خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
ساعاتٌ قليلةٌ تفصلنُا عن حدثٍ مُلهم يُقام في “مصر” التي تألقت خلال العام الجاري بإقامة العديد من مهرجانات الفن والتاريخ والرياضة والبيئة، وكان لها السبق لتكون حاضنةً لمسابقة ملكة جمال العالم للسياحة والبيئة لفئة المراهقات في نسختها الرابعة والمقرر اقامتها يوم غدٍ الاثنين الخامس من شهر ديسمبر في مدينة “مرسى علم” جنوب محافظة البحر الأحمر.
وسيُشارك في المسابقة المُنتظرة 35 دولة من جميع أنحاء العالم، رغم الحرب الروسية في الأراضي الأوكرانية، وأزمات الطاقة والوقود التي يشهدها الاتحاد الأوروبي والدول المُجاورة، وسيرى العالم جمال مصر من خِلال عدسة الشاب زين مالك ذو الواحد وعشرين عامًا الذي استطاع تجاوز سنوات عُمره بأن يكون أصغر “فوتغرافي بروفيشنال” في الشرق الأوسط لمسابقة ملكة جمال العالم.
وجاء ابداع الفتى “زين” المولود في محافظة الجيزة المصرية عام 2001، من رحم معاناةٍ كبيرة عاشها خلال سنوات حياته، إلّا أن تحدى الظروف ومضى خلف حُلمه ليصل إلى بر الأمان حيث لطالما سعى لذلك ودفع فاتورةً كبيرةً من وقته وجهده.
يقول زين مالك، “منذ كنت صغيرًا كان لي شغف كبير، قادني إلى تعلم التصوير من سن الرابعة عشر، حيث بدأت التجول برفقة المصورين المبتدئين أصحاب الخبرة البسيطة كونهم في ذلك الوقت كانوا أصحاب خبرة تفوقني بقليل”.
وأضاف لشبكة مصدر الإخبارية، “لم أقف مكاني، وبدأت بالنزول كمساعد للمصور، ومن ثم قادني الشغف للتجربة واستمريت على ذلك الحال لمدة عامين دون كلل أو ملل، أو وصلت إلى المستوى الذي أنا فيه الآن، فلا مستحيل مع الإرادة”.
وتابع، “عند بلوغي سن العشرين عامًا، تشرفت بالعمل مع أفضل مصور في مصر “خالد فضة”، حيث كان له الفضل في تعلمي فن التصوير واستفدت من خبرته الطويلة بشكل كبير، واستطعت اتقان “التصميم واخفاء عيوب الوجه وهو ما يُعرف بالريتاتش وغيرها من الفنون المُشابهة”.
وأردف، “لم أضع الوقت ولجأت لتعلم أشياء جديدة فالتحقت بدورة “جرافيك ديزاين” تحت إشراف المركز الثقافي الروسي، وأصبحت لاحقًا “فوتغرافي وريتاتشر و جرافيك ديزاين”.
واستتلى، “سعيد بوصولي لهذه المكانة في سِن صغير، رغم افتقادي لتشجيع الأهل والأصدقاء بسبب الظروف التي عشتها، لكن لم يكن لليأس مكان في قلبي، ومضيت في طريقي بكل جهد وصبر لأصل إلى ما أنا فيه اليوم، وسأستمر في تطوير ذاتي”.
وحول تصنيفه مِن قِبل العديد من المؤسسات المصرية كأصغر “فوتغرافي بروفيشنال” في الشرق الأوسط لمسابقة ملكة جمال العالم وما يعنيه بالنسبة لشاب في سِن صغير، أكد “زين” أن التصيف يُمثّل شرف كبير له كشاب مصري، ويُشكل دافعًا قويًا للاستمرار في العمل والتطوير من النفس وهو مسؤولية كبيرة تتطلب مجهودًا مضاعفًا لرفع اسم مصر عاليًا بين الأُمم”.
وأشار إلى أن “المسابقة” تُمثّل حدثًا كبيرًا كونها تتبع لجهة خاصة وليست حكومية، ومن دواعي الفخر أنه سيقوم بتصويرها ونقلها إلى العالم عبر منصات التواصل الإجتماعي ووسائل الاعلام التي ستتهافت من كل حَدب وصوب”.
وحول طبيعة الفنانين الذين تعامل معهم خلال عمله وموقف مع أحدهم ترك بصمة في حياته العملية، استذكر زين مالك النجوم الذين تعامل معهم ومنهم “أصالة، الكنج محمد منير، محمد رمضان، والإعلامية العربية رايا أبي راشد، أما المواقف التي لا تُنسى فكان أحدها مع النجم محمد رمضان يتمثل في أنه كان يُصور “بوستر” لمسلسل موسى الذي عُرض العام الماضي وحقّق نسبة مشاهدة قياسية”.
وفي تفاصيل الموقف أجاب، “كان الجميع يتصور إلى جانبه وأنا أقوم بالتوثيق، كان مجموعةً يتجاوز عددهم 30، ولما انتهوا من التصوير، ذهب النجم محمد رمضان إلى تغيير ملابسه، وعندما همّ بالخروج من مكان التصوير أوقفته قائلًا: “أنا صورت حضرتك مع 30 بني آدم، وما لقتش حد يصورني معاك، ليرد رمضان، “يا حبيب قلبي، تعالا”، وطلب من أحد مرافقيه تصويرنا معًا”.. متابعًا: “كان لطيفًا.. كان موقفًا لا أنساه”.
وعما يُمثّله التصوير بالنسبة له، وصف زين التصوير بأنه “فن جميل كما الرسم، إبداع وتخيل، وفضاء واسع من الجمال والدفء، الهدف من التصوير ليس دائمًا تحقيق الربح، الأمر يكمن في تفاصيل صغيرة جميلة تُحبها النفس وترغبها، وهناك فرق كبير بين متعلم من خلال يوتيوب، وبين انسان كان لديه طموح بالوصول إلى العالمية وسعى بالوقت والجهد والعَرق وسهر الليل والنهار ليصل إلى تلك المكانة المرموقة، التصوير بالنسبة لي، أن تُحب ما تعمل حتى تعمل ما تحب بلمسةٍ إبداعية وبذوق رفيع”.
وعن طموحه المستقبلي يُؤكد زين لمصدر الإخبارية، أنه “يرى نفسه بعد خمس سنوات، أصغر فوتوغرافر في الشرق الأوسط بموسوعة غينيس للأرقام القياسية، سعيًا لرفع اسم مصر عاليًا بتسجيل انجاز حقيقي، يكون ثمرة حصاد سنوات من الجِد والتعب”.
أما عما استطاع تحقيقه من خلال منصات التواصل الإجتماعي يقول، “بدأت بإنشاء حساب أنستغرام لعرض الصور الخاصة بي، ومع مرور الوقت تفاجأت بأنها تُعجب المشاهدين وأصبح عليها إقبال بشكلٍ لافت، حتى بدأ يتهافت المشاهير ونجوم “السوشيال ميديا” لتوثيق لحظاتهم اليومية واستطعت الوصول إلى 24 ألف متابع في وقت قياسي”.