الفيروس المخلوي التنفسي والانفلونزا

الفيروس المخلوي.. تعرف على تفاصيل المرض الخطير المنتشر

سعاد صائب سكيك وسماح شاهين – مصدر الإخبارية

الفيروس المخلوي التنفسي، هل سمعت بهذا الاسم من قبل.

ما هو المرض الذي يسببه الفيروس المخلوي التنفسي؟ وهل يشبه الانفلونزا الموسمية أم لا؟ وهل له علاقة بفيروس كورونا ومتحوراته؟ وهل يهدد الفيروس المخلوي حياة أطفالنا في فلسطين، بعدما انتشر في الأردن ومصر؟

فإذا لاحظت عزيزي القارئ خمول طفلك، مع ارتفاع خفيف في الحرارة، يصاحبه سيلانٌ للأنف، ووجدت أنه يجاهد أثناء عملية التنفس، وربما تسمع بعد أيام صوت صفير عند تنفسه ليلاً، فاعلم أنه لا يُعاني من الانفلونزا العادية.

وإذا شعرت أنت بأي أعراض مشابهة، فعليك اتباع عدة طرق للعلاج والتي أكد عليها الأطباء ووزارة الصحة في غزة، وسنفرد لكم في هذا التقرير كل ما يتعلق بالفيروسات المنتشرة في شتاء 2022 في فلسطين، بعد أن انتشرت بعدة دول مجاورة.

بدأ في الانتشار ما يُعرف بـ “الفيروس المخلوي التنفسي” بالدول المجاورة مثل مصر والأردن، إلى أن وصل إلى فلسطين وقطاع غزة، وبدا واضحاً في صفوف الأطفال الرضع ولدى طلاب المدارس، حيث حذرت وزارة الصحة الفلسطينية منه، وشددت على عدم إرسال الأطفال إلى المدارس في حال ظهور العلامات التي تصاحب هذا الفيروس.

لذا كان من المهم جداً أن نسأل أصحاب الاختصاص عن كل ما يخص فيروسات الانفلونزا، والتي نفصلّها فيما يلي:

علاقة الفيروس المخلوي بالانفلونزا الموسمية

وحتى لا يختلط الأمر للقراء، سنتحدث بداية عن الانفلونزا الموسمية على عُجالة، ثم ننتقل لنطلعكم على الفيروس المخلوي التنفسي، وفي الشأن الأول أفاد أخصائي الأمراض الصدرية د. محمد حجو بأن الانفلوانزا الموسمية تصيب الجهاز التنفسي، وتنشط في الأجواء الباردة، إذ أنها فيروس معدٍ ينتقل عن طريق النفس.

وأوضح حجو أن أعراضها تتلخص في التهاب الحلق وآلام العضلات، والسعال والصداع، وسيلان الأنف ويتعرض المصاب بها أيضًا للحمى.

ونوّه إلى أنها قد تكون مصحوبة بالغثيان والقيئ عند الأطفال.

وقال حجو عبر “شبكة مصدر الإخبارية”، إنّ “بعض أنواع الفيروسات التنفسية انتشرت في الآونة الأخيرة لها أعراض مشابهة للزكام، إلا أنها ليست من أنواع الإنفلونزا”، مضيفًا: “من علاماتها إحمرار العينين وإفرازات واضحة”.

التهاب بكتيري

ولفت إلى أن وجود التهاب فيروسي وآخر بكتيري، وليس بالإمكان التفريق بينهما إلا بتشخيص الأطباء ومن خلال الفحص السريري والمخبري، موضحاً أن الأول يصيب أجزاء الجهاز التنفسي كلٍ على حدى ويظهر من خلال التهاب اللوزتين والحلق، أو الأذن الوسطى، أو الرئتين.

فيما بيّن بأن الالتهاب البكتيري يكون أكثر حدة، يتسلل للعضلات وآلام شديدة تصل إلى الحمى، إضافة إلى إحمرار العينين وإفرازات “بلغم” مع السعال.

وحذر حجو من أمكان حدوث مضاعفات حتى بعد التعافي مثل الاتهاب الرئوي الحاد وصعوبة التنفس، ولفت إلى أن الأمر قد يسيطر على الأطفال ما بين عمر الستة الأشهر الأولى إلى العامين معرضين للخطر أكثر، إضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل الربو والتليف الكيسي.

