حل التنظيمات داخل السجون.. خطوة نضالية على طريق الانتصار والحرية

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يُعد حل التنظيمات داخل سجون الاحتلال خُطوة نضالية متقدمة، في ظل ما تشهده معتقلات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات وحشية بحق الحركة الأسيرة.

وفي أعقاب تصاعد حِدة الانتهاكات والتهديدات التي يُطلقها وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير، تدحرجت كرة اللهب لتحرق صمت المعتقلات ويرتفع الصوت عاليًا المنادي بالحُرية والرافض لوجود الاحتلال.

يرى مختصون فلسطينيون، أن الأسرى اليوم بات لسان حالهم يقول: “فإما حياةٌ تسر الصديق وإما مماتٌ يغيظ العدى”، فهم الذين لم يقبلوا أن يكونوا عبيدًا وزرعوا الأرض كرامةً ورفضوا الخضوع والاستسلام.

قضوا زهرات حياتهم خلف زنازين “حقيرة”، يقف على أبوابها سجانين يفتقدون إلى أدنى معايير الإنسانية، لكن الأسرى يُصرون دومًا على تسجيل انتصارات رغم القيد.

وأثار قرار الحركة الأسيرة حلْ التنظيمات في سجون الاحتلال، حالةً من الجدل الواسع في أوساط إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، وسط خشية حقيقية من تدهور الأوضاع وتطورها لتشمل عمليات انتقامية نُصرة للأسيرات في سجون الاحتلال.

بدوره قال مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى رياض الأشقر: إن “التوتر ما يزال يُخيّم على السجون كافة، سيما التي شهدت عمليات قمع وتنقلات واسعة خلال الفترة الأخيرة وهي النقب وعوفر ومجدو وجلبوع والدامون”.

الأوضاع مُرشحة للتصعيد في أي وقت

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية “بعد يومين من الاضراب المفتوح عن الطعام قررت قيادة الأسرى تعليق اضراب الـ 120 أسيرًا في قسميْ (27 و26) في سجن النقب الصحراوي التي شرعوا بها احتجاجًا على العدوان المستمر ضدهم، ليُقرروا لاحقًا حل الهيئات التنظيمية داخل سجون الاحتلال”.

وأكد على أن “خطوة حل التنظيمات داخل معتقلات الاحتلال، تُؤسس لخطوات نضالية جديدة، رفضًا وتنديدًا بممارسات إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى”.

وأشار إلى أن “الاحتلال ما يزال يرفض السماح للمؤسسات الحقوقية أو قيادة الأسرى التواصل مع الأسيرات في سجن الدامون للاطلاع على طبيعة القمع الذي تعرضن له”.

ولفت إلى إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، نقلت ممثلة الأسيرات ياسمين شعبان من سجن الدامون إلى مركز تحقيق الجلمة بعد الاعتداء عليها بالضرب المُبرح، كما صادرت أغراض الأسيرات الشخصية.

وأكد على أن “الأوضاع مُرشّحة للتصعيد أكثر من أي وقت مضى، وقد تنفجر في أي لحظة في حال لم يتراجع الاحتلال عن إجراءاته القمعية والتنكيلية بحق الأسرى والأسيرات”.

المختص في شؤون الأسرى فؤاد الخفش قال: إن “حل التنظيمات في سجون الاحتلال تُعد خطوة متقدمة تلجأ إليها الحركة الأسيرة بعدما تتيقن بأنه لا مفاوضات مع إدارة مصلحة السجون يُمكن أن ينتج عنها حُلول مُرضية للأسرى”.

الاحتلال عاجز عن التعامل مع الأسرى

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “حل التنظيمات يهدف إلى خلق حالة من الفوضى واللااستقرار في سجون الاحتلال، بحيث لا يكون متحدث باسم الأسرى، وعلى كل أسير التقدم بالطلبات التي يُريدها من إدارة مصلحة السجون بشكل منفرد”.

وأكد أن خُطوة “حل التنظيمات داخل سجون الاحتلال ستجعل إدارة مصلحة السجون عاجزة عن التعامل مع الأسرى، ما سيُربك الاحتلال على جميع المستويات ويخلق لديه حالةً من التخبط وعدم الاتزان”.

