ماهر وكريم يونس

ماهر وكريم يونس.. أسيران شقا طريق الحرية إلى قبور آباءهم وأمهاتهم

صلاح أبوحنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

ما إن عانق الأسيران الفلسطينيان ماهر وكريم يونس نسيم الحرية، بعد 40 عاماً قضياها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كان الطريق إلى مقبرة “عارة” حيث مسقط رأسهم، لزيارة قبور، والد ماهر، ووالدي كريم، اللذين حرمتهما الزنازين من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم، قبل مفارقتهم الحياة.

على قدميهما، جلس ماهر وكريم يونس، رغم اختلاف مواعيد الإفراج عن كليهما، ووضعا رأسيهما على مقدمة القبور، مستذكرين مسيرة نضال بدأت أمام أعين عائلاتهم، قبل أربعة عقود، وكانت خاتمتها نسيم الحرية على مسيرة طريق التحرير.

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير ماهر يونس صباح الخميس 19 كانون الثاني (يناير) الجاري، وعن ابن عمه كريم في السابع من نفس الشهر، بعد أربعة عقود قضياها في المعتقلات.

ماهر يونس قال من أمام مقبرة عارة فوز زيارته لقبر والده، إن” الأمل بعد 40 عاماً أن أرى الوطن متحرراً”.

وعبر عن أمله” بنيل الأسرى حريتهم، وأن يتوحد شعبنا الفلسطيني وينهي الانقسام”.

أما كريم الذي زار قبري والداته ووالده في السابع من الشهر الجاري، وصف أمه من داخل المقبرة “بسفيرة أسرى الحرية”. وقال ” والدتي تحملت فوق طاقتها وهي تزوره في المعتقلات وتنتظر حريته، لكنها اختارت السماء لرؤيته بعد طول انتظار”.

وأضاف كريم” أزور قبر أمي وأنا واثق بأنها تراقبني من السماء”.

وختم” أمي لم تكل لزيارتي ورؤيتي رغم ما نثره المحتل من أشواكٍ في دربها”.

رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، قال إن “زيارة الأسيران ماهر وكريم لقبور أباءهم وأمهاتهم يعكس الصورة الإنسانية للأسرى، ومدى معاناتهم وشوقهم لأسرهم، في ظل سياسات الاحتلال الإسرائيلي في التضيق على عائلات الأسرى لمشاهدة أبناءهم في شكل من أشكال التنكيل والتنغيص عليهم”.

ووفق قدورة فإن” الأسرى يمارسون الوفاء لمن انتظروهم على مدار سنوات طويلة، تجاوزت الـ 40 عاماً لمن انتظروهم وكانوا ينتظرون بفارغ الصبر رؤيتهم أحراراً خارج الزنازين”.

وأكد قدورة لشبكة مصدر الإخبارية على أن “الأسر رحلة شاقة، يهدف فيها الاحتلال لحرمان الأسير الفلسطيني ممن يحب”.

وشدد على أن” الكثير من الأسرى الفلسطينيين لم يتثنى لهم رؤية أباءهم وزوجاتهم قبل وفاتهم، ناهيك عن عد مشاهدتهم للحظات سعيدة أخرى عايشها أبناءهم بدونهم خلال تخرجهم من الجامعات، ومشاركتهم الاحتفال بالأعياء واللحظات السعيدة”.

أخيراً يرى قدورة، أن عائلات الأسرى يستحقون الوفاء من أبناءهم “فهم من سهروا الليالي في انتظارهم، وعاشوا الأمل لرؤيتهم مجدداً بينهم”.

ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال نحو 4500 أسير، بينهم 34 أسيرة، وقرابة 180 طفلًا.

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير ماهر يونس صباح الخميس 19 كانون الثاني (يناير) الجاري، وعن ابن عمه كريم في السابع من نفس الشهر، بعد 40 عاماً قضياها في المعتقلات.

Exit mobile version