الأمهات.. سلاح المنتخب المغربي للوصول إلى المربع الذهبي والنهائيات

أماني شحادة – مصدر الإخبارية

يحقق الفرد انتصارات في حياته لكن العرب يثبتون دائمًا أن الأمهات سلاح للنجاح، ويحرصون على تلبية حلم ورغبة آبائهم، المنتخب المغربي سلط الضوء على أهمية الدعم الأُسري في تحقيق الأحلام، حيث خطفت أمهات اللاعبين الأضواء ولاقت تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل حول العالم، وسُمي فيما بعد بالمنتخب “مرضي الوالدين”.

ولفت أسود الأطلس الأنظار بسبب طريقة الاحتفال بالفوز، من خلال توجههم لتقبيل رؤوس أمهاتهم والعودة لأحضانهن، وأهمهم المهاجم سفيان بوفال الذي اختار أمه لتنزل معه إلى المستطيل الأخضر احتفالًا بالتأهل التاريخي إلى نصف نهائي كأس العالم.

ثقافة التسلح بالأمهات للوصول المنتخب المغربي للقمة

الأخصائية الاجتماعية ألفت المعصوابي، قالت في حديثٍ مع “شبكة مصدر الإخبارية“: “نحن نحمل معتقدات وأيدولوجية فكرية دينية مرجعية حول فكرة أن التوفيق والنجاح مرتبط برضا الوالدين”.

وتابعت أن هذا يعني أن أي نجاح يحصّله الشخص يعود بذلك على الداعم له والذي مشى معه طريق هذا النجاح، وبالعادة تكون هي الأم الداعم الأول والكبير في الحياة، وهذا ما يحاول إيصاله لاعبي المنتخب المغربي بتسلحهم بالأمهات في الملاعب وفق شهدناه في مونديال قطر 2022.

وأضافت أنه “من الناحية الثانية العرب والشرقيين تحديدًا يحملون نزعة الفخر أمام الآباء عند تحقيق أي إنجاز يدعو للفخر والفرحة، وكأنهم يقولون: “أنا ابنك الذي وجب أن تفتخر به أمام العالم”.

وأوضحت: “المعروف أن الأسر الشرقية أكثر ترابطًا من الأسر الغربية، ويعود ذلك للتوجهات الدينية والفكرية المغروسة فينا منذ الصغر”.

وأفادت ألفت بأن هناك مفهوم سائد أن علينا أن نُحسن لأمهاتنا وآبائنا في كل مراحل العمر، وهذا التوجه يعقب عنه ترابط أسري قوي ومتين يدعم ولا يهدم الأبناء.

الغرب لا يحملون ثقافة الترابط الأسري

أفادت ألفت أن المجتمعات الغربية لا تحمل ثقافة الترابط الأُسري، ويذهب الطفل عند بلوغه سن الـ 18 عامًا إلى حياته المنفردة والمستقلة وتحمل مسؤولية نفسه، وتكون هذه الحياة قليلة التواصل مع الأسرة.

وأكملت ألفت أن العرب يعتبرون أن الأسرة هي جزء لا يتجزأ من التكافل الاجتماعي، ووجود الأم والأب أمر أساسي، ويزيد العطاء من الأبناء لآبائهم عند الكبر، على عكس الغرب الذي لا يحمل هذه الفكرة، لذلك تسلح المنتخب المغربي بالأمهات.

وفي ختام حديثها أكدت الأخصائية ألفت لـ “شبكة مصدر الإخبارية” أن الأسرة هي الداعم الرئيسي لأي شخص، والإحساس بأن هناك عائلة تهتم لكل ما أحققه من نجاح وتقدم بالحياة هو أمر مريح نفسيًا ويرفع من وتيرة التقدم والإبداع والعطاء.

وتأكيدًا على تسلح المنتخب الغربي بالأمهات في تحقيق النجاح، خرج الشعب المغربي إلى الشارع، بطريقة عفوية جماعية، وبجانبهم أمهاتهم؛ في رسالة للاعتراف بفضل الأم في كل مكان وليس فقط في الملاعب.