حكومة الاحتلال - اقتحام بن غفير الأقصى

معادلة لابدّ من تفكيكها لكن ليس تحت الضغط والتراجع السريع

أقلام- مصدر الإخبارية

أطلس للدراسات، ترجمة: عبد الكريم أبو ربيع: في “الشاباك” – بصفته الجهة المهنية – لم يعارضوا اقتحام وزير الأمن القومي بن غفير للمسجد الأقصى، حيث توقعوا هم أيضًا أن ليس هناك مساسٌ بالوضع القائم كانت التوصية أن بالإمكان القيام بالاقتحام طالما كان في الصباح الباكر، وبهدوء وصمت إعلامي ولمدة زمنية قصيرة للغاية.

الآن اتضح أن الإعلان من قِبل المراسلين السياسيين أنه وبعد حديث رئيس الحكومة نتنياهو مع بن غفير تقرر تأجيل الزيارة، كان مجرد خدعة باستخدام وسائل الإعلام، وقد نجحت: الزيارة مرّت بهدوء تام، وانتهت خلال 13 دقيقة.

مفاد القول؛ الحل بين رئيس الحكومة الذي سمح باقتحام المسجد الأقصى وبين وزير الأمن القومي كان بشأن النموذج المتواضع والسري الذي ستجري بهِ الزيارة. كذلك الزيارة المستعجلة كانت كافية لبن غفير لكي يثبت لجمهور ناخبيه أنه أوفى بتعهده باقتحام المسجد الأقصى.

في المقابل، يبدو أن رئيس الحكومة قد خسر فقط، ائتمان تغيير السياسة في ظاهر الأمر سُجل كله لصالح بن غفير، الذي يثبت في مرحلة متقدمة قدرته على إدارة سياسة خاصة بهِ، فيما على رئيس الحكومة أن يواجه الآن الانعكاسات على الجانب السياسي، وربما في الجوانب الأمنية أيضًا.

أكثر من سنة ونصف بعد عملية “حارس الاسوار”، يزعم قادة رئاسة الأركان بأنه وفي أعقاب نتائج العملية في غزة، فإن الردع في مواجهة حماس أقوى من السابق، ويشيرون إلى أنه ورغم موجة العمليات المتصاعدة في الضفة الغربية وعدد القتلى المُرتفع في أوساط الفلسطينيين؛ بقيت حماس تجلس على الجدار ولا ترد بإطلاق الصواريخ من القطاع، إضافة إلى أنها تفرض الهدوء على التنظيمات الأخرى.

في الجانب الآخر من المعادلة، وقت الهدوء الذي اشترته حماس تستغله لترميم وتعزيز قوتها العسكرية ومجهود تعزيز وتعميق الوعي في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية – بل وحتى في أوساط عرب الداخل – بعد ان تلقت التشجيع من مظاهرات “حارس الأسوار” في المدن المختلطة وفي النقب.

إلى جانب الأثمان التي دفعتها حماس خلال العملية والإنجازات التنفيذية القليلة في تدفيع إسرائيل الثمن، فإن مكانة حماس المتعززة في الرأي العام في الشارع الفلسطيني بصفتها حامية للقدس والأماكن المقدسة في ظاهر الأمر وكمَن فرض على إسرائيل مواجهة عسكرية بعد أن أطلقت الصواريخ باتجاه المدينة العاصمة عشية عملية “حارس الأسوار”؛ إنه إنجاز توعوي لا يُمكن التنصل من مدى خطورته، إنه تحدٍ سياسي – أمني لإسرائيل أن تفكك مكونات معادلة النفوذ التي تريد حماس مواصلة تعميقها.

إذن، الدولة السيادية لا يُمكن ان تسمح لنفسها بوضع تبتز هي فيه بالتهديدات من قِبل تنظيم “إرهابي” ومعادلة القدس والمسجد الأقصى التي تحاول حماس إملاءها، وبالتالي يجب تفكيكها. لكن يجب القيام بذلك من خلال سياسة منظمة وإدارة منظمة للمخاطر؛ ليس تحت الضغط والتراجع السريع كما حدث أمس مع اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى.

تل ليف رام – معاريف

اقرأ/ي أيضًأ: أي يد أخذت بيد وحيد حامد؟.. بقلم خلف جابر

Exit mobile version