ما هي المكاسب التي ستُحققها المقاومة بعد اسقاط الحوامة الإسرائيلية؟

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يتساءل كثيرون عما ستُحققه المقاومة الفلسطينية من مكاسب عسكرية واستخباراتية، في أعقاب الإعلان عن اسقاط حوامة إسرائيلية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.

ويرى محللان فلسطينيان، أن المقاومة طوّرت قدراتها بشكلٍ لافتٍ خلال السنوات الماضية، حيث راكمت القوة والخبرات، لخوض صراع الأدمغة بشكلٍ مُدروس ومُتقن، يعود بالنفع على عملها العسكري لمواجهة أي عدوان إسرائيلي قد يُقدم عليه الاحتلال.

وأكد المحللان خلال تصريحاتهما لشبكة مصدر الإخبارية، على أن ما أعلنت عنه كتائب القسام مساء اليوم، يُعد إنجازًا حقيقيًا، خاصةً وأن الطائرة لم تُسقط بالرصاص، وإنما أُسقطت بعد السيطرة عليها تقنيًا من قِبل رجال المقاومة.

يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: إن “ما أعلنته كتائب القسام عن تمكنها السيطرة على طائرة مسيرة تابعة للاحتلال يُعد إنجازًا عسكريًا جديدًا تُسجّله المقاومة ضمن معركة صراع الأدمغة”.

صراع الأدمغة قائم والقادم أدهى وأمر
وأضاف، “تعامل كتائب القسام الكامل مع المعلومات التي حوتها الحوامة الإسرائيلية يُؤكد للقاسي والداني التطور اللافت في القدرات التقنية التي أصبح عناصر المقاومة يتمتعون بها، ويسعون إلى تطويرها بصورةٍ مستمرة”.

وتابع خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “اللافت أن الطائرة تمت السيطرة عليها تقنيًا ولم تُسقط نتيجة إطلاق النار تجاهها، ما يُعني قُدرة المقاومة على تسجيل المزيد من الضربات المُوجعة للاحتلال فيما يتعلق بالطيران المُسيّر”.

وأكد على أن “صراع الأدمغة قائم بين القسام والاحتلال، سيما وأن إعلان القسام عن اسقاط الحوامة، جاء بعد الاستيلاء على كامل المعلومات الاستخبارية التي بداخل الطائرة، ما يُعزز بنك المعلومات لدى المقاومة والكشف عما كان يُخطط الاحتلال إليه في غزة”.

ولفت إلى أن “كتائب القسام سجّلت نقطة جديدة على الاحتلال بالسيطرة على طائرته المسيرة من خلال تعامل مهندسي القسام مع الطائرة وإنزالها على الأرض والسيطرة عليها وتفكيك شفرات أجهزتها والحصول على المعلومات التي حوتها”.

ورأى أن “المقاومة نجحت في تسجيل نقطة جديدة في العمل الأمني والاستخباراتي، إلى جانب النقاط الأخرى التي يحتفظ بها القسام وسيكشف عنها في الزمان والمكان المناسبين”.

من جانبه يقول الخبير العسكري أحمد عبد الرحمن: إن “اللافت فيما أعلنت عنه كتائب القسام الليلة هو أن الحوامة أُسقطت بعد اختراق تردداتها تقنيًا ولم يتم اسقاطها عبر إطلاق النار بحسب ما تُؤكده الصور التي نُشرت على المنصات الرسمية للكتائب”.

وأشار إلى أن الطائرة “أُسقطت نتيجة السيطرة على ترددات وموجات الراديو، وهي منخفضة يُمكن السيطرة عليها حال توفر القدرات والخبرات التقنية والعسكرية وهذا متوفرٌ لدى كتائب القسام نتيجة التطور الأمني والمعلوماتي”.

ولفت إلى أن “أقصى ما ستستفيده المقاومة من الحوامة الإسرائيلية هو معرفة خَط سيرها والاستحواذ على المعلومات التي كانت في ذاكرتها، حيث تعمل الحوامة بنظام GPS لإنجاز المهام الاستخباراتية المطلوبة، دون الحاجة لتدخل بشري”.

وأردف خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية: “خلال السنوات الماضية استطاعت المقاومة افشال العديد من عمليات الاغتيال لعناصرها وقياداتها نتيجة الرصد المستمر لحركة الآليات والجنود على الأرض، كذلك الرصد الجوي لحركة الطائرات ومعرفة أنواعها ومهامها كطائرات الاستطلاع والطائرات المُدخرة والهجومية، وغيرها”.

وبيّن أن “المقاومة طوّرت قُدراتها التقنية بشكلٍ ملحوظ، مما يعني أن الاحتلال سينظر بخطورةٍ بالغة، إلى اسقاط المقاومة حوامة إسرائيلية سليمة والاستيلاء على ذاكرة المعلومات التي بداخلها، سيما وأن العديد من الطائرات المُسيّرة غادرت الخدمة العسكرية بسبب مشكلات تقنية وفنية”.

ولفت إلى أن “المقاومة تخوض صراع الأدمغة بكل فهم واقتدار، وسجّلت فيه إنجازات حقيقية رغم صعوبته وتعقيداته، وهو ما يعني زيادة مخاوف الاحتلال من تطوير المقاومة لطائرات هجومية تُنفذ عمليات عسكرية داخل الأراضي المحتلة، ما سيُجعله يُعيد النظر في حساباته”.

وأكد أن “التطور الكبير في قدرات المقاومة، أربك المستوى الأمني الإسرائيلي، وأوقعه بصدمةٍ كبيرة، خاصةً في ظل الجزم أن لدى المقاومة ما تُخفيه وستكشف عنه في الوقت المناسب”.

واستطرد: “المقاومة طوّرت قدراتها في أعقاب معركة سيف القدس ووحدة الساحات، ما عزّز تكتيكاتها العسكرية وخُططها العملياتية لاستخدامها في المواجهة القادمة، والتي قد يشهدها القطاع خلال شهر رمضان، في أعقاب التطورات الميدانية المتوترة نتيجة سياسات الاحتلال وانتهاكاته المستمرة في فلسطين عامةً”.

وحول دلالة تكتم الاحتلال عن اسقاط الحوامة الإسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية، أوضح أن “الاحتلال يتعمد إخفاء الكثير من الحقائق المتعلقة بعدد جنوده القتلى في المعارك التي يخوضها مع المقاومين الفلسطينيين، إضافة إلى أنه يُخفي العديد من محاولاته الفاشلة واخفاقاته الأمنية والاستخبارية في الميدان”.

ولفت إلى أن “إخفاء الاحتلال العديد من الأمور لم يكن وليد اللحظة، بل على مر التاريخ، سواءً أكان قبل انسحابه من غزة عام 2005 أو خلال الحروب التي شنها على القطاع خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تأتي في سياق الحفاظ على الحالة النفسية لدى الاحتلال وقُطعان مستوطنيه”.