صدمة إعلامية وتخبّط سياسي.. عملية القدس تُفشل حكومة الاحتلال بأول اختبار

خاص – مصدر الإخبارية

ما إن مر يوم على أبشع مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع العام الجديد، استشهد فيها 9 مواطنين في جنين، حتى جاء الرد بعملية نوعية في القدس ليؤكد أن لا فعل يمر دون رد، خاصة وإن كان غير متوقع وحامي الوطيس على كيان يظن دوماً أنه الأقوى بالسلاح والعتاد.

صدمة وردود أفعال كبيرة في الإعلام العبري وأوساط المجتمع الإسرائيلي وحتى السياسيين، جراء سقوط عدد من القتلى والإصابات في إطلاق النار الذي استهدف مستوطنة النبي يعقوب في بيت حنينا.

الكاتب والخبير في الشأن الإسرائيلي مصطفى ابراهيم قال إن عملية القدس صعبة وخطيرة وضرب للمنظومة الأمنية والاستعدادات المستمرة للاحتلال.

وتابع إبراهيم في حديث لشبكة مصدر الإخبارية أن العملية تعبير حقيقي عن حالة القلق التي حذرت منها وتخشاها الأجهزة الامنية للاحتلال، مضيفاً انها أول اختبار حقيقي للحكومة الفاشية الجديدة.

وأردف: “كان هدف مجزرة جنين رسالة من الحكومة الفاشية وهروب نتنياهو وحرف الأنظار عن حالة التوتر وحالة الانقسام في إسرائيل وتكريس وتعميق الردع ضد الفلسطينيين، وجاءت العملية الفدائية في القدس لضرب المنظومة الامنية، وليس كفعل ثأري انتقامي على محررة جنين فقط، بل لإفساد ومواجهة مخططات نتنياهو وحكومته، وقدرة المقاومة علي الردع أيضاً، وقدرة المقاومة على تدفيع الاحتلال ونتنياهو وحكومته الثمن”.

ولفت إلى أن ردود الأفعال الإسرائيلية حتى الآن لم تحمل سوى بالإدانة والتوعد بالرد بحزم، وأن الاعلام العبري يعيش حالة من الصدمة حيث كان الحديث عن مجزرة جنين، وبعد ذلك انقلب الحديث عن عملية القدس.

وأضاف: “فدائي واحد نفذ عملية صعبة وقاسية بمسدس وقام بإطلاق نار في الشارع ضد كل من فيه، وأسقط عدد كبير من القتلى، وحديث وسائل الإعلام عن منفذ كيف نجح بذلك؟ إضافة الى محاولة التحريض والحديث عن أن الفدائي نفذ العملية داخل الكنيس مع أن هذا غير صحيح”.

وأوضح إبراهيم أن الإعلام العبري تحدث عن تأخر شرطة الاحتلال في الوصول لمكان العملية ووجه لها اتهامات بالتقصير، إضافة إلى سخرية بعض الصحفيين من إيتمار بن غفير والقول إنه وصل إلى مكان العملية ويتهكم على الحكومة.

وفي تعليقها على العملية، كتب قناة “كان” العبرية: “في السنوات الأخيرة كتب المنفذ على حسابه على فيسبوك عددًا من الأحكام ذات الطابع العسكري. في أكتوبر 2021 كتب “من قال: إننا نريد السلام؟ نريد حربا لا نهاية لها”؛ في يونيو 2021 كتب “يمكنك التراجع لتجنب الحرب ، لكن لا تتراجع مليمترًا إذا بدأ القتال”؛ في أكتوبر 2020 كتب: “القناص الصحيح في المكان المناسب خير من ألف جندي في ساحة المعركة”.

وكتب موقع والا العبري: “الخوف في الوقت الحالي هو تقليد العملية ليس فقط في القدس ولكن أيضًا في الضفة الغربية – لذلك يجري دراسة تعزيز منطقة الضفة والقدس بقوات إضافية”.

وكان وزير الأمن القومي بن غفير وصل إلى مكان العملية ليقابله المستوطنون بالصراخ والشتائم، وقال خلال تواجده: “سأعمل على تغيير أوامر إطلاق النار للجنود الإسرائيليين”.

وفي وقت لاحق وصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للمكان لتفقده وسط تأكيد بأنه حدث استثنائي لا يتكرر.

وصرح وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت بالقول: “هذا هجوم خطير ومحزن مساء يوم السبت ضد المدنيين، إن النظام الأمني ​​تحت قيادتي سيتصرف بصرامة ودون مساومة ضد الإرهاب وسيصل إلى جميع المتورطين في الهجوم”.

اقرأ أيضاً: باركت عملية القدس.. فصائل لمصدر: جرائم الاحتلال ترتد عليه حسرة وندامة