إلغاء برشلونة التوأمة مع الاحتلال.. قرار يعكس التضامن مع فلسطين

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

لاقى قرار مجلس بلدية برشلونة الإسبانية، المتعلق بإلغاء التوأمة مع الاحتلال، ترحيبًا فلسطينيًا على جميع المستويات الرسمية والشعبية والفصائلية.

ويرى محللون ومراقبون، أن تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، لعب دورًا أساسيًا في كشف الوجه الحقيقي للاحتلال أمام العالم في ظل تصاعد الانتهاكات بحق المواطنين والمقدسات.

فمنذ الإعلان عن تشكيل الحكومة اليمينية شرعت في اتخاذ إجراءات من شأنها التضييق على المواطنين وشرعنة الاعتداء على الأسرى، ومصادرة الأراضي وتشجيع الاستيطان في انتهاكٍ صارخ للمواثيق الدولية.

وحرصت دولة الاحتلال خلال السنوات الماضية، على رسم صورة مشرقة أمام المجتمع الدولي لخداع الرأي العام، إلا أن الصورة انكشفت حقيقتها وباتت القضية الفلسطينية محط أنظار واهتمام أحرار العالم.

 

خطوة في الاتجاه الصحيح

 

يقول رئيس مجلس العلاقات الدولية – فلسطين باسم نعيم: إن “إلغاء برشلونة التوأمة مع الاحتلال خُطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح ونتطلع إلى خطواتٍ مماثلة من مدنٍ أخرى”.

ورأى خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “إلغاء برشلونة التوأمة مع الاحتلال سيُشجع المزيد من المُدن والمؤسسات لفك ارتباطها بالاحتلال ومؤسساته الاستيطانية”.

وأشار إلى أن “الخُطوة الإسبانية تجاه الاحتلال تعكس حجم الجهود المبذولة من النشطاء الفلسطينيين والمتضامنين حول العالم لفضح الرواية الصهيونية وكشف حقيقة وزيف الكيان الإسرائيلي الذي لطالما سعى لتصوير نفسه على أنه يُمثّل الغرب وقِيمه القائمة على الديمقراطية والتسامح”.

وأضاف: “حقيقة الاحتلال هو كيانٌ عنصري فاشي استيطاني، ينبغي العمل على إنهاء احتلاله لفلسطين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وأكد على أن “السنوات الأخيرة شهدت ازديادًا في موجات التضامن مع الشعب الفلسطيني تزامَن مع انكشاف الرواية الصهيونية وحقيقة الكيان العنصرية”.

 

قُصور دبلوماسي فلسطيني

 

ونوه إلى أن “المطلوب على جميع المستويات بما فيها المستوى الرسمي، الشعبي، الأهلي، النقابي، الفصائلي وغيرها، هو العمل على فضح وكشف الرواية الصهيونية وتعزيز الرواية الوطنية، لافتًا إلى “وجود قُصور واضح في دور الدبلوماسية الفلسطينية تجاه هذا الدور الوطني المهم”.

ودعا إلى ضرورة تظافر جهود الجميع، للحفاظ على الجهد الجَماعي للوصول إلى مساحاتٍ أوسع تُشكّل تضامنًا حقيقيًا تجاه شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.

من جانبه، يقول مدير منتدى البدائل في فلسطين يوسف حبش: إن “خطوة المجلس البلدي لمدينة برشلونة لمناقشة إلغاء التوأمة مع تل أبيب تتطلب البناء عليها كونها تُدلل على أن المجتمع الدولي ينظر بشكل مسؤول تجاه القضايا التي تشهدها فلسطين”.

 

استراتيجية عمل وطنية واحدة

 

وأضاف في تصريحاتٍ خاصة لشبكة مصدر الإخبارية، “ما نشاهده اليوم في فلسطين يُمثّل تحديات وتعديات على حقوق الشعب الفلسطيني بما يشمل عمليات القتل، والاعتقال، التهجير، الملاحقة، الاستيطان، إلى جانب حصار قطاع غزة على مدار السنوات الماضية”.

