1406 انتهاكات جسيمة ضد الصحفيين في فلسطين خلال 2022

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية

شهد عام 2022 تقييداً للحريات والحقوق الصحفية في فلسطين، وانتهاكات مشتركة من الجانب الإسرائيلي، ومن الحكومات الفلسطينية في كل من الضفة المحتلة وقطاع غزة ضد الصحفيين.

وطالت الانتهاكات حريات الرأي والتعبير، والحريات الرقمية، وقمع الصحفيين خلال تغطيتهم وقيامهم بمهامهم في الميدان، وصولاً إلى القتل العمد كما شهد العالم ما حدث مع الصحفية الفلسطينية التي تعمل مع قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.

1406 انتهاكات خلال 2022

وتشير الإحصاءات إلى أن عام 2022 شهد 1406 انتهاكاً للحريات الإعلامية في فلسطين، وحصلت شبكة مصدر الإخبارية على حصيلة تفصيلية للانتهاكات التي تعرض لها الصحفيين خلال العام المنصرم، والتي رصدتها مؤسسة “بيت الصحافة” في غزة في تقرير سنوي خاص.

وأفادت وحدة الحماية القانونية للصحفيين في بيت الصحافة بأن 1021 صحفياً تعرضوا للانتهاكات خلال 2022، من بينهم 779 صحفي و 242 صحفية، ارتكب الاحتلال منها قرابة 66.8%.

وفصّلت أكثر في ورقة حقائق انتهاكات الحريات الإعلامية للعام السابق 2022، حيث رصدت 939 انتهاكاً من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحافيين بما يمثل 66.8% من مجمل الانتهاكات.

فيما تمثل الانتهاكات الداخلية 5.6% بما يقدر 81 انتهاكاً، تتفاوت فيما بينها بالحريات الإعلامية وتتمثل في الاعتقال والاستدعاء والتهديد والتخويف والمصادرة وانتحال صفة مؤسسة إعلامية.

وتعرض 368 إلى انتهاكات رقمية بنسبة 27.5%، حدّت من النشر والتوثيق وإيصال الحقائق، وتمثلت في حجز صفحات والتسبب بإغلاقها، وتهديد أصحابها، ولا تزال الأرقام في تزايد.

انتهاكات الاحتلال للصحفيين

وقسمت الورقة الانتهاكات حسب المنطقة الجغرافية بين الضفة المحتلة وقطاع غزة للانتهاكات الخاصة بالاحتلال، حيث أفاد عبد الله شرشرة مدير الوحدة القانونية في بيت الصحافة بأنها تضمنت العديد من الأشكال مثل تكسير الكاميرات، ضرب الصحفيين، وحبس العديد منهم أو احتجازهم، وصولاً إلى القتل.

وأشار إلى أن الضفة وحدها شهدت 929 انتهاكاً بنسبة 98%، مما يؤكد التعرض الأكبر لتقييد الحريات وانتهاكها في تلك المنطقة المحتلة، والتي تشهد يومياً هذه الجرائم.

ولعل أهم ما يمكن توثيقه في الانتهاكات الواقعة على الصحفيين تعرض 2 منهم للقتل، وبالتالي تصنيفه جريمة من المفترض أن يُعاقب عليها القانون الدولي.

وذكر شرشرة أن قطاع غزة شهد 16 انتهاكاً بواقع 2% فقط من الاحتلال الإسرائيلي، نظراً لعدم قرب المواجهة بشكل مباشر.

انتهاكات داخلية ضد الصحفيين

في المقابل، أوضح أن 25 انتهاكاً داخلياً سُجل ضمن الانتهاكات في غزة، بواقع 31%، في حين تعرض 56 صحفياً للانتهاك من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة، ومثّل ما نسبته 69%.

وتؤكد التقارير بأن عام 2022 شهد انتهاكات بشكل مضاعف عن العام الذي سبقه 2021 حيث وثق فيه بيت الصحافة 884 انتهاكاً، بمقابل 1406 انتهاكاً لعام 2022.

وحسب الإحصاءات فإن الأمر يشير إلى الحاجة بالوقوف أمام هذا الواقع المخيف الذي يتزايد في كل عام أكثر مما سبق.

دعوات للحفاظ على حق الصحفيين

بدورها، دعت مؤسسة بيت الصحافة – فلسطين الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، بالعمل على وقف انتهاكات الحريات الإعلامية المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبته خاصة أنه المتسبب الأكبر بها.

وأوصت السلطات الفلسطينية في كل من الضفة وغزة بوقف إجراءات الاحتجاز والاستدعاء على خلفية قضايا النشر، وكفالة واحترام حرية التعبير وإبداء الرأي خاصة للعاملين في المجال الصحفي والإعلامي.

فضلاً عن احترام أحكام القانون الأساسي الفلسطيني والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي انضمت إليها السلطة الوطنية الفلسطينية ذات العلاقة بالحريات الإعلامية والصحفية.

وفي السياق، دعت بيت الصحافة السلطة للانضمام إلى كافة المواثيق الدولية ذات العلاقة بحرية الرأي والتعبير، وتطبيق الالتزامات الناشئة عن الانضمام للاتفاقيات بما فيها وقف الانتهاكات الداخلية ضد الصحفيين.

وطالب في إشراك المجتمع المدني من إعلاميين ومتخصصين وقانونيين وممثلين عن منظمات حقوقية وخبراء في حقوق الإنسان، ومؤسسات صحفية ونقابة الصحفيين، والاتحادات الصحفية المختلفة لدراسة مسودة قانون الإعلام، وجعلها أكثر اتساقاً مع المبادئ الأساسية للحريات الإعلامية قبل صدورها بقرار بقانون.

رسالة للصحفيين

ووجهت المؤسسة رسالتها للصحافيين ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات بتنفيذ برامج لتعزيز وتطوير وإسناد بيئة العمل الصحفي، ودعم المبادرات المهنية الإعلامية في ضوء الصعوبات التي تواجهها المهنة بظل جائحة كورونا.

إضافة إلى رفع وعي الصحفيين بحقوقهم الواردة في الاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية لتوفير حماية قانونية مُثلى لهم، ومعرفة كيفية التعامل في حالات الاعتداء والاستدعاء والاعتقال بشكل قانوني وصحيح تماماً.

يشار إلى أن الكثير من الأسباب تساهم في تعرض الصحفيين في فلسطين للانتهاكات وتقييد الحريات الإعلامية، خاصة الانتهاكات الداخلية، منها الانقسام الداخلي والتجاذبات السياسية بين المنقسمين وكافة الأطراف الفلسطينية.

إضافة إلى غياب الانتخابات العامة، وفقدان القاعدة الأساسية التي يرسو عليها هذا الملف حتى اللحظة، فضلاً عن عدم وجود الرادع الذي بمنع الاحتلال الإسرائيلي من القيام بجرائمه ضد الحريات الخاصة بالصحفيين.

اقرأ أيضاً: دعم الصحفيين تستهجن تجديد الحبس المنزلي للصحفية لمى غوشة