ما وراء التعاون السيبراني بين إسرائيل ودول عربية

أقلام – مصدر الإخبارية

ما وراء التعاون السيبراني بين إسرائيل ودول عربية.. تقدير موقف، يكتبه الباحث السياسي معتز خليل، وفيما يلي نص المقال كما وصل موقعنا:

في الثلاثين من شهر يناير أعلنت إسرائيل عن افتتاح المؤتمر الدولي للصناعات الالكترونية، الذي حمل عنوان “معا لتذليل هجمات السايبر”.
يأتي هذا المؤتمر الذي يعقد في تل أبيب بمشاركة كل من الإمارات والبحرين والمغرب في أطار ما تصفه إسرائيل بمنظومة العمل الإقليمي المتكامل لتعزيز الدفاع التقني او السيبراني للدول المشاركة.

ما الذي يجري؟
خلال الفترة الأخيرة تصاعدت حدة الصراعات التقنية بين إسرائيل وإيران، ما شكل تهديدا لافتا ليس فقط لإسرائيل لكن أيضا لبعض من الدول العربية على رأسها الإمارات والبحرين والمغرب.

وبات واضحا أن التهديد الإيراني يجمع هذه الدول، خاصة مع رصد بعض من التطورات الجيوسياسية الدقيقة ومنها:
1- جاء تعاظم التهديد الإيراني لإسرائيل ليتزامن أيضا مع تهديد إيراني لبعض من دول الخليج، وهو التهديد الذي جمع إسرائيل مع هذه الدول وأقنعها بأن إيران تشكل خطرا استراتيجيا يجمعهم في حاضنة واحدة.

2- سبق خطوة الإعلان عن تشكيل هذا التحالف بعض من الخطوات التنفيذية المتعلقة بتدشين تحالفات ثنائية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب، وهي تحالفات مشتركة يتم جمعها في بوتقة واحدة في إطار هذا التحالف.

3- سبق التحالف أيضا حديث عن مشاركة ودعم إيران بعض المواقع ومنصات المقاومة الفلسطينية والعربية، سواء في غزة او الضفة الغربية او بيروت، وحتى تركيا، الأمر الذي زاد من دِقة المشهد، خاصة مع الدعم الإيراني لهذه المنصات ودعم قناه تليفزيونية شهيرة أيضا، ربما هي الأكثر مشاهدة عربيا لهذا التحالف، سواء عبر منصاتها الرقمية او عبر برامجها الاستقصائية المختلفة.

4- التحالف لم تضم بصورة علنيه مصر أو الأردن، وهو ما يأتي في إطار معلومات دقيقة وصلت القاهرة عن هذا التحالف من الجانب الإسرائيلي، وليس من الجانب العربي، ما جعل جهات استخباراتية في مصر تتحفظ بصورة غير معلنه في شأن هذه النقطة، رغم علمها الدقيق بجوانبه.

الحرب الالكترونية

بين الحين والآخر تسرب بعض وسائل الإعلام، سواء العربية او الإسرائيلية، أنباءً تتعلق بتوجيه ضربات إلى إيران، مثل الضربة الأخيرة، التي تم الإعلان عنها في مصنع أصفهان العسكري.

ومع تحليل مضمون بعض المنصات ووسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة، سنجد أن هناك إشارات واضحة وصريحة تتعلق بمشاركة عناصر من دول السلام الإبراهيمي في هذه الضربات، الإمر الذي يفسر احتفاء بعض القنوات والمنصات الإعلامية العربية بهذه الضربات والهجمات العسكرية.

قبل الإعلان عن تشكيل هذه الوحدة جاء الإعلان عن تعميق التعاون بين بعض من دول الخليج وبين بعض الشركات العالمية التقنية، وهو ما عرضته بعض الصحف ووسائل الإعلام المختلفة في أكثر من دولة، وكان هذا بمثابة إشارة دقيقة لبدء تعاون مدني يعقبه تعاون عسكري تم الإعلان عنه بعد ذلك بين إسرائيل وهذه الدول.

التعاون أيضا دخلت به منصات صحافية، مثل التعاون بين صحيفة “الاتحاد” الإماراتية وبين صحيفة “إسرائيل اليوم”، وهو تعاون لم يسفر عن محتوى واقعي وملموس، سواء بالنسبة للقارئ الإسرائيلي الذي يحصل على صحيفة “إسرائيل اليوم” بالمجان، أو الإماراتي الذي تحظى فيه صحيفة “الاتحاد” بمكانه واضحة، ما يزيد من أهمية الإعلان عن هذه الخطوة التي لم تتجلَ عن أي واقع عملي على الأرض.

تقدير استراتيجي
بات واضحًا أن عناصر سلاح الحرب الالكترونية في الجيوش الإسرائيلية والإماراتية والمغربية والبحرينية توصلت لمحتوى أمني من التعاون الموجه ضد إيران وأذرعها من عناصر المقاومة المختلفة.

أقرأ أيضًا: المقاومة الفلسطينية وتحديات أجيال متعاقبة.. بقلم معتز خليل