بعد عملية النبي يعقوب.. ما مدى إمكان تنفيذ السور الواقي 2؟

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية

بعد عملية إطلاق النار في مستوطنة النبي يعقوب الجاثمة فوق أراضي بيت حنينا في مدينة القدس المحتلة، واعتبارها العملية الأخطر منذ قرابة 10 سنوات في نوعيتها وقوتها وحصيلتها، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشديد الإجراءات الأمنية على الفلسطينيين في مدن القدس والضفة الفلسطينية المحتلتين، وأمرت بنشر كتيبة عسكرية جديدة، وهناك توقعات بتنفيذ عملية السور الواقي 2، فهل تُنفذ؟

كابينت يعقد اجتماعاً طارئاً

في أعقاب العملية، أعلنت سلطات الاحتلال أنها ستعقد اجتماعا للمجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (كابينت)، اليوم السبت، للنظر في الإجراءات التي سيتخذها في القدس ومدن الضفة.

ومنذ اللحظة الأولى باشر الاحتلال في اتخاذ إجراءات أمنية، ربما غير مسبوقة، نظرا للصدمة القوية التي خلفتها عملية الشاب خيري علقم (21 عاما) من مخيم شعفاط في القدس المحتلة.

وأوضح زكريا عودة منسق الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس المحتلة لـ شبكة مصدر الإخبارية أن قوات الاحتلال الإسرائيلية نفذت حملة اعتقالات واسعة ليلة العملية وصباح اليوم السبت، ضمن سياساتها بعد أي حدث أمني يتعرض له المستوطنون.

وأضاف عودة أن الاحتلال اقتحم مخيم قلنديا، ومن المرجح أن تشهد مدن القدس اقتحامات أخرى في الساعات والأيام القادمة.

ولتشديد الاجراءات الأمنية والعسكرية، توقع عودة بأن تقوم شرطة الاحتلال بنصب مزيد من الحواجز، وتكثيف الوجود العسكري في المناطق الساخنة أكثر، مثل سلوان، ومخيم شعفاط، علاوة عن وضع قيود على الفلسطينيين، مثل وقف اصدار التصاريح والدخول إلى مدينة القدس.

كتيبة اضافية في الضفة

وتابع عودة إن “نشر كتيبة جديدة من قوات وعناصر الأمن والشرطة الإسرائيلية يأتي في إطار زيادة تعزيز الوجود العسكري في كل من القدس والضفة”، معتبرا أنه يزيد من الحصار والقيود العسكرية، والإجراءات القمعية كجزء من التشديد الأمني.

وقال: “سننتظر نتائج اجتماع كابينيت لمعرفة تبعاته على الفلسطينيين أمنياً داخل القدس والضفة”.

من جهته، اعتبر د. وفيق أبو هاني الخبير الاستراتيجي والأمني أن الاحتلال يتخبط في هذ المرحلة، الأمر الذي يضطره إلى اللجوء لتنفيذ عملية السور الواقي 2، خاصة بعد أن لّوح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بهذه العملية الأسبوع الماضي.

السور الواقي 2 مستبعدة

ورغم طرح هذا الملف على الطاولة، استبعد أبو هاني في حديثه لـشبكة مصدر الإخبارية إمكان تنفيذ العملية بسبب القوة التي وصلت إليها المقاومة الشعبية، وطرق ردع الاحتلال المتنوعة.

وقال إن “الاحتلال يطارد ذئاباً منفردة، وبالتالي لن تكون السور الواقي عملية مناسبة لمثل هذه الطريقة في المقاومة”.

وتابع: “هناك الآلاف مثل خيري علقم، لن يستطيع الاحتلال ملاحقتهم”، وتساءل “من سيلاحق؟ الأشباح؟”.

وأوضح أن التنسيق الأمني المتوقف في هذه المرحلة يُعتبر عاملاً أساسياً في عرقلة إجراءات الاحتلال ضد الفلسطينيين، وأضاف: “انتهت مرحلة ازدهار التنسيق الأمني”.

المقاومة تزداد قوة

وشدد على أن ظهور المزيد من مجموعات المقاومة المتفرعة والأفراد زاد من قوة المقاومة، وساهم في إرباك الاحتلال، وبالتالي إفشال إمكان تحقيق عملية السور الواقي 2، أو أي عمليات مشابهة.

وفيما يتعلق بتشديد الإجراءات، لفت أبو هاني إلى أنه نهجٌ أساسي يومي يمارسه الاحتلال من دون عمليات، من خلال حملات الاعتقال والاقتحام المستمرة، وعمليات القتل والإعدام بلا أي رادع، التي يكثفها بعد أي عملية تمسّ كيانه.

وتوقع أبو هاني أن يرد الاحتلال “في شكل همجي عشوائي في القدس”، مرجحا أن ينتقل إلى الضفة، تحديداً في المناطق الساخنة مثل نابلس وجنين”.

وأوضح أن “للشعب الفلسطيني حق المقاومة، بكل السبل والوسائل المتاحة والمشروعة، وفي أي مكان تطأ فيه أقدام العدو المغتصب”، مثمّنا “حالة الالتحام الموجودة اليوم بين الشعب والمقاومة بتشكيلاتها”.

يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اجتاحت مدن الضفة الغربية كافة في 29 آذار (مارس) 2002، عشية انتهاء القمة العربية في العاصمة اللبنانية بيروت.

وحاصرت القوات مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات في المقاطعة عدة أسابيع، وارتكبت مجازر في عدد من مدن الضفة، خاصة جنين ونابلس، إلا أنها تكبدت خسائر فادحة، إذ قُتل 13 جندياً إسرائيلياً برصاص المقاومين في جنين.

وجاءت عملية السور الواقي بعد تنفيذ الشاب الفلسطيني عبد الباسط عودة من مدينة طولكرم بتفجير نفسه داخل فندق بارك في نتانيا غرب طولكرم، ما أسفر عن مقتل حوالي 30 إسرائيلياً.

وعلى إثرها أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون الضوء الأخضر لبدء العملية العسكرية واجتياح المدن الفلسطينية، وعُرفت بعملية الدرع الواقي.

اقرأ أيضاً:حزب الله يشيد بعملية القدس: كشفت هشاشة أمن الاحتلال