حل الدولتين- نتنياهو وبايدن

ما دلالات إبلاغ الولايات المتحدة إسرائيل معارضتها السياسات المهددة لحل الدولتين؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

في الوقت الذي بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مهامه بقيادة الحكومة الجديدة في دولة الاحتلال بعد حصولها على ثقة الكنسيت الخميس الماضي، سارعت الإدارة الأمريكية لإيصال رسائل علنية لها بأنها ستعارض أي سياسات تشكل أي خطر على حل الدولتين.

وأبلغ الرئيس الأميركي جود بايدن، نتنياهو، أنه سيعارض “كل قرار من شأنه المس بحل الدولتين”.

ويدلل الإعلان الأمريكي وفقاً لمحللين سياسيين على النهج المتوقع لحكومة نتنياهو التي تضم أحزاباً متشددة كعوتسما يهوديت والصهيونية الدينية، والتخوف من الاصطدام معها خلال الفترة القادمة عبر سياساتها المتشددة تجاه الفلسطينيين وإحراج واشنطن أمام حلفاءها العرب مع تأكيدها المتواصل بأنها ملتزمة بحل الدولتين.

وكانت حكومة نتنياهو أعلنت قبل حصوصها على الثقة عن نهج متشدد تجاه الفلسطينيين يتعلق بسن قوانين تُجيز إعدام منفذي العمليات الفدائية واسقاط الجنسية عن فلسطيني الداخل المحتل عام 1948، وضم أراض من الضفة الغربية المحتلة وتغير الوقائع على الأرض فيما يتعلق بالأوضاع في الأماكن المقدسة كالمسجد الأقصى.

تجنت صدام مع نتنياهو

وقال المحلل السياسي د. هاني العقاد إن “إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن لا تريد صداماً مع حكومة نتنياهو لاسيما بعدما حددت اهدافاً عامة فور حصولها على ثقة الكنيست دون التطرق للبرنامج السياسي ما يضع علامات استفهام حول المسار القادم الذي يبدوا أنه سيقاد من إيتمار بن غفيروبتسلئيل سموتريتش”.

وأضاف العقاد في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن” الولايات تخشى صمت نتنياهو في المرحلة القادمة بعد منحه صلاحيات واسعة لبن غفير وسموتريتش تتعلق بقيادة شرطة الاحتلال والاستيطان وحسم أوضاع الضفة الغربية والمسجد الأقصى وتمرير قوانين من شأنها تفجير الأوضاع في الساحة الفلسطينية وإنهاء حل الدولتين للأبد”.

وأشار إلى أن “إدارة بايدن ترى بالسياسات المعلنة من حكومة نتنياهو بأنها ستجرد من كل حديث يدور عن عملية السلام قائم على حل الدولتين”.

وتابع العقاد “واشنطن تسعى حالياً لضمان عدم مساس سياسات حكومة نتنياهو بحل الدولتين من خلال الحديث عن حكم ذاتي للفلسطينيين وفرض السيادة على المناطق “سي” و “ج” وضم غور الأردن والتسبب بإحراجها أمام حلفاءها العرب”.

تلافي إحراج الديمقراطيين

وأكد العقاد أن “بايدن يخشى احراج الديمقراطيين عقب توجهه نحو اتخاذ قرار تاريخي بالترشح لولاية جديدة لرئاسة الولايات المتحدة والتأثير على نتائج الانتخابات”.

ورجح المحلل السياسي أن “تحرك الولايات المتحدة الحالي جدي لمنع تفجر الأوضاع خصوصاً أنه جاء من جميع أقطاب القيادة الأمريكية برئاسة جو بايدن مروراً بالإعلان عن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لإسرائيل منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل لمنع نتنياهو وأعضاء حكومته من اتخاذ إجراءات من شأنها ان تخل بالتوازنات وتعمل على تغيير الوضع القائم وتثير المنطقة”.

ووفق موقع “أكسيوس” الأمريكي يعتزم سوليفان، لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للوقوف على برامج حكومته المتعلقة بخطط توسيع الاستيطان وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.

صب التركيز نحو أوكرانيا

من جهته رأي الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم أن” إدارة بايدن تريد استباق أي قرارات عنصرية قد تتخذها حكومة نتنياهو وتفجر الساحة الفلسطينية”.

وقال إبراهيم في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن” واشنطن معنية حالياً بعدم خلط الأوراق وصب التركيز على الحرب في أوكرانيا ومواجهة روسيا”.

وأضاف إبراهيم أن” الولايات المتحدة تواصل سياساتها بعدم تحريك المياه الراكدة بملف حل الدولتين سواء كان نحو تطور إيجابي أو سلبي في مسعى لإبقاء الأوضاع كما هي دون أي تغيير”.

وأشار إلى أن “واشنطن تريد من نتنياهو السير بصمت في السياسات الموجهة ضد الفلسطينيين من قتل وإرهاب وتوسع استيطاني دون قرارات رسمية وعلنية مفجرة للأوضاع”.

وأكد أن “الولايات المتحدة غير معنية بحل الدولتين بقدر ضمان عدم تفجر المنطقة وما يدلل على الأمر عدم ممارستها أي ضغط على إسرائيل للسير قدما بعملية السلام وحل الدولتين ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة”.

وشدد على أن “الإعلان عن معارضة أي سياسات تعرض حل الدولتين للخطر خطوة كلامية تفتقد لخطوات عملية تعزز عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.

Exit mobile version