ما علاقة الصراع الصربي الألباني بلاعبَي سويسرا شاكيري وتشاكا؟

وكالات – مصدر الإخبارية

ما علاقة الصراع الصربي – الألباني بلاعبَي سويسرا، شاكيري وتشاكا؟، على مدى سنين طويلة لم تكن رياضة كرة القدم مجرد مسرح يؤدي فيه اللاعبين أدوارهم ويرحلون إلى بيوتهم بعد تسجيلهم الأهداف، بل تشكل كرة القدم مساحة واسعة ومنبر حُر لتمرير الرسائل والقضايا على اختلافها، ويُشكل فيها اللاعبين سفراء لبلادهم وقضاياها الساخنة.

وفوق العشب الأخضر تُروى القصص بين الانتصار والخسارة وتسجيل الأهداف، وأيضًا ساحة حربٍ سياسية ناعمة بين دول، ما يجعلنا نقول إن “كرة القدم أكثر من مجرد لعبة”، وفي هذا المقال سنذكر قصة اللاعبين من سويسرا شيردان شاكيري وغرانيت شاكا.

إنها قصة من سجلات كرة القدم، تفتح صفحات التاريخ مُجدَّدًا؛ للبحث في أسباب الصراع القائم بين صربيا والكوسوفيين، من الإثنية الألبانية، وفي أسباب الصراع في أواخر تسعينيات القرن الماضي.

الصراع الصربي الألباني ولاعبَي سويسرا شاكيري وتشاكا؟

لعبت سويسرا أمام صربيا، في 22 حزيران(يونيو) 2018، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات في بطولة كأس العالم في روسيا، وانتهت المباراة بفوز سويسرا على منتخب أبناء البلقان، بهدفين مقابل هدف.

وسجل هدف صربيا ألكسندر ميتروفيتش، ولسويسرا كل من شاكيري وشاكا.

ما حقيقة ما حدث بعد هدفي سويسرا؟، فالشيء المشترك بين اللاعبين كان طريقة احتفال شاكيري وشاكا، كل على حدة.

وعقب تسجيلهما الهدفين شاركا في الاحتفالية نفسها، إذ رفعا أكفهما وصنعا إشارة “نسر”.

وبعد رفع شاكيري وشاكا شارة النسر، اتضح أنهما أرادا الإشارة إلى النسر الموجود في علم ألبانيا، فما أبعاد ذلك؟

يُشار إلى أنه يوجد بين ألبانيا وصربيا، كثير من الكلمات والتحليل والتاريخ الذي يجمعهما ويفرقهما، وهذه اللقطة جزء من أمور كثيرة

مونديال قطر 2022.. صربيا تواجه “ألبان” سويسرا مجددًا!

حركت قرعة كأس العالم قطر 2022، عقول وأذهان الجميع التي أعادتهم لحادثة شاكيري وشاكا، لأن سويسرا ستواجه صربيا مجددًا ضمن منافسات المجموعة السابعة.
شاكيري وشاكا يحاولان رواية القصة مُجدَّدًا، ما هي؟

تعود أصول اللاعبان إلى ألبانية، شيردان شاكيري، أو خير الدين شاقيري، منطقة جنيلان، وهي إحدى المناطق المتنازع عليها بين صربيا وألبانيا في إقليم كوسوفو.

أما غرانيت شاكا من مواليد 27 أيلول/سبتمبر 1992، وهو من أصل ألباني، لأبوين من كوسوفو.

ويجمع اللاعبان ماضٍ في مغادرة بلادهم قبل اندلاع الحرب بين صربيا وألبانية التي انتهت عام 1999.

صراع صربي ألباني تدخل فيه الناتو

يُشار إلى أن للصراع بين الصرب والألبان في كوسوفو تاريخ طويل، يحمل كثير من المراحل التاريخية والتشعّبات، تعود جذوره إلى نهاية القرن التاسع عشر، عندما رُحِّل الألبان من المناطق التي دُمجت في إمارة صربيا.

وبعد ترحيلهم، استقرّ الألبان في كوسوفو، وهناك تعرّض الصرب، في أثناء الحرب الصربية العثمانية، للقتل، فيما يُعرف بـ”مذابح صرب كوسوفو”.

تلى هذه الفترة “حربَ البلقان الأولى”، وبعدها الحرب العالمية الأولى. وكانت ميول ألبان كوسوفو إلى الدولة العثمانية، التي حاولت منحهم الاستقلال، لكن القوات العثمانية طُردت من جانب بلغاريا وصربيا ومونتينيغرو، وبعد الحرب ضُمَّت كوسوفو إلى مملكة يوغسلافيا التي كانت تحت سيطرة الصرب.

وفي عام 1941، أُدرجت أغلبية أراضي كوسوفو ضمن ألبانيا، التي كانت واقعة تحت سيطرة إيطاليا، مع سيطرة ألمانيا وبلغاريا على سائر الأراضي.

يُشار إلى أنه خلال فترة الاحتلال، اضطهد المتعاونون الألبان الصرب والمونتينيغريين، فقُتل الآلاف، ورُحّل الآلاف، أو نُقلوا إلى معسكرات الاعتقال في بريستينا وميتروفيكا.

كانت هذه الأحداث كفيلة بخلق صراع استمر أعوامًا بين الطرفين.

وفي أواخر تسعينيات القرن الماضي، تدخّل حلف “الناتو” في الحرب، التي اشتعلت فيما بين أبناء يوغسلافيا، من أجل تفكيكها أكثر فأكثر.

أما أبناء البلقان يرفضون إلى الآن التحالف مع الناتو، وفقًا لما أكده، مؤخرًا، وزير الداخلية الصربي، ألكسندر فولين، عبر قوله إن بلاده ستظل ملتزمة باحترام القانون الدولي، ولن تنخرط في “أي نزاع بين الناتو وروسيا”.

هذه هي أصول قصة الصراع الصربي الليبي التي أثارها شاكيري وشاكا ولمحة في كرة القدم، والتي أثرت على ملايين المشاهدين، ومنهم جيل الألفية الجديدة، وقادتهم للبحث والقراءة أكثر عن تاريخ هذا الصراع، وعن رغبة الناتو في السيطرة على صربيا، “قلب البلقان”، جغرافياً وتاريخياً.

اقرأ/ي أيضًا: من هو صاحب فكرة إنشاء بطولة كأس العالم؟