فادي عايش.. شاب استُشهد الكترونيًا نتيجة الشائعات الكاذبة!

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

فادي عايش، الاسم الأكثر تداولًا عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الـ 24 ساعة الماضية ، بعدما وقع فريسة لإشاعات كاذبة، تم ترويجها من قبل مجهولين لسلب سعادته التي يعيش تفاصيلها مع أُسرته الصغيرة.

برز اسم “فادي”، كمنفذ عملية القدس التي جاءت ثأرًا لدماء شهداء جنين الخميس الماضي، لتبدأ بعدها رحلة معاناته ومخاوفه من الاعتقال أو القتل على يد الاحتلال بدمٍ بارد.

بحسب عائلته، فإن ابنهم يعيش حالة انطواء وتوتر كبيرين، خاصةً في ظل التعليقات التي تُكتب عبر الصفحات الإخبارية المحلية أو العبرية والتي تمس بحياته وتستخف بمشاعره الأبوية.

يقول أحمد عايش والد فادي: إن “العائلة تابعت ما أُثير حول نجله بأسف واستغراب شديدين، وتسبب ذلك لهم بحالةٍ نفسية صعبة، خاصةً في ظل التعليقات المسيئة التي تنال من نجله وحياته، دون أي اعتبارات لحقه بالحياة الآمنة في كنف زوجته وطفله”.

وأضاف في تصريحاتٍ خاصة لشبكة مصدر الإخبارية، “فادي يبلغ من العمر 25 عامًا، ويعمل في ورشات البناء، ويعيش حياة هادئة، ولا ينتمي لأي فصيل سياسي، وليس لديه أو نشاط عسكري مُطلقًا”.

وتابع، “كان جالسًا معنا يتناول طعام العَشاء في قرية أرطاس ببيت لحم، وإذا بأنسبائه يُهاتفونه مستفسرين عن الأمر، وسط صدمة واستغراب شديدين، حيث ظنْ للوهلة الأولى أنها “مزحة”، وما هي إلا دقائق معدودة حتى رأى صوره تملأ مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأردف: “لم يكن يدري ماذا يفعل، هاتَف اخوانه وشرح لهم الموقف، وخرج بعدها ببث مباشر عبر صفحته لنفي ما يتم تداوله، ونشر العديد من التغريدات، إلّا أن عددًا من “الصبية” لا يزالون يتداولون صورته واسمه على أن منفذ عملية القدس الليلة الماضية”.

واستطرد: “عمّ التوتر سائر أرجاء المنزل، وتحولت الجلسة العائلية لفيلم رعب حقيقي، وسط توتر العائلة وقلقها على فادي، الذي لم يعرفه الجميع إلا هادئًا، مجتهدًا في عمله، للحصول على لُقمة عيشه لإطعام أُسرته”.

وأكد على أن “العائلة والجيران والأصدقاء أصبح لديهم مخاوف حقيقية من اعتقال فادي أو اعدامه بدمٍ بارد، خاصةً في ظل الانتشار المكثف لقوات الاحتلال في منطقة سكن العائلة، ما يُرجّح نية الاحتلال المساس به، محملًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة ابنه أو المساس به”.

ودعا عايش، “نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تحري الدقة عند النشر وضرورة الرجوع إلى مصدرها الرسمي، حفاظًا على مشاعر عائلات الشُبان ومستقبلهم الذي ينتظرهم للبناء والارتقاء بهذه الأرض الطيبة. “في إشارة إلى فلسطين”.

وطالب “وسائل الاعلام ونشطاء الاعلام الاجتماعي بضرورة وقف تداول صورة ابنه واسمه على أنه منفذ عملية القدس بشكلٍ فوري، مراعاةً لمشاعر العائلة واحترامًا لحياة ابنه وحقه في العيش الآمن بعيدًا عن التهديدات أو حملات التشويه والابتزاز التي يتعرض لها منذ مساء الجمعة”.

من جانبه، يقول الخبير في الشؤون الأمنية اسلام شهوان: إن “الشائعات تُعد من أخطر أساليب الحرب النفسية التي يُمارسها الاحتلال منذ عقود كونه يصعب معرفة مصدرها، ولأن ضحاياها يسمعونها من أصدقائهم مما يُعطيها صورة الخبر الصادق ويتم لاحقًا تداولها على أنها حقيقة وهي عكس ذلك تمامًا”.

وأشار شهوان في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إلى أن الاحتلال يهدف من بث الشائعات لإضعاف الروح المعنوية وقد تُستخدم الأخبار المكذوبة لإخفاء حقيقة ما لا يُراد لها الظهور للجمهور الفلسطيني، وقد تستخدم لتدمير نفسية الشخص المستهدف والاطاحة به.

ورجّح شهوان، أن يكون ما حدث مع الشاب “فادي عايش أمس عقب تنفيذ عملية القدس، ناتج عن انعدام المعلومات، ويتم بعدها تروج الشائعات على أنها حقائق وهي أشبه بدس السُم في العسل، مستخدمين بذلك مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الوهمية والصفحات الصفراء التي تهدف لضرب الجبهة الداخلية”.

وعدّ الإشاعة من أخطر الأسلحة المدمرة للمجتمعات أو الأشخاص، باعتبارها عصب الحروب النفسية وسلاحها للنيل من الروح المعنوية للشعوب، وهي سلوكٌ عدواني ينتج عن بعض العُـقد النفسية المترسبة في العقل الباطن.

ولفت إلى أن “أبرز أنواع الشائعات هي المتعلقة بأمن الناس وحياتهم، لأنها تتركهم في دوامة القلق ويؤثر على مجرى حياتهم وخاصة فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني للأشخاص المستهدفين بالإشاعات”.

وأوضح أن “الشائعة تتطور بتطور العصر، ومروج الشائعة اليوم لا يقل خطورة عن مروج المخدرات، فكلاهما مروجان يستهدفان قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق”.

ودعا “شهوان” إلى ضرورة محاربة الشائعات في مجتمعنا الفلسطيني، من خلال زيادة الوعي بمخاطرها ومَغبة تداولها، وذلك عبر الورشات والندوات المكثفة التي تستهدف جميع فئات مجتمعنا مما يُعزز حسها الوطني ومناعتها الفكرية للتصدي لهذه السُموم ومحاربتها.

وكانت وسائل اعلام عبرية، كشفت عن هوية منفذ عملية “النبي يعقوب” وهو الشهيد خيري علقم ذو الواحد والعشرين عامًا، والذي ارتقى بعد عملية نفذها في كنيسٍ يهودي أسفرت عن قتلى ومصابين.