وأشار إلى أن “خُطوة برشلونة تُدلل على أهمية القضية الفلسطينية، رغم المتغيرات الدولية التي تشهدها المنطقة، ما يتطلب العمل الجاد نحو بناء العلاقات مع الحلفاء على المستوى الدولي بهدف الوصول إلى صوت أقوى ومُؤثر في الرأي العام العالمي”.

وأكد على أن “خطوة المجلس البلدي في برشلونة تجاه تل أبيب لم تأتِ من فراغ ولكن جاءت نتيجة تواصل نضالات وصمود الشعب الفلسطيني الذي تمخض عنه هذه المواقف، ما يتطلب الاهتمام بها والعمل على تعزيزها لتشمل مُدنًا أخرى خلال الأيام القادمة”.

ولفت إلى أن “البناء على موقف برشلونة، يتطلب التوافق على استراتيجية عمل يُشارك بها الجميع بما يشمل “القوى الوطنية والإسلامية، ومنظمة التحرير، والحركات الاجتماعية، ومؤسسات المجتمع المدني، لمواجهة التحديات المُحدقة بالقضية الفلسطينية”.

وأضاف، “من غير المقبول أن يكون النضال على المستوى الدولي بشكلٍ موسمي، ما يتطلب تفعيل القرارات السابقة حول تعزيز حركات المقاطعة والتضامن مع فلسطين على مستوى العالم”.

 

الوحدة تصنع المعجزات

 

وشدد على أهمية تعزيز وحدة الموقف السياسي الداخلي كخطوة أساسية لإعادة الملفات الخاصة بالأسرى والقدس والمقاومة والاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية على طاولة المجتمع الدولي، لتذكير الجميع بمسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكدًا على أن الوحدة تصنع “المعجزات”.

وأردف منسق المنتدى الاجتماعي الفلسطيني، “نحن بأمس الحاجة إلى وِحدة فلسطينية واحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي الـ48 تتبنى خطابًا وطنيًا حقيقيًا مُستَنِدًا على استراتيجية عمل فاعلة، وإلا فلن يحصد الفلسطينيون التضامن الذي يحتاجونه على المستوى الدولي”.

وتابع، “نحن في المنتدى الاجتماعي الفلسطيني نعمل على مستوى الحركات الاجتماعية والمجتمع الدولي بما يشمل (أمريكا اللاتينية، الولايات المتحدة، كندا، آسيا، أفريقيا، أوروبا”، ضمن عملٍ دؤوب لإيصال الصوت الفلسطيني للحكومات المعنية لاتخاذ موقف واضح تجاه القضية الفلسطينية”.

واستطرد، “المؤسسات الفلسطينية والمتضامنين في جميع أنحاء العالم ومنها فرنسا، يعملون بشكلٍ دائم على إبراز العديد من القضايا منها الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال، وقُدامى الأسرى، واعتداءات الاحتلال في القدس، وممارسة الاعتقال السياسي، والانتهاك الذي تعرض له المحامي الفلسطيني – الفرنسي صلاح الحموري وابعاده عن القدس وسحب هويته الفلسطينية وحق المواطنين في المياه”.

واستتلى: “الجاليات الفلسطينية لا تُغفل الجانب الثقافي، حيث تعمل بشكل متواصل على إثراء المشهد الثقافي المتمثل في إبراز الهوية الوطنية من خلال الموسيقى والفنون المختلفة”.

وطالَب “حبش” الجميع بضرورة إعلاء الصوت والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتحرير الأسرى الذين قضى عدد منهم أربعين عامًا داخل سجون الاحتلال، إلى جانب تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأعلن مجلس بلدية برشلونة نيته التصويت على مشروع يقضي بإلغاء اتفاق توأمة المدن مع تل أبيب، رفضًا لجرائم حرب ترتكبها دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

ويأتي التصويت بمبادرةٍ من أحزاب اليسار ورئيسة البلدية “آده كولاو”، الذي أكدت استهجانها الشديد لتصاعد انتهاكات الاحتلال بحق المدنيين والمقدسات.

وفي المقابل، تسعى سفارة دولة الاحتلال بمساعدة الجالية اليهودية في إسبانيا إلى إحباط مشروع التصويت، في أعقاب مصادقة برلمان كاتالونيا على مشروع قرار يُعرّف الكيان الإسرائيلي بأنه دولة أبارتهايد.