إعلان الجزائر.. هل يُحرز تقدمًا أم سيوضع في أرشيف الاتفاقات السابقة؟

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

بعد مرور أكثر من شهر على إعلان الجزائر، لم يُراوح حتى اللحظة مكانه ولم تتخذ أي خطوات عملية للبدء في تطبيقه، حيث يُواجه تحديات عديدة منها تأثير الأطراف الخارجية التي تريد استمرار الانقسام كمصلحة استراتيجية لها، رغم اهتمام الجزائر في ملف المصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام.

حيث أكد إعلان الجزائر الصادر في ختام القمة العربية الـ31، على مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.

لا تقدم في إعلان الجزائر

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح ناصر قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إننا رحبنا ولا زلنا نرحب ونقدر الجهود الجزائرية لدعوتها لم الشمل الفلسطيني، ولكن يبقى العامل الفلسطيني الأساس لتطبيقه، مستذكرًا 14 اتفاقًا سابقًا مع الفصائل لم تنفذ حتى اللحظة.

وأكد ناصر أنّه لا نريد إعلان الجزائر يكون مصيره مثل الاتفاقات السابقة، وهذا يخضع للإرادة الفلسطينية لإنهاء الانقسام خاصة نحن أمام ظروف صعبة مع قدوم حكومة يمنية عنصرية متطرفة برنامجها واضح مما يستوجب البدء في استعادة الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة والبرنامج الوطني المشترك الذي نعمل به في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

وأشار إلى أنّ الإيجابي في الإعلان أن هناك قرار بتشكيل لجنة عربية لمتابعة تنفيذ القرارات، آملًا بأنّ تأخذ اللجنة الطريق إلى الجهة العملية بدعوة الفصائل لمناقشة آليات تنفيذها، وسنبذل جهدنا لإزالة العراقيل التي تحول دون تنفيذ اتفاق.

وشدد على أهمية الضغط الشعبي لأنه حامل القضية والحاضنة الشعبية لكل لأشكال النضال الفلسطيني، موضحًا أنّه تم لأكثر من مرة وأن هناك عوامل خارجية مرتاحة على هذا الانقسام خاصة الاحتلال وأمريكا وغيرهم، بالإضافة إلى بعض العوامل الإقليمية المحلية.

إعلان الجزائر لم يُراوح مكانه

عضو المكتب السياسية في الجبهة الشعبية كايد الغول رأى في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية”، أنّ إعلان الجزائر لم يُراوح مكانه ولم تتخذ أي خطوات عملية للبدء في تطبيقه.

وبيّن أنّ الاتفاق يُواجه تحديات عديدة منها تأثير الأطراف الخارجية التي تريد استمرار الانقسام كمصلحة استراتيجية لها سواء ما يتعلق بالاحتلال أو أطراف إقليمية، لأنها تعتبر استمرار الانقسام إضعاف للحالة الفلسطينية ويوفر فرصة ملائمة للتقدم في مشروع الاستيطان مع قدوم الحكومة الأكثر تطرفًا دون مقاومة موحدة واستراتيجية موحدة تستطيع مواجهة هذا الأمر.

وأكد الغول نحن أمام تحديات لا زالت تغلب المصلحة الفلسطينية وأيضًا لا زالت الاشتراطات الخارجية تلعب دورًا في لجم أي تقدم، وهذا ما جرى في حوارات الجزائر عندما اشترط أن تلتزم القوى بالشرعية الدولية بما تمثله، مشددًا على أنّه بحاجة إلى التخلص من كل ذلك.

أهمية الضغط الشعبي المتزايد لتطبيق الإعلان

المحلل السياسي هاني المصري، أوضح أنّ إعلان الجزائر حتى اللحظة هو إعلان من ورق ولم يجد طريقه لتطبيقه، وذلك يدل على أنّ طرفي الانقسام غير مستعدان لتقديم ثمن الوحدة الفلسطينية.

وأشار المصري لـ”مصدر الإخبارية“، إلى أنّه لا يمكن إنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات والتحضير لأجواء الانتخابات بسبب حذف بند الحكومة من الإعلان الذي يعتبر من أهم البنود من غيرها، ويدل على أنه لا نية للتقدم من أجل ما هو مطلوب للوحدة خاصة مع قدوم حكومة الاحتلال مع وجود المتطرف ايتمار بن غفير.

وأضح أنّ بدون ضغط شعبي متراكم ومتزايد يصبح أكبر من ضغط جماعات مصالح الانقسام المستفيدة منه، ولا يمكن أن تتحقق وإذا تحققت لا يمكن أن تصمد وليس إنهاء جذري للانقسام.

وتابع أنّ الضغط الشعبي ضروري يعبر عن غالبية ولكن حتى اللحظة يبدو الذين يريدون الوحدة لن يستطيعوا أن يتفقوا معًا وأن يحركوا الشعب لكي يثق بهم ويضغط من أجل انهاء الانقسام.