وشدد على أهمية التوجه للطبيب المختص في حال اشتداد الأعراض ووصولها إلى صعوبة التنفس، أو صعوبة الرضاعة للرضع، وعند فقد السيطرة على الحرارة حيث لا استجابة للخافض، مع وجود تشنجات وازرقاق على الطفل.

الفيروس المخلوي التنفسي

ومن هنا، يقودنا الحديث إلى الفيروس المخلوي التنفسي الذي ينتشر بحدة بين الأطفال والكبار أيضاً، حيث كتب د. محمد أبو ندى استشاري طب الأطفال ومخ وأعصاب الأطفال بأنه يجتاح الرئتين مسبباً الالتهابات فيها وفي المجرى التنفسي، موضحاً أن أعراضه قد تكون خفيفة على البالغين أو الأطفال البالغين تشبه الزكام، في حين أنها تكون أكثر حدة بين الأطفال الأصغر سناً وخصوصاً الرُضع.

وقال: “المرض شائع للغاية لدرجة أن معظم الأطفال ربما أُصيبوا به قبل بلوغهم العامين”، مضيفًا: “يعتبر فيروس شديد العدوى وسريع الانتشار بين الأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، والمصابين بأمراض القلب والرئة وأمراض ضعف المناعة” مؤيداً بقوله ما ذكره الدكتور حجو.

وأشار د. أبو ندى إلى أن العدوى تتركز في الأيام 4-6 من التعرض للمرض، والمتمثلة أعراضها في السعال الجاف، واحتقان الأنف وسيلانه، والحمى الخفيفة والتهاب الحلق، والعطاس، والصداع المستمر، والذي تتضاعف مسببة التهاب القصبات الهوائية المؤدية للرئة.

أعراض شديدة تستوجب الطبيب

ويُخوِف استشاري الأطفال من الأزيز الذي يحدث في مرحلة متقدمة في عملية الزفير، والتنفس السريع ومحاولة التنفس الذي نلاحظه على الطفل من خلال انسحاب الجلد والعضلات للداخل مع كل نفس، وإزرقاق الجلد بسبب نقص الأكسجين، مشدداً على أهمية القيام بدل الاستلقاء للمريض وإيقاظ الطفل ليجلس وتغيير وضعيته عن الاستلقاء.

وفي التفاصيل أكثر، حذر د. محمد أبو ندى عبر “شبكة مصدر الإخبارية” في حال اشتداد هذه الأعراض وعدم التعافي، مما يتطلب التوجه إلى المستشفى من أجل التعامل مع الأمر خاصة للرضع أو الخدج.

الوقاية من الفيروس المخلوي

وتكمن طرق الوقاية حسب الطبيبين في تجنب الأماكن المزدحمة، ومحاولة عدم المخالطة، وغسل اليدين بشكل دوري، واستخدام المعقمات.

إضافة إلى تنظيف الأسطح، والحفاظ على نظافة البيئة المحيطة والمقتنيات خاصة ألعاب الأطفال، والأثاث الذي يتعرضون له ومقابض الأبواب وغيرها من الأسطح التي تٌلمس باستمرار، والاهتمام بتنظيف المطبخ والحمام.

ومن المهم، حسب أبو ندى تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، والتخلص من المناديل المستعملة فوراً، عدم مشاركة أكواب الشرب مع الآخرين.

وأوصى بالامتناع عن التدخين لأن الأطفال الذين يتعرضون لدخان التبغ هم الأكثر عُرضة للإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي، وأعراض أكثر حدة.

وبما يتعلق بالأطفال، فيجب مواصلة الرضاعة الطبيعية لمناعة أفضل، ومقاومة الفيروس في حل التعرض له، وتقديم السوائل للأكبر سناً من أجل منع الجفاف.

العلاج من الفيروس

وأوضح أن العلاج يُوصف حسب الطبيب والذي قد يوصي بتناول مسكن ألم مثل الأسِيتامينُوفين (تايلينول أو وغيره) لتخفيف الحمى، أو المضادات الحيوية في حال حدوث مضاعفات بكتيرية مثل التهاب الرئة البكتيري.

أما للأطفال فيُمنع إعطائهم الإسبرين نهائياً، فيما تساعد البخاخة الملحية الأنفية والشفط في التخلص من الاحتقان الأنفي كما وضّح استشاري طب الأطفال أبو ندى.

وللمعرفة، أشار الطبيب أبو ندى بأن التدخل الطبي عبر المستشفى يكون من خلال تقديم السوائل عبر الوريد، والأكسجين المرطب، أو جهاز التنفس في حالات نادرة.

Exit mobile version