محللون لمصدر: حدث واحد يكفي لاندلاع حرب جديدة بين الاحتلال وغزة

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:

يتزايد الحديث في الشارع الفلسطيني عن فرص اندلاع حرب جديدة بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي مع انتهاء مونديال قطر ومنح حكومة الاحتلال الجديدة صلاحيات واسعة للمتطرفين دينياً الذين لا يفوتون فرصة أمام تمرير مخططاتهم تجاه المقدسات الإسلامية في المسجد الأقصى وأهالي الشيخ جراح والنقب المحتل وفرض وقائع جديدة على الأرض من شأنها تفجير الأوضاع في كافة المناطق الفلسطينية.

وأجمع محللون سياسيون فلسطينيون على أن “حدث واحد متفجر” في الضفة الغربية أو الداخل المحتل عام 1948 أو جبهة غزة كفيل باندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل.

مؤشرات إسرائيلية

وقال المحلل السياسي د.هاني العقاد إن” كل المؤشرات الواردة من الجانب الإسرائيلي والاتفاقات الخاصة بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة تدلل على منع صلاحيات واسعة للوزراء المتطرفين وفي مقدمتهم إيتمار بن غفير الذي لم يكن راضياً على أدراء سلفه باستخدام القنابل الصوتية لتفريق المرابطين في الأقصى، في إشارة إلا أنه يريد استخدام الرصاص ضدهم وفقاً لوثيقة سرية سربت ونوقشت في الكنيست مؤخراً وهذا من شأنه تغيير جميع المعادلات وتجاوز الحدود الحمراء وتصعيد الأوضاع لمواجهة جديدة”.

وأضاف العقاد في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن” منح حقيبة الأمن والشرطة لبن غفير يمنح القدرة على تغيير أوامر إطلاق النار ضد الفلسطينيين ما يعطينا مؤشراً على أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة وخطيرة على صعيد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي”.

وأشار العقاد إلى أن” الحديث عن ضغوط من قطر لمنع تصعيد الأوضاع بين غزة وإسرائيل فرجح أن لا هناك علاقة للمونديال بالمواجهة، لأن الاحتلال لو أراد فعل شيء فلا ينتظر أحد”.

إطفاء ثورة الضفة بضرب غزة

ورأى “أن الخوف حالياً من توجه الاحتلال لإطفاء الثورة في الضفة من خلال ضرب قطاع غزة”. لافتاً إلى أن” نشوب حرب ساخنة مع غزة سيطفئ الثورة الحالية في الضفة كون الأخيرة ستقتصر فعاليتها على أحداث رمزية تنتهي سريعاً”.

وتابع العقاد ” أن الضفة لا يمكنها الدخول بمواجهة طويلة مع الاحتلال كقطاع غزة حال كانت المواجهة ساخنة بين فصائل المقاومة في القطاع وإسرائيل”.

وأكد أن ما يدلل على أن القادم أسوأ، قدوم ثلاثي بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير وبتسلإيل سموتريش، على رأس الحكومة الإسرائيلية الجديدة وحديث نتنياهو أن السلام مع الفلسطينيين لن يتجاوز أكثر من اعطاءهم حكم ذاتي بصلاحيات محدودة” أي أن الفلسطينيين يفكرون بدولة كاملة فلن يتم منحهم ذلك”.

وشدد على أن “الفلسطينيين مضطرين إما للقبول بطرح نتنياهو أو الاستمرار بالمقاومة”. مبيناً أنهم “سيختارون الاستمرار بمقاومتهم حتى نيل ما يريدون”.

ونوه إلى أن” أوضاع الضفة تنذر بتفجر دوامة دم جديدة قد تطال كافة الأراضي الفلسطينية”. مرجحاً أن “بن غفير يتجه أيضاً نحو تفعيل جبهة المواجهة في النقب من خلال تهجير أهله وجمعهم في ثلاث قرى ما سيفجر معركة قد تكون مسلحة وفق التوقعات في ظل الحديث المستمر عن ضبط شحنات أسلحة خلال عمليات تهريبها إلى هناك”.

ولفت العقاد إلى أن” قطاع غزة لن يكون بعيداً عن خط النار، وكالمعتاد يمكن أن تبدأ بالداخل المحتل أو بالضفة، وستنتهي بالقطاع”.

ورجح العقاد أن “يكون الحدث المفجر لأي مواجهة شاملة مع غزة سيكون من الضفة والقدس”.

الاحتلال يتحكم بوقت المواجهة

بدوره قال المحلل السياسي حسن عبدو “إن كل الافتراضات بشأن الحرب بين غزة وإسرائيل قائمة، ومن يتحكم باندلاع المواجهة من عدمها الاحتلال الإسرائيلي”.

وأضاف عبدو في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن” الاحتلال عمد على تخفيض الصراع على جبهة غزة بهدف اتاحة الفرصة للعمل بحرية أكبر في الضفة الغربية لكن ذلك لا يعني أن الفصائل بغزة لم تنتبه للأمر ويمكن أن تبقى صامتة”.

وأشار إلى أن “الفرصة الآن ما بين الاتجاه للتصعيد وعدمه لكن حدث كبير يرتكبه الاحتلال في الضفة أو القدس يمكن قلب الطاولة ويؤدي للاتجاه للتصعيد”.

وبين أن” توجه من الحكومة الإسرائيلية نحو شن عملية بغزة قبل إطفاء نيران الضفة قد يؤدي لمواجهة جديدة لا يحمد عقباها”.

حدث كبير من غزة

ورأى أن” غزة يمكن أن تستبق الأحداث وتقوم بحدث كبير قد يشعل نيران المواجهة”. مؤكداً أن “طبيعة المواجهة ودائرة النار بين الفصائل والاحتلال يحددها مستوى العدوان الإسرائيلي على القطاع”.

من جهته قال المحلل السياسي مصطفى الصواف إن “كل المؤشرات الصادرة من الاحتلال تؤكد توجهه لمواجهة جديدة مع غزة”.

وأضاف الصواف في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية أن” ما يحدث في الضفة والقدس والداخل المحتل يعطى مؤشر واضح على مواجهة قريبة كون الفصائل الوطنية تنظر لجميع المناطق الفلسطينية كوحدة واحدة وتتعامل وفق ذلك”.

وأشار إلى أن” الأوضاع بالأساس متفجرة في الأراضي الفلسطينية وجزء بسيط من الأحداث قد يشعل المواجهة مجدداً”.

تحذيرات حماس مؤشر على قرب المواجهة

وأكد على أن” حساسية الأوضاع حالياً دللت عليها تحذيرات حركة حماس الأخيرة بالتهديد بأن ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل قد يغلق نهائياً، وانقلاب الأوضاع على رأس الاحتلال حال خاص مغامرة غير محسوبة ضد غزة”.

وشدد  الصواف على أن” غزة ستقف بصلابة أمام أي تصعيد إسرائيلي ضدها وسيكون له ما بعده وفق لتعبيره”.

يذكر أن صحيفة واشنطن إكزامنير الأمريكية قالت في تقرير لها اليوم السبت 17 من كانون الأول (ديسمبر) بأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول إعادة إرساء الردع في غزة من خلال استهداف حركة حماس.