المناهج الدراسية الفلسطينية أصوات تمتدحها وأخرى تشكو منها

سماح سامي -مصدر الإخبارية

اشتكي عدد من أهالي الطلاب في قطاع غزة، من صعوبة المناهج الدراسية الفلسطينية وعدم قدرة أبنائهم على فهمها، ما يؤدي إلى تراجع تحصيلهم العلمي.

وبالتزامن مع ذلك، غرد العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تحت هاشتاج نعم لتخفيف المناهج الدراسية، في دعوة منهم لوزارة التربية والتعليم، بإعادة النظر بالمناهج والعمل على تخفيف المواضيع الدراسية وملائمتها مع القدرة الاستيعابية.

وشهد العام الدراسي 2000/2001 تطبيق أول منهاج فلسطيني، يوحّد النظام التعليمي في فلسطين، ويحلّ مسألة ازدواجية المنهاج في الضفة وغزة، إذ كان طلبة الضفة يدرسون المنهاج الأردني وطلبة القطاع يدرسون المنهاج المصري.
صعوبة المناهج

المواطنة عبير حمد عبرت عن استيائها من صعوبة المناهج الدراسية، وعدم قدرة ابنها على استيعاب المواضيع الدراسية، داعيا وزارة التربية والتعليم بإعادة تقييم المناهج مرة أخرى، ووضع مواضيع تناسب مع قدراتهم الاستيعابية.

وقالت حمد في حديثها لشبكة مصدر الإخبارية، إن المواضيع الدراسية أكبر من قدرة ابنها على استيعابها، حيث لم يخضع لعملية تأسيس صحيحة في المدرسة وانقطع عن الانتظام الدراسي فترة جائحة كورونا”.

وأضافت: ” يوجد كم هائل من المواضيع الدراسية، باتت تدرس للصفوف الأول للرابع، تم تدرسيها في مرحلة الثانوية قبل عدة سنوات”، متسائلة عن مدى قدرة ابنها وأقرانه من استيعابها؟.

وتتقاسم الطالبة شهد عثمان ذات الشكوى مع سابقتها، حيث أكدت عدم قدرتها كطالبة في الثانوية العامة، من استيعاب المنهاج الدراسي لكثرة وصعوبة ما يحتويه من مواضيع.

وأوضحت لشبكة مصدر الإخبارية أنه على رغم من بذل المعلمين جهود كبيرة في ايصال المواضيع إلا أنها تواجه صعوبة في استيعابها.
وتمنت من الوزارة أن تعمل على تخفيف المنهاج ومراعاتهم كطلاب ثانوية العامة، لخوفهم الشديد من الامتحانات النهائية.

وعلى النقيض رأت المواطنة أحلام عودة أن المنهاج الفلسطيني يراعي الفروق الفردية لدى جميع الطلاب، مشيرا إلى أن الطلاب وأوليات الأمور يقع عليهم دور كبير في متابعة المنهاج بشكل دوري وعدم تراكمها.

وأوضحت عودة أن لديها ابن في الصف الأول الأساسي وابنه في الصف الثالث، مناهجهم الدراسية كبيرة مقارنة مع قدراتهم الاستيعابية، إلا أنها تعمل ووالدهم على متابعتها، خوفا من دخولهم فترة الامتحانات

تخضع لمعايير عدة

بدوره، أكد د. محمود مطر الوكيل المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم أن المناهج الدراسية الفلسطينية وضعت وفق إطار مرجعي وخطط شاملة، من قبل خبراء ولجان متخصصة لإعداد المحتوي.

وأوضح مطر لشبكة مصدر الإخبارية أن ما يتم طرحه من آراء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو خلال السياقات الرسمية، يتم أخده بعين الاعتبار، حيث تهتم الوزارة كذلك بملاحظات المعلمين بالمدارس.

وأكد أن الوزارة وضعت خلال الاختبارات الجارية، مجموعة من الأسئلة الأساسية والاضافية، كتحدي لتفكير الطلاب، لافتا إلى أن الشكاوى نابعة من عدم اطلاع أولياء الأمور والطلاب على دليل المعلم، الخاص بالكتاب المدرسي، والذي يتضمن شرح مفصل للمواضيع الدراسية ونقاط التركيز وغيرها.

وبين أن عملية تغيير المناهج يتم بمشاركة جزء من الطلاب وألويات الأمور والمعلمين ومدراء المدارس، أيضا المشروفين التربويين والأكاديميين، وأستاذة الجامعات، كذلك خبراء ومختصين.

وأشار إلى أن المناهج الدراسية تراعي جميع المستويات، ضعاف التحصيل، ومتوسطي التحصيل، أيضا مرتفعي التحصيل، مشددا على أن الشكاوى تنبع مع الضعف التراكمي لدى الطلاب.

ولفت إلى أن المنهاج تخضع لعملية مراجعة وتقييم شاملة، حيث بعضها يتم احداث تغيير جوهري عليه وبعضها تغيير طفيف، وأخرى لا يتم احداث أي تغير عليها.

كما أن دور اللجان المتخصصة مبني على إعداد المحتوى الدراسي لكل صف، وكل صف لديها شبكات تسلل، تحتوي على مفاهيم ومهارات للكتاب الواحد.

وبين أنه في عملية البناء يوجد مراجعات وتقييم سنوي يشمل عدة جوانب، منها مراجعة المحتوى نفسه، ومدى التزامه بالمعاير الدولية.

اقرأ/ي أيضا: بكيرات: أهالي القدس متمسكون بالمناهج الفلسطينية