تصاعد مجموعات المقاومة في الضفة.. بارود متفجر يؤرق الاحتلال

أماني شحادة – خاص مصدر الإخبارية

تشهد الضفة الغربية المحتلة، في الآونة الأخيرة، توترًا ملحوظًا في ظل تصاعد أعداد المجموعات المسلحة المقاومة للاحتلال، واقفة في وجه مستوطنيه، وعبّر الإعلام العبري عن ذلك واصفًا أنها “مخزن للسلاح”.

العدوان يرفع من أعداد مجموعات المقاومة في الضفة

المختص بالشأن العسكري محمود العجرمي، قال في حديث مع “شبكة مصدر الإخبارية“: “الاحتلال حوّل الضفة إلى ميادين إعدام على مدار الأشهر الماضية، حيث لا يمر يوم على مدينة أو مخيم أو بلدة إلا وكان بها عملية عسكرية، وهذا مرتبط بزيادة عدد الأسلحة وجعل الضفة مخزن لها وتصاعد مجموعات المقاومة”.

وأضاف أن عمليات الاستيطان المتسارعة التي تنهب الأرض الفلسطينية، وعمليات الهدم واقتحام المسجد الأقصى، وحلمهم في تدمير المسجد بما يعنيه على المستوى الإسلامي والدولي ووضع الهيكل مكانه، دفعت الشعب الفلسطيني إلى جانب فصائل المقاومة المعروفة لتشكيل وحدات مسلحة مثل عرين الأسود وكتائب جنين.

أما إيهاب جبارين المختص بالشأن الإسرائيلي، أوضح أن هناك محاولة من الاحتلال لاستعمال مصطلحات متباينة ومختلفة نوعًا ما عما اعتدنا عليه، وأن التعامل مع الضفة على أنها مخزن من السلاح وسط تصاعد مجموعات المقاومة، فما يحاول أن يقصده هو أن السلاح موجه ضد كل ما هو يهودي، بالتالي هو يحاول سحب هذه الشرعية.

وتابع: “للمفارقة، هناك رسالة من بن غوريون، نظرت كيف كان يتعامل مع الفلسطينيين كأصحاب أرض يدافعون عنها، ولكن ما مر به الوعي اليهودي الإسرائيلي اليوم هو أن كل ما يجري الآن يعبّر عن محو عن كل ما هو يهودي”.

وأفاد بأن دولة الاحتلال تعلم ما تتعامل معه، وهناك نوع من الخوف لديها، لكنها تحاول برمجة الخوف أنه ضد وجودها وكيانها ويستهدف كل ما هو يهودي، وهذا ما تحاول أن توصله لتعزيز نظرية الخوف والملاحقة المستمرة التي تتغذى منها.

هل يقلب المسلحون الأوضاع في الضفة؟

أفاد محمود العجرمي أن العدد انقلب وانتهى الأمر، مؤكدًا أن الضفة تنتفض الآن وتتصاعد فيها مجموعات المقاومة، وتتسع عدد العمليات المضاعفة بالنسبة للعامين السابقين، من عمليات وإطلاق نار والحجارة وعمليات القتل لجنود ومستوطنين، وفق الإعلام العبري.

وأشار إلى هناك علاقة تكاملية بين تصاعد مجموعات المقاومة في الضفة، والمستوى الجماهيري، مؤكدًا أن هناك حاضنة شعبية في تتسع يوميًا لمساندة المقاومين.

ويرى العجرمي أن إشهار سلاح المسلحين في الضفة في وجه الاحتلال، الذي يجري استخدامه على مدار الأشهر الطويلة الماضية منذ بدأ تصاعد مجموعات المقاومة في الضفة، يأتي كنتيجة طبيعة لحكومة أقصى اليمين الصهيوني الديني والفاشي المتطرف، مبينًا أنه لا يوجد أحد من هذه الحكومة لا يحمل قضية بالقضاء لدولة الاحتلال.

وأوضح أن الحكومة القادمة لدولة الاحتلال هي حكومة قتلة وفاشيين ولصوص فلن يكون الحال معهم يحمل السلام، وسط تصريحاتهم بإزالة الأقصى وتهجير شعبنا.

أما جبارين يقول: “أرى أن المسلحين نعم يشهرون أسلحتهم في وجه الاحتلال، لكن هل ما يوجد الآن هو انتفاضة؟

وعاد جبارين لعام 1989 إبان الانتفاضة الأولى، مشيرًا إلى أنها نبتت من أمور أقل بكثير مما نراه اليوم، وكذلك الانتفاضة الثانية.

وأوضح أن ردود الفعل اليوم من الجانب الإسرائيلي تجاوزت ما قام به الاحتلال، وأن هناك نوع من مسح وتجاوز للخطوط الحمراء، وعندما تتجاوزها إسرائيل مثلما رأيناه في الانتفاضتين سنرى أحداث كبيرة، وإذا استمرت مساحة اللعب في هذين الإطارين فلن نرى أي تصعيد من الشارع الفلسطيني أو الاحتلال.

وشدد على أن الانتفاضة بحاجة لنوع مما هو فوق الفصائل والأحزاب، هي شعبية ويجب أن يقودها الشعب، ولن نرى انتفاضة في حال تصدر الأحزاب في الصورة.

وختم جبارين حديثه مع “شبكة مصدر الإخبارية” قائلًا: “لطالما نظن أن تصعيد الأمور يجب أن يكون ملوط بنوع من الفوق حزبية، وإسرائيل تعلم جيدًا أنه إذا استمرت الحراكات الحزبية والفصائلية، في ظل تصاعد مجموعات المقاومة في الضفة، فلن يكون هناك أي خوف على الصعيد الأمني، لكن الخوف بين المستوطنين متواجد”.