سماح سامي-مصدر الإخبارية
لا يكاد يمر يوما إلا وتخرج فيه تظاهرات عارمة تجوب الشوارع في دولة الاحتلال الإسرائيلي، رفضًا لحكومة الاحتلال الإسرائيلي التي يترأسها بنيامين نتنياهو، واحتجاجا على التغييرات في النظام القضائي، فهل تطيح تلك التظاهرات بحكومة نتنياهو؟.
ومنذ الإعلان عن تشكيل حكومة نتنياهو في 29 ديسمبر (كانون أول) المنصرم، شهدت “إسرائيل” احتجاجات بلغت ذروتها أول أمس السبت، رفضا لتعديلات قضائية تنوي الحكومة إجراءها، في خطوة يراها المعارضون أنها تهدف لتسييس القضاء، وإنهاء ديمقراطية “إسرائيل”.
وتظاهر الآلاف من الإسرائيليين في عدة مناطق بالأراضي المحتلة، منها تل أبيب والقدس وحيفا، في أكبر تظاهرة، رفضًا لحكومة الاحتلال الإسرائيلي التي يترأسها بنيامين نتنياهو، وسط انتشار مكثف لعناصر شرطة الاحتلال.
وذكرت القناة الـ “12” العبرية: “إنّ المظاهرات الاحتجاجية ضد حكومة نتنياهو بدأت في ساحة “بيما” بتل أبيب ومدينة حيفا، بالتزامن مع توافد آلاف الإسرائيليين إلى أماكن التظاهرات، وشرطة الاحتلال تبدأ بإغلاق عددًا من الشوارع المحيطة.
وأفاد موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن التظاهرة جاءت للتعبير عن معارضتهم للتغييرات في النظام القضائي.
وتهدف خطة ليفين إلى تقليص صلاحيات المحكمة العليا من خلال منعها من إلغاء قوانين يسنها الكنيست وتتناقض مع قوانين أساس تعتبر دستورية، وإلغاء ذريعة عدم المعقولية لدى نظر المحكمة في قرارات تتخذها الحكومة، بالإضافة إلى تعزيز قوة السياسيين في لجنة تعيين القضاء وعدم إشراك نقابة المحامين فيها؛ وبموجب مذكرة القانون، بالإمكان تعيين رئيس للمحكمة العليا من خارج المحكمة.
اقرأ/ي أيضا: ماضٍ في مخطّطه.. هل تمنع التظاهرات ضد حكومة نتنياهو التعديلات القضائية؟
وبالتزامن مع ذلك، حذر دولة الاحتلال الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ،اليوم الاثنين من الخلافات الداخلية التي ستؤدي إلى تمزيق بلاده وشعبه في كل مكان.
وقال هرتسوغ في تصريحات أوردتها صحيفة يديعوت أحرنوت العربية تعقيبًا على الأزمة الداخلية التي تأججت بعد الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة يترأسها بنيامين نتنياهو، وتُوصف بالأكثر تطرفًا، إن: “إسرائيل دخلت في أوج خلاف داخلي عميق سيمزقها ويمزق شعبها في كل مكان وهذا يؤرقني جدًا”.
وشدد هرتسوغ على أنه سيعمل من أجل تجنيب “إسرائيل” أزمة قضائية تاريخية، وإيقاف استمرار انقسام الشعب الإسرائيلي.
ستأثر ولكن
المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد رأى أن التظاهرات القائمة في دولة الاحتلال الإسرائيلي ستأثر على مستقبل حكومة نتنياهو، لكن لن تطيح بها قريبا.
وقال شديد لشبكة مصدر الإخبارية: إن ” التظاهرات بشكلها الحالي لن تطيح بحكومة نتنياهو، حيث سيلجأ لإرسال أضعاف العدد من مؤديه وأنصاره للشارع، للتضامن معه وكخطة دفاعية عما يقوم به، وضد آلاف المتظاهرين”.
وأضاف: ” إذا تم تنفيذ المتظاهرين تهديداتهم بإعلان العصيان المدني، الذي يتضمن مقاطعة المحاكم، ومقاطعة المحاميين القضاء، ومقاطعة القضاة المحاكم، من الممكن أن تطيح بحكومة نتنياهو”.
وتوقع المختص استمرار التظاهرات لأيام أخرى، لعدم رضا المتظاهرين عن التعديلات التي ستجريها حكومة نتنياهو والتي تختص بفرض شريعة دينية عليهم، تختلف عما ينادون به، من إطلاق الحريات العامة” كوجود المثليين واللواط”، وغيرها من الأفعال الشاذة.
كما توقع أن يلجأ نتنياهو لبعض التعديلات القضائية أمام الضغوط الممارسة عليه، للحفاظ على استقرار بلاده، وضمان ثباته بالحكم.
إجراء تعديلات مقبولة
من جانبه، اتفق المحلل والكاتب بالشأن الاسرائيلي عليان الهندي مع سابقه، أن الحرب التي يقوها نتنياهو ضد الأجهزة القضائية، لن تطيح به، كما حدث حين كشف عن رواتب الجيش في العام 1998.
ورأى الهندي في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية أن يذهب نتنياهو لإجراء تعديلات تكون مقبولة على المستوى السياسي والحكومي، قائلا: ” من المتوقع أن تدفع التظاهرات نتنياهو لمواقف أكثر اعتدال، حيث يجري تعديلات تكون مقبولة للجميع”.
وأوضح أن نتنياهو لن يتنازل كثيرا عن رغبته في احداث تغير في القضاء، لكن سيجد طريقة لإرضاء نفسه فيها، وأعضاء ائتلافه والأحزاب الأخرى.