خريجات من غزة يفتتحن متجر يعمل بطاقم نسائي كامل

سحر النحال- غزة - مصدر الإخبارية 

في تحدٍ جديد للبطالة والظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، تمكنت مجموعة من الشابات الخريجات، من ذوات الخبرة والمؤهلات، من إدارة متجر يعمل بطاقم نسائي كامل، ليشكلنّ فريقاً ناجحاً استطاع استقطاب عدد كبير من فئات المجتمع .

ولجأت الخريجات الجامعيات إلى افتتاح متجر “ياقوت” في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ، لطرح أعمالهن اليدوية الخاصة بهنّ، وذلك للقضاء على البطالة و استغلال مهاراتهنّ في إبراز المواهب من خلال العمل في زوايا متنوعة.

سوء الأوضاع الإقتصادية وارتفاع معدل البطالة في قطاع غزة ، عوامل دفعت هذه الخريجات للبحث عن فرص العمل ،بهدف مساعدة أسرهنّ .

عائشة الغول، صاحبة فكرة افتتاح المتجر النسائي، تقول لشبكة مصدر الإخبارية :” الفكرة كانت جماعية، بدأنا مشروعنا “ياقوت” أون لاين من خلال منصات التواصل الإجتماعي قبل 6 أشهر ، ثم قررنا إضفاء بهجة على أعمالنا، و تطور العمل لإنتاج أنواع مختلفة من الخامات، و قمنا بفتح المتجر قبل شهر ونصف من الآن ” .

وتضيف الغول أن المتجر يشمل عدة زوايا، منها تطريز برازيلي وفلاحي، شغل سيراميك ،خشب CNC، صناعة مفارش أسرية ،تأجير شنط وفساتين ، تغليف هدايا ،كروشيه ، زاوية تصوير ، بالإضافة إلى توزيعات للمناسبات الإجتماعية.

كما توضح :” نحن 8 خريجات دفعتنا الأوضاع الإقتصادية والبطالة إلى البحث عن فرص عمل من أجل توفير دخل ،بالإضافة إلى إبراز مواهبنا وطاقاتنا الإبداعية “.

الخريجة إيناس السوالمة، خريجة لغة عربية، تعمل في مجال الفنون، و هي إحدى العاملات في المتجر تقول : “جاءت فكرة المتجر بعد أن يأسنا في الحصول على فرص عمل نتيجة البطالة بعد التخرج من الجامعة”.

نسبة المخاطرة في غزة المشاريع الصغيرة منخفضة جدا

في هذا الصدد، يقول، مدير عام الدراسات في وزارة الإقتصاد د.أسامة نوفل ،إن نسبة المخاطرة في المشاريع الصغيرة منخفضة جدا، لذلك يلجأ إليها الشباب و المستثمرين لمحدودية رأس المال فيها .

و يضيف نوفل لمصدر الإخبارية: “الإقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة هو إقتصاد عائلي يعتمد بشكل أساسي على التوارث و العلاقات الأسرية في تولد هذه المشاريع”، موضحا أن فكرة المشاريع الصغيرة وهي أساس العملية الإقتصادية جاءت نتيجة تراجع دور القطاع العام في التشغيل ، وعدم قدرة الحكومة الفلسطينية على استيعاب موظفين .

ويتابع أن أعلى نسبة البطالة تكمن في فئة الشباب، إذ بلغت حوالي 60% وغالبيتهم من خريجي الجامعات، فيبحث هؤلاء الشباب عن إيجاد فرص عمل من خلال هذه المشاريع عبر اقتراض مبالغ محدودة.

وأشار نوفل إلى أن المشاريع الصغيرة متعددة الجوانب، لا يقتصر دورها على الصناعة أو التجارة، لكن يتعدى وجودها في كل القطاعات، مضيفا أن هذه المشاريع أصبحت أكثر نجاحا و انتشارا في قطاع غزة، منوها أنه تم استحداث مفهوم جديد ويحمل اسم “المشاريع الريادية” وهي (ابتكارات).

كما يؤكد أن العديد من طلبة الجامعات الخريجين نجحوا في الولوج إلى هذه المشاريع الريادية وأصبحت تهيمن على الإقتصاد الفلسطيني، ولها دور كبير في دافع النشاط الاقتصادي في الدولة.

وحول تحريك عجلة الإقتصاد، يقول مدير عام الدراسات في وزارة الإقتصاد إن حركة النشاط الإقتصادي بين المنتجين والمستهلكين تكمن من خلال دورة النشاط الإقتصادي وهي عبارة عن تولد مشاريع، وبالتالي فإن أي مشروع صغير يؤدي إلى مشاريع جديدة، تخدم فئات أخرى، مشيرا إلى أن دورة النشاط للمختلفة تولد أموالاً، و تخفض من نسبة البطالة.