التطهير العرقي

صراع التطرف وأيديولوجيا الصهيونية الدينية الجديدة

أقلام – مصدر الإخبارية

صراع التطرف وأيديولوجيا الصهيونية الدينية الجديدة، بقلم الكاتب الفلسطيني سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

تمكن بنيامين نتنياهو بالعودة الى ساحة الصراع السياسي الإسرائيلي بعد اقلمن 18 شهرا مضت على عزله وإقالته من رئاسة وزراء دولة الاحتلال والذي كان يواجه تهم بالفساد والابتعاد عن حلفائه السابقين، ويستعد نتنياهو للعودة إلى السلطة على رأس أكثر الحكومات يمينية وعنصرية وتطرف في تاريخ دولة الاحتلال بعد الفوز الكبير وبشكل غير متوقعة في الانتخابات المنعقدة مؤخرا حيث أبرم حزب الليكود اتفاقات مؤقتة مع جميع الجماعات اليمينية المتطرفة الخمس التي يأمل نتنياهو تشكيل حكومته معها بعدان طلب منحه أسبوعين إضافيين للانتهاء من تشكيلها.

التحالف الديني للأحزاب المتطرفة يرى أنها فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة فيكل جيل لإعادة تشكيل دولة الاحتلال في صورتها الجديدة ضمن الايدولوجيا الصهيونية الدينية والتي يسعون الى فرضها في ظل تضاعف وتمادي الخطاب المعادي للعرب من أجل تكريس الدولة الواحدة وتكريس سياسة الفصل العنصري وفرض السيطرة الكاملة على الضفة الغربية وضمها.

وتمثل هذه المرحلة نقطة تحول وانفصال كبير عن الماضي من حيث مدى تمادي حجم التطرف بداخل المجتمع الإسرائيلي ودعمهم الواضح لحكومة تريد فرض سيطرتها الأمنية وتكرس نهج القتل والتدمير واستمرار سرقة الأراضي ومصادرة حق تقرير المصير الفلسطيني من خلال إقصاء الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه الشرعية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي.

صراع التطرف وأيديولوجيا الصهيونية الدينية الجديدة

ومن الواضح بان تكريس منهجية التطرف كأسلوب يهيمن على هذه الحكومة بينما يتنامى خطاب المتطرفين الاستفزازي المناهض للعرب والمتمثل في شخصية كل من إيتمار بن غفيروبتسلئيل سموتريتش كون إن بن غفير أدين سابقًا بالتحريض على العنصرية، كونه يدعم التطرف ويتفاخر بالمتطرف اليهودي الذي قتل 29 فلسطينيا بالرصاص في الحرم الابراهيمي بالخليل ومن المحتمل ان يكون وزيرا للأمن القومي مع سلطات ومسؤوليات موسعة للشرطة الإسرائيلية بينما أن سموتريش، وهو زعيم استيطاني يصف نفسه بلقب “معاد فخور للمثلية”، قال العام الماضي إن زعيم إسرائيل الأول، ديفيد بن غوريون، ارتكب خطأ بعدم طرد جميع العرب في عام 1948 وكان يسعى للحصول على حقيبة الدفاع وبدلاً من ذلك من المتوقع ان يتم تعيينه وزيراً للمالية.

الشعب الفلسطيني في ظل هذا التشكيل الجديد بات يخشى من أن يؤدي تشكيل هذه الحكومة إلى إعادة المنطقة برمتها الى مربع الصفر وضم الضفة الغربية ضمن سياسة التوسع الاستيطاني الاستعماري مما يؤدي لتدمير حل الدولتين من خلال استمرار نهج التطرف العنصري وشن الهجوم الشامل على المدن الفلسطينية واستباحة المقدسات الإسلامية والدعوات التحريضية لاستهداف المسجد الأقصى المبارك من خلال دعوات المستوطنين المتطرفين للسيطرة التامة عليه.
تتوالد هذه التشكيلات المتطرفة داخل المجتمع الإسرائيلي وتشهد أدوارها أساليب جديدة كونها تكرس القتل والتدمير والسرقة واستباحة الدم الفلسطيني من خلال عدوانها الشامل على المدن الفلسطينية بالضفة الغربية مخلفة تدمير المنازل وأعداد مرتفعة من الشهداء حيث يتم استهداف كل من هو فلسطيني ويتم ذلك في ظل تواصل الجهود الدولية للبدء الفعلي بالتحقيق من قبل الأمم المتحدة بجرائم الاحتلال ويجب الأمين العام للأمم المتحدة والممثلة الخاصة له “فرجينيا غامبا” التي تزور الأراضي الفلسطينية المحتلة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح ضرورة الاطلاع والتحقيق في جرائم الاحتلال التي يتم تنفيذها بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأهمية قيام المؤسسات الدولية محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين.

أقرأ أيضًا: نظام الفصل العنصري والفكر الصهيوني المتطرف.. بقلم سري القدوة

Exit mobile version