ولفت إلى أن “الدعاية الانتخابية التي أوصلت ايتمار بن غفير لمقعد الكنيست هي التهديد بالتضييق على الأسرى وتصعيد الانتهاكات ضدهم، واليوم يسعى لتطبيق ما وعد به ناخبيه تجاه الأسرى من تنكيلٍ وقمع وحشي وإجراءات أخرى ستتحطم على صخرة صمود الأسرى الفلسطينيين”.

ودعا الخفش، القيادة الفلسطينية إلى ضرورة التحرك الفوري والعاجل لرفع دعاوى ضد الاحتلال في المحكمة الجنائية باعتباره يُخالف جميع الأعراف والقوانين الدولية.

وطالب القوى الوطنية والإسلامية بضرورة التحرك الفعلي والجاد للافراج عن الأسرى والمعتقلين لتحريرهم من سجون الاحتلال، مشيرًا إلى أن “هناك مسؤولية كبيرة تقع على المستوى الشعبي والمؤسساتي تتمثل في تنظيم التظاهرات الشعبية العارمة، ما يترتب عليه ارباك الاحتلال في جميع ميادين وساحات التماس المباشرة، بما يُؤكد أن الأسرى خط أحمر ولا يُمكن تجاوزه بأي حالٍ من الأحوال”.

من ناحيته، قال عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة شؤون الأسرى والمحررين: إن “حل الهيئات التنظيمية هي خطوةٌ تندرج في سياق المواجهة للاحتلال الإسرائيلي والتصدي لانتهاكاته المستمرة بحق الأسرى في سجون الاحتلال”.

السجون على صفيحٍ ساخن

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: أن “الأمر اليوم أصبح متروكًا لإدارة مصلحة السجون ومدى تجاوبها مع مطالب الأسرى، لتفادي انفجار السجون خلال الساعات المقبلة حال استمرار اعتداءات الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات”.

ووصف فروانة، الأوضاع في سجون بأنها “على صفيح ساخن رفضًا للقمع الإسرائيلي المُمارس بحق الأسرى والأسيرات والذي شمل العزل الانفرادي، العقاب الجماعي، ولم يعد أحد بمنأى عن اعتداءات الاحتلال المتواصلة”.

وتابع: “نحن أمام معركة مفتوحة مع الاحتلال، بدأتها الحكومة اليمينة المتطرفة وهي من تتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعياتها، وشعبنا سينتفض في كل الساحات نُصرة للأسرى ورفضًا للاعتداءات الإسرائيلية بحقهم”.

ولفت إلى أن “الاحتلال ينظر لكل خطوة يُنفذها الأسرى على أنها عمل مُقاوم وإن مقتصرةً على ارجاع وجبات الطعام، فإنه يُنظر إليها على أنها تحدٍ لإدارة مصلحة السجون”.

وبيّن أن “الاضراب عن الطعام يُمثّل أعلى درجات التأثير والمواجهة لهذا يلجأ الأسرى إلى ترك هذا الخَيار للمرحلة الأخيرة، بعد استنفاد كل الوسائل والطُرق، بما يشمل عدم التعاطي مع الإجراءات الأمنية وعدم الخروج للفورة، ومقاطعة محاكم الاحتلال، عدم الوقوف للعَد، وكلها تلعب دورًا مهمًا بالضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالب الأسرى”.

ودعا إلى ضرورة حشد أوسع مشاركة للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال، بما يشمل اقامة الوقفات الشعبية، وتعزيز المقاومة الشعبية بوجه الاحتلال على نقاط التماس وفي كل الميادين.

وبيّن أن “الأسرى بحاجةٍ إلى اسناد شعبي وقانوني وإعلامي وحقوقي، ودبلوماسي، وكلما زاد الدعم والاسناد الخارجي للأسرى، اقتربوا من تحقيق مطالبهم والانتصار على السجّان الإسرائيلي، وتحقيق انتصار جديد يُضاف لسجل انجازات الحركة الأسيرة”.