويحدها من الشمال قرية هربيا، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب جباليا و النزلة، ومن الشرق بيت حانون.

وتبلغ مساحتها نحو 24500 دونم، وتحيط البلدة الكثبان الرملية التي يصل ارتفاع بعضها إلى 55 متراً فوق مستوى سطح البحر ويكثر فيها شجر الجميز الضخم، كما تشتهر بزراعة الفراولة وغيرها من المزروعات التي تصدر لعدد من دول العالم.

وتعد بلدة بيت لاهيا من البلدات الفلسطينية القديمة جداً حيث ذكرها العالم الروماني زمانوس في كتاباته ويؤكد ذلك الآثار القديمة التي تعود إلى العصر الروماني والفارسي ثم الإسلامي.

ويعود اسم بيت لاهيا إلى تفسيرين، الأول، ما يراه بعض من المؤرخين من أن الكلمة مشتقة من كلمة الآلهة، حيث كانت بيتاً للآلهة و المعابد في العصور القديمة، والثاني، ما يراه البعض الآخر من أنها كانت حديقة جميلة، بها أماكن للتنزه واللهو قريباً من المعابد، فأصبحت بيت للآلهة أو اللهو.

احتجاجات في بيت لاهيا
Exit mobile version