جريمة حاجز حوارة.. بقلم الكاتب حسام الدجني

أقلام – مصدر الإخبارية

جريمة حاجز حوارة.. بقلم الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

صدمة أصابت شعبنا الفلسطيني وهو يتابع جريمة إعدام مكتملة الأركان للشاب الفلسطيني عمار حمدي مفلح من قرية أوصرين، نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة حوارة جنوب نابلس.

قتل بدم بارد أقل وصف ممكن إطلاقه على الجريمة، ولكن السؤال المطروح: هل جريمة حاجز حوارة هي الأولى في تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي…؟ لا أبالغ إن قلت إن معظم شهداء الشعب الفلسطيني قتلوا بدم بارد، وإن سلوك جيش الاحتلال في إطلاق النار على الفلسطينيين يخالف قواعد إطلاق النار للجيش الصهيوني نفسه، وسط بيانات شجب وإدانة على المستوى المحلي الفلسطيني والإقليمي والدولي، بيانات أصبحت (إسرائيل) تسخر منها، وكأنها دعوة ووصفة لمزيد من الجرائم ضد شعبنا الفلسطيني.

سؤال آخر: ما الأسباب التي دفعت جيش الاحتلال الصهيوني ومليشيات مستوطنيه للتجرؤ على القتل والحرق والضرب إلخ…؟ وما المطلوب فلسطينياً…؟

ثمة أسباب عديدة تقف خلف هذا التحول في سلوك الاحتلال ومستوطنيه أهمها:

أولاً- عوامل داخلية فلسطينية، ومن أبرز تلك العوامل:

العملية السياسية وما نتج عنها من اتفاقيات والتزامات أمنية، وبيانات شجب وإدانة لا تؤثر كثيراً في الاحتلال، وفعل أمني على الأرض قيّد المقاومة، وأضعف العنفوان الثوري للجماهير الفلسطينية التي أصبحت تقارن بين تضحياتها، ومسار عبثي يقتات على موائده الكبار، فغاب رد الفعل الذي كانت تحسب له (إسرائيل) ألف حساب.

حالة الانقسام وأثرها في الروح المعنوية للشعب الفلسطيني.

ثانياً- عوامل إسرائيلية:

فاشية وتطرف المجتمع الإسرائيلي وتعطشه للدماء في ظل موجة التحريض المستمرة التي تبدأ من الأسرة وصولاً للمدرسة وليس انتهاءً عند الخطاب الرسمي الحكومي والحزبي في (تل أبيب).

غياب الرد الميداني الفلسطيني المؤلم، وسلبية الموقف العربي والإسلامي والدولي، والاكتفاء بالإدانة، وهو ما يجعل (إسرائيل) أكثر جرأة على القتل والهدم والتمييز العنصري.

المطلوب فلسطينياً:

من المؤسف أن نقبل ببقاء الواقع الراهن على ما هو عليه، يقتل الاحتلال شبابنا، وفي المقابل نكتفي ببيانات الشجب والإدانة، يجب أن نقر أن الاحتلال حول حياتنا إلى جحيم في كل المناطق الفلسطينية، وعليه لا بد من وقفة مع الذات وتقييم موضوعي جريء، يتمثل في التفكير بثلاثة مسارات على النحو الآتي:

إنهاء الانقسام على أرضية مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة.

تغيير وظيفة السلطة الفلسطينية من الدور الأمني الوظيفي إلى الدور الوطني المشتبك مع الاحتلال ومليشيات مستوطنيه، وعليه تصبح وحدة الساحات قولاً وفعلاً.

العمل الفوري على إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، والإعلان عن فلسطين دولة تحت الاحتلال، والبدء في معركة قانونية ودبلوماسية بعيداً عن أي حسابات خاصة تضبط إيقاعها، بل فعل منسجم والمصلحة الوطنية فقط.

الخلاصة: إن أقصر الطرق لوقف جرائم (إسرائيل) وإرهابها، وأكثر ما يحرك العالم هو الفعل النضالي والعنفوان الثوري متعدد الأشكال (سلمي – شعبي – مسلح – قانوني – دبلوماسي – إعلامي – مقاطعة اقتصادية وأكاديمية – مقاومة عبر الفن والدراما والأغنية إلخ…) ضمن استراتيجية وطنية يتوافق عليها الجميع في الداخل والخارج، تقودها منظمة التحرير عبر المجلس الوطني المنتخب ديمقراطياً، وما ينبثق عنه من مؤسسات سياسية.

أقرأ أيضًا: دوافع الانفجار في الضفة الغربية بقلم حسام الدجني