طائرة مُسيّرة في قبضة القسام

أقلام – مصدر الإخبارية

طائرة مُسيّرة في قبضة القسام، بقلم المدون الفلسطيني عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

لمحاولة فهم أهمية ما كشف عنه القسام لابد من الوقوف على سبب لجوء الاحتلال لاستخدام مثل هذه المُسيرات الصغيرة؛ في ظل امتلاكه لعدد غير محدود من طائرات الاستطلاع الضخمة والقدرات الاستخبارية الأخرى.

يبدو أن ما يضطر الاحتلال لاستخدام مثل هذه المُسيرات الصغيرة، هو محاولته لامتلاك المعلومات الدقيقة، فمثل هذه المُسيرات تستطيع التخفي لصغر حجمها، خاصة إذا كان دخولها لأجواء القطاع ليلا، وهي تستطيع الاقتراب من الأهداف بشكل كبير للحصول على صور دقيقة ومعلومات مهمة.

وفي هذا الإطار يُتوقع أنها تدار من وحدات خاصة في جيش العدو الصهيوني، وغالبا تتعلق بوحدات الأمن والاستخبارات التي تُعنى بجمع هكذا معلومات دقيقة وحسّاسة لا توفرها طائرات ووسائل جمع المعلومات الأخرى التي يمتلكونها.

وهنا تكمن أهمية الإنجاز الذي حققته كتائب القسام؛ إذ أن القسام رصد واعترض وسيطر على الطائرة المُسيرة، ثم استطاع الوصول لنظامها الخاص والحصول على المعلومات المهمة والحساسة، وهذا يُعطي القسام مؤشرات كبيرة ومعلومات هامة، تتعلق باهتمامات العدو الصهيوني والتي يستطيع الحصول عليها بسهولة عبر دراسة المهام التي نفذتها المُسيرة، وما يدعم هذه الفرضية هو تكتم الاحتلال، وعدم إعلانه عن فقدان المُسيرة كما كان يفعل في الحوادث المشابهة

وفي هذا الكشف يسجل القسام نجاح عسكري وأمني جديد، وفشل واخفاق عسكري وأمني للاحتلال، في معركة لا تتوقف رحاها الدائرة للحظة، بين المقاومة التي تحاول مراكمة قوتها في كل المجالات واخفاء إنجازاتها عن عين العدو الصهيوني، وعدو يحاول بكل ما أوتي من وسائل، أن يتجسس وبجمع المعلومات عن المقاومة، لمحاولة إضعافها.

إلا أن تأهب المقاومة وتقدم وسائلها وقدرات مهندسيها، حالت دون نجاح العدو الصهيوني في مهمته، وسجلت نجاح جديد يضاف لما حققته في معركة حد السيف والإنجازات الاستخبارية والأمنية الأخرى.

وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري المسلح لحركة حماس، أعلنت مساء الأحد، سيطرتها على حوامة إسرائيلية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.