شاهد عيان: أطلقوا النار على إياد الحلاق وهو ملقى على الأرض

الأراضي المحتلةمصدر الإخبارية 

نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الاثنين، شهادة أحد الأشخاص الذين كانوا متواجدين أثناء جريمة اغتيال الشاب الفلسطيني إياد الحلاق على أيدي أفراد من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بزعم أنه كان يحمل سلاحاً فيما بنيت التحقيقات بطلان هذا الادعاء.

وبحسب الصحيفة، أكد شاهد أن أفراد شرطة “إسرائيليين” أطلقوا النار على الشاب الفلسطيني إياد الحلاق بينما كان ملقى على الأرض وبعد أن قيل لهم أنه “معاق”. وتتطابق أقوال الشاهد “ع.ر.” مع أقوال مرشدة الحلاق، وردة أبو حديد، التي أفادت بأنها صرخت باتجاه أفراد الشرطة باللغة العبرية بأنه “معاق”، فيما صرخ الحلاق “أنا معها”.

وأضاف الشاهد، في إفادة قدمها إلى منظمة “بتسيلم” لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، في اليوم نفسه الذي استشهد فيه الحلاق، أنه كان يجلس في “غرفة النفايات”، وهي عبارة ساحة صغيرة يستخدمها عمال النظافة في منطقة باب الأسباط في البلدة القديمة في القدس المحتلة، عندما لجأ إليها الحلاق. وقال الشاهد إنه “رأيت شابا يجري بطريقة غريبة، كأنه لا يعرف المشي العادي أو أنه معاق. وجاء باتجاهي وسقط على ظهره، على بُعد عدة أمتار عني”.

شرطة الاحتلال حاولت الحديث مع الشهيد إياد الحلاق ولكنه لم يستطع التحدث

وتابع الشاهد في إفادته، التي نشرتها صحيفة “هآرتس”، أن “عددا من أفراد شرطة حرس الحدود كانوا يجرون خلفه وتوقفوا على بعد عدة أمتار من الشاب، الذي ارتدى بنطالا أسودا وقميصا أبيضا، ولم يمسك أي شيء بيده. وسمعت ضابط الشرطة يسأل الشاب بالعربية ’أين المسدس؟’، لكن كان من الواضح أن الشاب لا يعرف التكلم، لأنه لم يكن قادرا على الرد”.

وفي هذه المرحلة دخلت أبو حديد إلى “غرفة النفايات”. ووفقا لإفادتها، فإنها سارعت إلى المكان للاختباء بعد سماعها الطلقات النارية الأولى. وقال الشاهد إنه “في هذه الاثناء وصلت امرأة محجبة وصرخت باتجاء أفراد الشرطة بالعبرية ’هذا معاق’، ثم كررت كلمة ’معاق’ بالعربية. وأنا تجمدت في مكاني ولم أتحرك من شدة الخوف. فهذه المرة الأولى التي أشاهد فيها مطاردة كهذه. ونظرت بالأساس إلى الشاب، الذي كان على الأرض ويرتجف، وبعدها سمعت طلقات نارية أخرى. وصرخ أحد أفراد الشرطة عليّ بأن أغادر وهربت”.

وقالت أبو حديد في إفادتها لـ”بتسيلم”، إن الحلاق جاء إلى “غرفة النفايات” فيما هو مصاب وانهار أمامها. وأشارت الصحيفة إلى وجود اختلاف بين إفادتي أبو حديد و”ع.ر.”، الذي قال إن الحلاق دخل إلى “غرفة النفايات” قبل أبو حديد. وقالت أبو حديد أن الحلاق صرخ باتجاه افراد الشرطة “أنا معها”، لكنهم استمروا بالصراخ نحوه “أين البندقية؟” ثم أطلقوا عدة رصاصات قاتلة أخرى.

ونقلت الصحيفة عن التاجر عمر عجلوني، الذي كان متجها إلى حانوته في ذلك الوقت، قوله إنه سمع الطلقات الأولى والصراخ قم طلقات أخرى. وبحسب زعم أفراد الشرطة أمام قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة (ماحاش)، فإنهم تلقوا بلاغا من أفراد شرطة آخرين بأن “مخربا يحمل سلاحا ناريا في طريقه إلى باب الأسباط”، وأنه يلبس قفازات، وأنهم أطلقوا النار باتجاه القسم السفلي من جسد الحلاق، ثم أطلق عليه أحد أفراد الشرطة النار في “غرفة النفايات” بزعم أنه “قام بحركة بدت أنها استعداد لاستلال (مسدس)”.

وقدمت عائلة الحلاق دعوى إلى محكمة الصلح في القدس، الأسبوع الماضي، طالبت فيها بأن يستعرض ماحاش أمامها أشرطة كاميرات الحراسة التي وثقت جريمة الشرطة، فيما نقلت الصحيفة عن مقربين من العائلة تعبيرهم عن تخوفهم من أن تدعي الشرطة فقدان هذه الأشرطة. وقد عارض ماحاش طلب العائلة بشدة، بزعم أن هذه مواد التحقيق ومن شأن كشفها أن يشوش مجرى التحقيق. وأصدر القاضي قرارا يلزم الشرطة وبلدية القدس بالاحتفاظ بالمواد المصورة وعدم السماح بنشرها.

وألغى ماحاش، الليلة قبل الماضية، إعادة تمثيل جريمة قتل الحلاق، بادعاء التخوف من توثيق ذلك في وسائل إعلام تواجدت في المكان.