بعد عدوان جنين.. ما سيناريوهات الصراع مع الاحتلال في الضفة وغزة؟

صلاح أبوحنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

أجمع محللون سياسيون وخبراء في الشأن الإسرائيلي، على أن الاحتلال الإسرائيلي فتح من خلال العدوان على جنين الباب أمام سياسة إسرائيلية جديدة، عنوانها توسيع دائرة الصراع، وشن ضربات موجعة ضد فصائل المقاومة المسلحة الفلسطينية في الضفة الغربية، بما يحد من قدراتها وبضمن إضعافها، ومنع امتدادها إلى مدن جديدة بما يشكل خطر مستقبلي على سياساته، وأهدافه المتعلقة بإدارة الصراع مع الفلسطينيين.

وقال هؤلاء المحللون في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية إن “ما حدث في جنين يدلل على أن الحكومة الإسرائيلي الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو في حسم الصراع مع الفلسطينيين، وتنفيذ أجندتها المعلنة المسبقة بشأن فصائل المقاومة، والاستيطان في الضفة، وفلسطيني الداخل عام 1948، والوضع التاريخي للمسجد الأقصى”.

الاحتلال يدحرج الصراع

ورأى المحلل د. هاني العقاد أن” الاحتلال يدحرج ساحة الصراع نحو التصعيد، والمواجهة العسكرية، وحال لم يرتدع ويدفع ثمن جرائمه فإن هجماته ومخططاته ضد الفلسطينيين ستتوسع، وتفرض على الأرض دون أي حسيب أو رقيب”.

وقال العقاد” يبدوا أن نتنياهو وإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش حسموا قراراتهم بشأن خططهم الخاصة بالضفة والقدس، والخروج من أزمتهم الداخلية من خلال نقلها إلى الأراضي الفلسطينية في ظل الاحتجاجات الكبيرة المناهضة لسياسات الحكومة ووصل صداها لكافة المدن”.

وأضح العقاد أنه “وفقاً للسيناريو الأسوأ، حال لم يكن كلمة لفصائل المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية، كون صمتهم من شأنه نجاح إسرائيل في سياسة فصل وحدة الساحات، والاستفراد بجبهة وإسكات أخرى، وتنفيذ خططها في الضفة والقدس”.

المقاومة أمام اختبار

وتابع العقاد أن” فصائل المقاومة أمام اختبار حقيقي حول سياسة التعامل مع الاحتلال وطبيعة الرد على جرائمه”.

وأكد العقاد أن” إطالة الرد الإسرائيلي على جريمة جنين ومخيمها من شأنه دفع الاحتلال نحو الإمعان في جرائمه ضد مناطق أخرى، قد تكون في مدينة نابلس، أو مدن أخرى مستقبلاً”.

وشدد على أن” العدوان على جنين يعتبر جزء من عمليات الاجتياح اليومية للمدن، لكن بأسلوب جديد قائم على استخدام القوة المفرطة، بهدف تفتيت خلايا المقاومة والحد من تناميها، وإحداث تغيير في حاضنتها الشعبية والوطنية”.

ورجح العقاد “ألا تمر جريمة جنين مرور الكرام، وفشل الأسلوب الإسرائيلي الجديد، لأن الاحتلال لن يستطيع تحقيق أي أهداف من خلال التغول بالدم الفلسطيني”.

ونبه العقاد إلى أن” فصول المواجهة بين الاحتلال والمقاومة بعد عدوان جنين لا تزال في بدايتها، وستأخذ مناحي جديدة من الطرفين مع مرور الوقت سواء كانت عن طريق تكثيف إسرائيل لعملياتها وحصارها للمدن، أو رد المقاومة بعمليات موجعة بالعمق الإسرائيلي”.

تغير الوضع القائم في الضفة

بدوره، رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن” عملية جنين تأتي كجزء من خطة إسرائيلية تتعلق بتغير الوضع القائم في الضفة الغربية”.

وقال بشارات في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن” ملامح خطة الاحتلال تتكشف مع البدء بمحاصرة المقاومة مؤخراً في أماكن تواجدها في جنين ونابلس والمدن الأخرى، وتنفيذ عمليات صغيرة في بدايتها، لتتطور حالياً بصورة أشبه بشن اجتياحات قد تستمر لساعات طويلة وتشمل أعداد أكبر من الشهداء واستخدام وسائل قتالية جديدة”.

وأضاف بشارات أن” ما حدث في جنين سيناريو متوقع تكراره في مدينة نابلس ضد مجموعات عرين الأسود والفصائل الأخرى”.

وأشار إلى أن” ما يحدث حالياً أسلوب في تطوير العمليات ضد الفلسطينيين بدون خوف أو رادع”.

وأكد بشارات أن “جرأة الاحتلال على تنفيذ عمليات جديدة وكبيرة مستقبلاً سيكون مرتبطاً بتوفر رد فعل فلسطيني مضاد لها”.

وشدد بشارات على أن” الاحتلال يتجه نحو زيادة الضغط على الضفة، ولا توقعات بخفض مستواه، في ظل عدم ظهور طبيعة ردة الفعل الفلسطينية”.

رد وطني فلسطيني موحد

من جهته، قال الكاتب والمحلل مصطفى إبراهيم إن “ما حدث في جنين يأتي كجزء من ترسيخ الخطوط العريضة لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو تجاه التعامل مع الفلسطينيين، وتنفيذ خطط الضم وحسم الصراع”.

وأضاف إبراهيم في تصريح لمصدر الإخبارية أن” ما حدث في جنين يدلل على أن حكومة نتنياهو لن تتوقف تجاه خططها ولن تردعها الدعوات الأمريكية للتهدئة وضبط النفس”.

وأشار إبراهيم إلى أنه “بدون صياغة خطة وطنية للمواجهة الشاملة والرد على جرائم الاحتلال وفقاً لطبيعتها فإن القادم سيكون أسوأ، وسينجح الاحتلال بالاستفراد بالمناطق”.

وأكد إبراهيم على أن” المشهد الدموي في جنين يستوجب رداً وطنياً وحدوياً بعيداً عن شعارات التهديد والتحذير والوعيد”.

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن صباح الخميس 26 كانون الثاني (يناير) 2023 عدواناً على مدينة جنين أدى لاستشهاد تسعة فلسطينيين وجرح عشرين أخرين، وهدم العديد من المرافق العامة والمنازل.

اقرأ أيضاً: التصعيد في 2023.. سيناريو حتمي تُغذيه نوايا بن غفير وخطة جديدة في الضفة