المنخفض الجوي غزة

مع الساعات الأولى للمنخفض الجوي.. غزة ترفع الراية البيضاء!

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

لم يمضِ على دخول المنخفض الجوي عِدة ساعات، حتى رفع قطاع غزة الراية البيضاء، فلم يعد قادرًا على مواجهة الأمطار الغزيرة أو التأقلم مع انهيار البُنى التحتية.

ساعات معدودة، كانت كفيلةً أن تُحوّل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، إلى بحيرةٍ كبيرة، وسط مناشدات الأهالي، وجهود البلدية والجهات المختصة، التي تبذل كل ما بوسعها لعدم تفاقم الأمور وزيادتها سوءًا.

بحسب شهود عيان، فإن الأمطار أغرقت شوارع مدينة دير البلح، وأغلقت مفترقات آخرى، ما استدعى إعلان حالة الطوارئ ورفع الجهوزية التامة للتعامل مع المنخفض الجوي.

ووفقًا للشهود ذاتهم، فإن الأمطار الغزيرة تسببت في غرق بعض المنازل واتلاف المحاصيل والأراضي الزراعية، والحاق أضرار مادية بالغة في منزل يعود لعائلة أبو سبّاق بدير البلح وسط قطاع غزة.

كما تسببت الأمطار والعواصف الرعدية في سقوط منازل أحد المواطنين، حيث تمكنت طواقم الدفاع المدني من إخلاء ساكنيه قبيل الكارثة الناجمة عن مياه الأمطار.

فيما أغلق المنخفض الجوي مدخل مستشفى الأقصى بالمحافظة الوسطى، في ظل محاولة بلدية دير البلح ممثلة برئيسها دياب الجرو وطواقم البلدية والدفاع المدني السيطرة والإحكام لتفادي تطور الأزمة.

مصدر الإخبارية، هاتفت رئيس البلدية وهو على رأس عمله، وأصوات طواقم الإنقاذ من حوله، ذلك يُسارع لنجدة عائلة مُحاصرة بمياه الأمطار، وآخر يُعلي السواتر الترابية لتفادي رفع منسوب المياه، وآخرون يُحاولون تصريف المياه بعيدًا عن منازل المواطنين في صورةٍ مُشرقة تعكس انتماء “الكادحين” لمدينتهم العَامرة.

قال “الجرو”: إن “طواقم البلدية عملت منذ عِدة أيام ضمن خُطة مُعدة مسبقًا للتعامل مع تداعيات المنخفض الجوي، لتفادي أزمة إنسانية في مدينة دير البلح”.

وأضاف، أن “سلطات الاحتلال فتحت الأودية “السلقا، المصدر”، ما نتج عنه ارتفاع منسوب المياه بما يزيد عن الحد المتوقع في كل منخفض، ما تسبب في خروج المياه عن مسارها الطبيعي المُعد مُسبقًا مِن قِبل البلدية”.

وأشار إلى أن “البلدية أنشأت مسارًا للوادي ممتد على مساحة 2 متر، لكن ارتفاع منسوب المياه إلى مستويات أعلى من جدار “الباطون” هو ما تسبب في الأزمة التي حلت بالمدينة مساء اليوم”.

ولفت إلى أن “البلدية تُواصل العمل على مدار الساعة، من إنشاء إعلاء السواتر الترابية، للحفاظ على مستوى ومنسوب المياه، وإرجاعه إلى المَسار الطبيعي المُعد منذ سنوات للتعامل مع تداعيات المنخفض الجوي”.

وفيما يتعلق ببعض العائلات التي حاصرتها مياه الأمطار، أكد رئيس بلدية دير البلح، أن “طواقم البلدية بالتعامل مع الدفاع المدني، تمكنت من إخراجهم إلى أماكن آمنة بعد التأكد من سلامتهم، فيما يجري العمل لإعادة الأمور إلى طبيعتها”.

من جانبه، قال الناطق بإسم مديرية الدفاع المدني الرائد محمود بصل، إن “طواقم الإنقاذ أنجزت جميع المهام المطلوبة منها على الوجه المطلوب في المحافظة الوسطى”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “طواقم الإنقاذ تعاملت مع خمس مهمات حتى اللحظة، تنوعت ما بين إخلاء للمحاصرين بمياه الأمطار، وإنهاء كارثة نتيجة سقوط سقف أحد المنازل نتيجة غزارة مياه الأمطار وغيرها”.

وأشار إلى أن “طواقم الدفاع المدني تجتهد في إنهاء عملها لإعادة الأمور إلى طبيعتها، مؤكدًا على أنهم في “الثلث الأخير” من المنخفض الجوي.

في سياق متصل، قال رئيس بلدية الزوايدة سامي أبو محيسن، إن “الاحتلال يتعمد إغراق المناطق الشرقية بفتح السدود وعبارات المياه”.

تصريحات أبو محيسن، جاءت على هامش تفقده المناطق المتضررة نتيجة المنخفض الجوي، برفقه رئيس بلدية المصدر أحمد المصدر ونائب رئيس بلدية الزوايدة يحيى ابو مزيد، للاطلاع ميدانيًا على سير عمل فريق الطوارئ.

وأشار إلى أن “فتح السدود ينتج عنه غرق الأراضي الزراعية وتلف المحاصيل وتجمع المياه بكميات كبيرة في شارع صلاح الدين”.

وأكد على أن فرق الطوارئ ستبقى على رأس عملها حتى انتهاء المنخفض الجوي وعودة الحياة إلى طبيعتها .

ودعت لجنة الطوارئ المواطنين إلى ضرورة التعاون مع طواقم البلدية وإتباع الإرشادات الصادرة حول كيفية التعامل مع المنخفض الجوي، والتي يتم نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة للبلدية ووسائل الاعلام المختلفة لتلافي أي أضرار قد تحدث بفعل المنخفض.

ويتكرر مشهد غرق قطاع غزة خلال المنخفضات الجوية، نتيجة تهالك البُنى التحتية، ونقص الإمكانات المتوفرة لدى جهاز الدفاع المدني أو بلديات القطاع، نتيجة سياسات الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة في منع إدخال المركبات والأجهزة المتطورة لقطاع غزة.

أقرأ أيضًا: راصد جوي يكشف لمصدر موعد وصول المنخفض الجوي فلسطين وذروته

Exit mobile version