الفصائل: وحدة المقاومين أفشلت مخطط الاحتلال وصانت مخيم جنين

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

قالت الفصائل الفلسطينية، إن “وحدة المقاومين في ميدان المواجهة، أفشلت مخطط الاحتلال وصانت مخيم جنين”.

حيث شهدت مدينة جنين ومخيمها الصامد اليوم الخميس، عملية عسكرية واسعة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت كل ما هو جميل في مدينة الحب والحرب التي عرفها الاحتلال منذ القِدم.

تسعة أقمار، زفّهم المخيم قبل الغروب، كان يجلسون، يضحكون، يتبادلون الأحاديث والذكريات، بين دقيقة وأخرى، أصبحوا طيورًا مُحلقة في السماء، بعدما خطف الاحتلال أرواحهم بدون استئذان.

وحشيةٌ وهمجيةٌ لم يعهدها المخيم منذ 22 عامًا، كانت اللحظات الأصعب والأقسى والأطول في حياة أهالي المخيم، الذين لم يعرفوا طعم الحياة إلا مُرًا بمرارة احتلال الأرض وفراق الإنسان.

تصف الفصائل الفلسطينية، ما حدث بمدينة جنين بأنه مجزرةٌ جديدة، ارتكبها الاحتلال على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، ضاربًا بعرض الحائط كافة الاتفاقات الموقعة ومواثيق حقوق الإنسان.

يقول محمد حمدان أمين سر حركة فتح إقليم – نابلس: إن “الاحتلال منذ تشكيل الحكومة المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو يُحاول جرْ المنطقة إلى حربٍ غير مسبوقة، تتوحد فيها جميع المكونات الوطنية وفي مقدمتها حركة فتح للرد على جرائم الاحتلال المتطرفة بحق شعبنا”.

 

سيكون لميدان المواجهة كلمة الفصل لوقف تغول الاحتلال

واستهجن حمدان، تواطؤ العالم الذي لم يُحرّك ساكنًا تجاه انتهاكات الاحتلال المُرتكبة صباحًا ومساء، ما يتطلب توحيد الموقف الوطني خلف القيادة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس محمود عباس.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “ستتوحد ميادين المواجهة كافة من رفح وحتى جنين، وفاءً لدماء الشهداء ولن نسمح للاحتلال بالاستفراد في جنين ومخيمها الصامد اللذان شكّلا نموذجًا فريدًا في مقاومة الاحتلال والتضحية والعطاء”.

وأردف، “نتبنى جميع المواقف الوطنية على الساحة الميدانية، التي تدعو الجميع للوقوف عند مسؤولياته تجاه شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس”.

وأكد على وحدة الموقف بين جميع المُدن الفلسطينية، مؤكدًا: “نابلس كجنين، كرام الله، كأريحا، كعكا، واللد، وغزة، تشهد وحدة بين المكونات المُقاوِمَة، الرافضة لممارسات الاحتلال الفاشية والمتطرفة كافة على جميع المستويات”.

ولفت إلى “جميع البرامج والتوافقات الإسرائيلية التي رُفعت خلال الدعاية الانتخابية التي تمخض عنها تشكيل الحكومة الإسرائيلية تضع الدم الفلسطيني عنوانًا للمرحلة القادمة، ما يتطلب جهدًا جماعيًا للوقوف أمام جرائم الاحتلال”.

واستطرد: “هناك قرار صادر عن لجنة التنسيق الفصائلي في جميع محافظات الضفة الغربية يتمثل في تعزيز الوحدة الوطنية لتشكّل الصخرة الثابتة أمام ممارسات الاحتلال وتُمثّل قانون الانتصار على الاحتلال”.

ودعا جميع مكونات العمل المقاوم وكل الأحرار للتوحد في ميادين المواجهة، للرد على إجرام الاحتلال غير المسبوق بحق محافظات الوطن، وسيكون لميدان المواجهة كلمة الفصل لوقف تغول الاحتلال على الدم الفلسطيني”.

من جانبه، قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، إن “اشتباكات جنين المستمرة وتصدي المقاومين للقوات الخاصة فيها ومواجهات سلوان والطور دليلٌ على تصاعد ثورة شعبنا التي لن تتوقف إلا بردع الاحتلال ووقف جرائمه وكنسه على أرضنا المُحتلة”.

 

سلوك الاحتلال سيقودنا إلى سيف القدس 2 بدون محالة

وأكد في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، على أن “محاولات الاحتلال الرامية إلى قتل الروح المعنوية لدى شعبنا وكسر إرادته بممارسة سياسة القتل والهدم والاعتقال لن تنجح ولن تُحقّق أمنًا لجيشه ومستوطنيه”.

ولفت إلى أن “سلوك حكومة الاحتلال المتطرفة وتصاعد جرائمها وتغولها على شعبنا وأقصانا وأسرانا سيقودنا لا محالة لمعركة سيف القدس 2 للدفاع عن أرضنا وأسرانا ومقدساتنا”.

