غزة.. الملوحة تفتك بأرض المزارع الأسطل وتحاصر البدائل

خاص- مصدر الإخبارية

في أراضيهم الواقعة بمنطقة المحررات في محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، يقضي المزارع رضوان الأسطل (53 عاما) برفقة إخوانه وأبنائه يومهم بالعمل في زراعة الخضراوات على مساحات واسعة تزيد عن (100 دونم).

وتعتبر أراضي المحررات في غزة المناطق الأساسية لتوريد محاصيل البصل والبطاطا وغيرها من الخضار لسكان القطاع.

ويستأجر الأسطل تلك الأراضي من الجهات الحكومية في غزة، بعدما كان يزرع أرضه المملوكة لعائلته خلال السنوات الماضية.

ويقول في حديث لشبكة مصدر الإخبارية إنهم لجأوا لاستئجار الأراضي بمقابل بعدما أصابت الملوحة تربة أراضيهم وصارت غير صالحة حتى لزراعة الأشجار الكبيرة مثل الزيتون والنخيل والجوافة واللوز، كما ارتفعت نسبة الملوحة بمياه الري والجوفية.

ويوضح الرجل أن الأراضي التي قتلت بملوحة المياه تقدر بعشرات الدونمات وهي مملوكة لعائلته التي تعتبر من أشهر عائلات محافظة خانيونس.

البحث عن البدائل لملوحة مياه غزة

لأجل مواصلة عملهم لجأ الرجل لاستئجار الأراضي، موضحاً أن أول شيء يبحث عنه عند اختياره أرض للإيجار أو الزراعة، هو نسبة ملوحة المياه في تربتها وآبارها، لأن نسبة الإنتاج وشكل وجودة الثمار تقل كلما زادت ملوحة المياه.

ولفت خلال حديثه إلى أنه امتنع في كثير من المرات عن استئجار الكثير من الأراضي بسبب زيادة نسبة الملوحة فيها، حيث يقوم بفحص ذلك من خلال استعمال جهاز متخصص بذلك.

وملوحة المياه، دمرت الكثير من الأشجار وسببت لها الجفاف بحسب كلام الأسطل، مشيراً إلى أن بعض الأشجار على الرغم من أنها تعتبر من معمرة تدمرت وانتهى وجودها، ولفت إلى أن الذي لم ينتهِ قل إنتاجه.

وزادت نسبة الملوحة في الأرض بدأت بعد عام 2005 وهي السنة التي انسحبت فيها إسرائيل من القطاع، وفقاً لكلام الأسطل.

سلة غزة الغذائية مهددة بسبب المياه

ويشرح الرجل، أن منطقة القرارة الغربية، كانت قبل 15 عاما كانت مزروعة بالجوافة التي تكفي لقطاع غزة، ويتم التصدير منها لكن الأمر اختلف اليوم بسبب الملوحة، موضحاً أنه يوجد لديه صور للمنطقة وهي مزروعة بالأشجار وكثيفة، ويوجد صور الآن تظهر التصحر.

وفي معرض حديثه، يشير رضوان إلى أن الأراضي التي يزرعها حاليا، هي من بين أراضي المستوطنات التي كانت تسيطر عليها إسرائيل، وهي بالأساس أراضي زراعية كانت تتبع لمزارعين إسرائيليين، وتمتاز مياه بأنها لا زالت تحافظ على جزء من حلاتها.

يقول رضوان إنه في السابق قبل أكثر من 20 عاماً، كان يحمل المياه عند عودته في المساء من الأرض لبيته، ليستعملها هو وأهله للشرب، لأنها كانت عذبة جداً، أما اليوم فهو يحمل المياه “المفلترة” معه من البيت للأرض لاستخدامها للشرب وللاستهلاك البشري.

ولفت إلى أن قطاع غزة يعاني بشكل كبيرة من مشكلة ملوحة المياه، خاصة التي تصل للمنازل، هذا ما تم التحذير من خطورته مراراً وتكراراً خلال السنوات الماضية، على حد قوله.

وفي تقرير سابق صدر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان تم التحذير من خطورة نقص المياه الجوفية وتدني مستوى نوعيتها في غزة.

وقال التقرير إن سلطة المياه الفلسطينية أكدت أن أكثر من 97% من المياه الجوفية غير صالحة للشرب، فيما يؤكد الخبراء أن النسبة تصل إلى 100%، بسبب ارتفاع نسب الكلوريد والنيترات والتلوث فيها عن المعايير الدولية.

ولفت إلى أنه بخصوص الأماكن المخصصة للمزروعات فقد تم رصد تدهور الخزان الجوفي وباتت المزروعات تشكل عبئاً على المزارع، وارتفعت نسبة المخاطرة بالزارعة بشكل كبيرة.