المفتول أكلة شتوية تراثية فلسطينية

المفتول.. أكلة تراثية شتوية بنكهة عائلية يعشقها الفلسطينيون

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية

“طابخين اليوم مفتول”.. بمجرد أن تسمع والدتك تقول هذه الجملة فإنك تزداد حماسة، فلهذا الصحن شعبية كبيرة جداً في المطبخ الفلسطيني، ويرتبط بشكل كبير بالشتاء، فكلما أمطرت كلما ازداد فرصة أن يكون الغدَاء هو “المفتول”.

ينتظر الكثيرون نزول المطر كي يزينوا موائدهم بالمفتول، ويعتبر المفتول من الأكلات التراثية المعروفة التي تنتقل مع الأجيال.

وكانت السيدات قديماً تقمن بفتل البرغل مع الماء وإضافة الطحين كي تصنع حبيبات المفتول بشكلها النهائي الذي نعرفه، واليوم ربما أصبح سهلاً حيث يباع بشكل جاهز للطبخ، ولكن يبقى طعمه الأصلي في المنزل أشهى وألذ.

المفتول بنكهة عائلية

ولا تقتصر أكلة المفتول على مذاقها، إنما ترتبط بمعانٍ كبيرة لها علاقة بجمعة الأسرة، وهنا تقول الحاجة نسرين البغدادي ربة منزل: “المفتول يجمع العائلة بلمة فيها طاقة إيجابية يُحول البرد إلى دفء”، وأضافت: “لا يمل الشخص من تناوله في الصباح أو حتى المساء وكل يوم”.

وتابعت: “للمفتول بركة، ورائحته في البيت تزيد من الراحة النفسية، وتعود بالوراء لأيام زمان”، وأوضحت أنه من الأطباق التي تمنح السعادة لأفراد الأسرة وتضيف للمنزل أجواء الفرح.

وأيدتها علا جبريل أم لثلاثة أطفال، وقالت: “لايؤكل المفتول فُرادى، وإنما باللمات والتجمعات العائلية الممتدة”.

أجواء جميلة لعمل المفتول

وشرحت الأجواء الجميلة التي ترافق إعداده المسبق قبل طبخه، حيث الاستيقاظ مبكراً جداً والتجمع للأم وبناتها وما لها من كناين، والتناوب وتوزيع الأدوار، وتابعا “إحدانا تضع الطحين، والأخرى تحمل اللّقان وثالثة تستعمل الكربالة”.

واللّقان هي فخارة كبيرة عميقة، تُستعمل في لف الطحين والسميد، أما الكربالة فهي تشبه المنخل ذات فتحات كبيرة لنزول المفتول منه بحجم واحد.

ووصفت جبريل الأجواء بالرائعة، وقالت: “قد تكون المكونات هي السميد والطحين والماء، إلا أن المكونات الحقيقية هي الحب والضحك والأحاديث واللمة الحلوة أثناء تجهيز المفتول وإعداده”.

وختمت تعليقها: “فعلاً، إنها أكلة تستحق التعب بطعمها الخرافي جداً”.

وتؤكد إم حلمي الإفرنجي ربة منزل أن المفتول يجمع العائلة خاصة يوم الجمعة، وتلفت إلى أنها تنتظر مع عائلتها إعداده في يوم ماطر وبارد نظراً لأنه يمنح الدفء والطاقة.

ومن ناحيتها، ترى المدرسة مايسة إبراهيم أنه عدا عن أنها أكلة تراثية فهي ملأى بالفائدة من خلال غناها بالخضار مثل القرع والجزر، والبصل والحمص، إلى جانب الدجاج أو اللحم الأساسية فيها.

وأوضحت أنه اكتسب سمعته التراثية جيلاً بعد جيل، على أيدي النساء الفلسطينيات بطريقته القديمة التي تجتمع فيها بنات العيلة.

المفتول حلم المغتربين

ويعد المفتول الطبق الذي يشتهيه المغتربون، ويتعلمونه خصيصاً لعدم وجوده في الخارج، أو يوصون أقرباءهم بإرساله مع الوافدين من المعارف، وفي ذلك قالت أم هاني الزين: “من المعتاد في الغربة أننا نجتمع سوية في بيت واحد نحن الجاليات العربية الفلسطينية لصنع المفتول وتناوله في جمعة واحدة”، وأضافت إنه “شهي شهي”.

فيما قال أحمد رأفت: “أذهب إلى بيت عمتي لتناول المفتول في بلاد الغربة”، وأفاد أنها طبخة لا تُعد إلا بوجود العائلة وإلا فلن يكون له طعم أبداً.

اقرأ أيضاً:10 مأكولات شتوية تتميز بها بلاد الشام تعرف عليها

Exit mobile version