متلازمة الشخص المتيبس.. رحلة عذاب خاصة وطويلة الأمد

واحد في المليون

سعاد صائب سكيك – مصدر الإخبارية

يشهد العالم البشري أنوعاً كثيرة من الأمراض، فمنذ بدء الخليقة وهناك الكثير منها نتعرف عليه مع السنوات، ويظهر فجأة بمسمياته الغريبة، وربما تكون نادرة، مثل مرض “متلازمة الشخص المتيبس” “stiff-person syndrome” والذي سمعنا عنه مؤخراً بعد إعلان النجمة العالمية سيلين ديون إصابتها به، فما هو؟ وما أعراضه؟ وهل من علاج؟

يصيب المرض واحداً من كل مليون شخص تقريباً، ويتركز في النساء أكثر من الرجال بمعدل الضعف، حسب المعلومات الصادرة عن المنظمة الوطنية للاضطرابات النادرة، ومن المهم معرفة أنه لا يظهر في الصغر، إنما بعد منتصف العمر.

ما هي متلازمة الشخص المتيبس؟

ويُعرف المرض بالشخص المتيبس لأنه يعطل مسارات الاتصال الطبيعية بين الدماغ والعضلات، ويسبب خللاً في وظائفها، مما يعمل على تصلبها أو تعرضها للتشنج، وينعكس ذلك بحد ذاته على المشي، وربما يتطور الأمر ليحتاج المريض إلى كرسي متحرك في حال اشتداد الأعراض.

يعتبر هذا المرض حسب د.نمر دلول استشاري أمراض المخ والأعصاب، قديمٌ وتم تشخيصه منذ عقود، إلا أنه نادرٌ وحديث في مصطلحه، ويظهر بعد العقد الرابع والخامس على الأغلب.

وأوضح أن المتلازمة تعني مجموعة من الأعراض التي تجتمع سويةً، وأشار إلى أن المريض يتعرض لتيبس شديد في عضلات الجذع معاً، والمقصود بها الصدر والبطن والظهر أي منتصف جسم الإنسان كاملاً، وقد يمتد التصلب العضلي أحياناً حسب اختصاصي المخ الأعصاب إلى الأطراف.

وتتطور الحالة، من خلال بعض المثيرات حول الشخص، حيث يزيد التقلص عند أي تعرض لنوع من الضوضاء الصوتية السمعية أو الحسية، مسبباً تقلصات عضلية شديدة جداً في عضلات البطن والصدر، ومعاناة في التنفس، وتمتد أحياناً للأطراف السفلية، مما يؤدي إلى حالات من السقوط، كما شرح دلول.

وقال :”قد يكون المريض في الشارع ويسمع لزامور السيارة المستمر، ويتأثر بها”.

لا سبب محدد سوى المناعة

وأضاف دلول إنه “لا يوجد سبب معروف أو محدد للمتلازمة”، وتبعاً للأحداث فإنه يفيد بأن المشكلة على الأرجح ذاتية تعود إلى خلل في الجهاز المناعي، الذي يصيب بعض الخلايا والنواقل العصبية التي تمنع فرط الحركة والنشاط”، وشرح بأن العملية تتكون من أجسام مضادة تُهاجم هذه الخلايا، وتكون مرتفعة في الدم.

ووُجد بأن أكثر المصابين في السكري من النوع الأول، والسيدات المصابات ببعض أنواع السرطانات مثل الكلى والثدي، وبعض الرجال المصابين في البروستاتا وسرطان الرئة هم الفئة الأكثر تعرضاً للمتلازمة، حسب ما أفاد استشاري أمراض المخ والأعصاب.

تشخيص متلازمة الشخص المتيبس

ويبدو أن تشخيص هذا المرض صعبٌ للغاية، حيث ينفذ رصيد المريض في البحث عن سبب لأوجاعه في رحلته إلى الأطباء، بسبب مشابهة أعراضه لأمراض كثيرة تتعلق بالعضلات والأعصاب.

وفي هذا المطاف يقول د. نمر إن “المتلازمة تشبه في أعراضها الأمراض العصبية مثل الباركنسون وما يعرف بالشلل الرعاش، وأمراض التصلب المتعدد”، والتي تصيب العضلات والأعصاب أيضاً.

إلا أن عرضاً أساسياً قد يثبت المرض وهو نزول الوزن، والشبع السريع بسبب تقلص عضلات البطن التي لا تسمح للشخص بتناول المزيد من الطعام، إضافة إلى انحناء الظهر بشكل ملفت بعد فترة.

وعلى الأرجح، فإن التشخيص حسب ما ذكر دلول يكون بطريقتين إحداها تعتمد على التخطيط الكهربي للعضلات، والذي يعطي نتيجة أقوى وأدق، والأخرى عن طريق اختبار الدم التي يُستدل عليها من خلال ارتفاع المضادات الموجودة في الخلايا، والتي تتحكم بالعضلات، مشيراً أنها تتشابه أيضاً مع السكري من النوع الأول، لذا يبقى الخيار الأول الأكثر دقة.

علاجات للتعايش

ولا توجد علاجات محددة لمواجهة المتلازمة أو القضاء عليها، إنما يمكن الاستعانة بعدة علاجها يصفها الأطباء، وأفاد دلول بأن معظم العلاج المستخدم يُوصف فقط من أجل التعايش، والبقاء في حالة مستقرة عن النوبات والتشنجات المصاحبة للمتلازمة.

وقال :”تعتمد أغلبها على أدوية إرجاء العضلات، مثل الديازيبام والباكلوفين، والحقن المناعية، والاسترويدات القشرية التي تساهم في تخفيف أعراض التقلص”، ولفت إلى أن المستشفيات قد تستخدم تبادل البلازما للتخلص من الأجسام الضارة المضادة التي تدمر الخلايا العصبية.

وتشير الإحصاءات إلى أن واحداً من بين مليون يصاب في متلازمة الشخص المتيبس، ومحلياً لم تذكر أي مصادر طبية بأن المرض موجود، ولم تنفي أي مصادر وجوده أيضاً بسبب صعوبة تشخيصه.

اقرأ أيضاً:بسبب متلازمة الشخص المتيبس.. سيلين ديون تؤجل حفلاتها القادمة