من ناحيته، قال مسؤول فرع الجبهة الشعبية في غزة محمود الراس: إن “جنين القسام ستبقى شوكة في حلق الكيان الصهيوني، ولن تُكسر أبدًا، وستكون وقودًا لإشعال الانتفاضة الشاملة في وجه الاحتلال”.

 

مجازر الاحتلال لن تمر دون أن ترتد غضبًا ونارًا ومقاومة

وأكد في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، على أن “دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، والشباب الثائر يعي كيف يرد على هذه المجازر التي لن تمر دون أن ترتد غضبًا ونارًا ومقاومة ستطال بُؤر الإرهاب الإسرائيلي في كل مكان وزمان”.

وشدد على أن “جرائم الاحتلال ستزيد شعبنا إصرارًا وصمودًا وتحديًا على مواصلة طريق المقاومة حتى تحقيق أهدافه في التحرير والعودة”.

ورأى “الراس”، أن تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد شعبنا هو تأكيدٌ على عقيدة الكيان المتطرف الثابتة منذ تأسيسه وحتى الآن، هي ذات عقيدة العصابات الصهيونية (تشيرن والهاغاناة وأرجون).

ولفت إلى أن “مجزرة جنين هي امتدادٌ طبيعيٌ لعدوان الاحتلال المستمر ضد شعبنا منذ اللحظة الأولى التي وطئت بها أقدام أول مستوطن إرهابي أرضنا الفلسطينية، ما يتطلب من المقاومة الفلسطينية جعل بُؤر الإرهاب في دائرة الاستهداف”.

وأوضح، أن “شعبنا يُواجه اليوم تحديًا وتهديدًا وجوديًا يُوجب على الكل الفلسطيني التوجه لميادين المقاومة والانتفاضة، وتكريس جميع الجهود في معركة الدفاع عن الوجود الفلسطيني”.

وشدد على أن “شعبنا لن تُرهبه المجازر أو الإعدامات، وهو يسير بخطى ثابتة نحو الانتفاضة الشاملة، فالمقاومة لم تعد خيارًا بل قدرًا ومهمة وجودية في ظل تصاعد الهجمات الإرهابية التي باتت تمارس الإرهاب أمام مسمع ومرأى المجتمع الدولي”.

وأخيرًا.. أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية على أن شهداء شعبنا سيبقون مشاعل حرية وتحرير، وستبقى دمائهم مهماز لكل فلسطيني ممسك بفلسطينيته ومتشبث بخيار المقاومة القادرة على كنس الاحتلال”.

الناطق باسم الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية طارق عز الدين، قال: إن “ما يجري في جنين يُمثّل عدوانًا سافرًا ضد كل ما هو فلسطيني على هذه الأرض”.

 

وحدة المقاومين أفشلت مكيدة إسرائيلية كانت تستهدف جنين ومخيمها

وأكد في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، على أن “ارتقاء الشهداء في جنين ومخيمها الأسطورة سيزيد من عزيمة وإرادة وصمود شعبنا ومقاومينا الأبطال في جنين ومخيمها”.

وأشار إلى أن “الاحتلال يُمارس عدوانًا وارهابًا واستهدافًا للمنشآت الصحية والأهلية ويُعيث خراباً ودماراً في كل مكان”.

ولفت إلى أن “وحدة المقاومين في الميدان وبالمقدمة كتيبة جنين أفشلت مكيدة إسرائيلية كانت تستهدف جنين ومخيمها، واستطاعوا تلقين الاحتلال درسًا قاسيًا لن ينساه طِوال حياته”.

ودعا عز الدين، جماهير شعبنا على امتداد الضفة الغربية وكل مقاومي شعبنا إلى ضرورة الالتحام مع قوات الاحتلال في نقاط التماس كافة، إلى جانب توحيد جبهات المقاومة وتصعيدها في وجه الاحتلال وقطعان المستوطنين.

وشهدت مدينة جنين منذ فجر اليوم الخميس، عملية واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، شملت عددًا من مخيمات المدينة، حيث تصدى المقاومون لقوات الاحتلال ما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة، أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين برصاص الاحتلال وإصابة آخرين.

وشهدت الأيام الأولى من 2023 وعام 2022 الماضي ارتفاعاً في انتهاكات قوات الاحتلال بحق المواطنين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، لاسيما مدينتي نابلس وجنين اللتان تعرضتا لأكثر من حملة عسكرية خلال أيام السنة.

وظهر في مدن الضفة الغربية خلال شهور 2022 تشكيلات عسكرية مختلفة تصدرت المواجهة مع قوات الاحتلال، وكان من أبرزها مجموعة عرين الأسود التي اتخذت من البلدة القديمة في نابلس مقراً لها وكتيبة بلاطة ونابلس وجنين وغيرها.