سياسة اغتيالات الاحتلال

سياسة الاغتيالات تضع الاحتلال في مأزق وضغوط دولية لمنع التصعيد بغزة

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

يُصر جيش الاحتلال الإسرائيلي على استمرار سياسة الاغتيالات بحق الفلسطينيين خاصة المطاردين آخرها عملية الشهيدين محمد السعدي ونعيم زبيدي، ليضع نفسه في مأزق ويرفع حالة التأهب القصوى خشية من التصعيد وإطلاق صواريخ من قطاع غزة؛ ردًا على جرائمه.

“إسرائيل” نقلت رسالة إلى حركة “حماس” عبر مصر وقطر، مفادها أنها سترد بقوة على أي محاولة إطلاق صواريخ من غزة، بعد حادثة استشهاد قياديين من الجهاد الإسلامي في جنين الخميس الماضي.

وأكدت في الرسالة أن “إسرائيل لن تقبل أي انتهاك لسيادتها، وأنها سترد بيد قاسية”، مطالبًة حماس بمنع أي محاولة إطلاق صواريخ من حركة الجهاد الإسلامي.

سياسة اغتيالات مستمرة

الباحث في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إنّ الاحتلال الإسرائيلي يُريد إدارة الصراع مع قطاع غزة لذلك هو بحاجة لمعايير محددة للتعامل معها من خلال المال مقابل الهدوء لمنع التصعيد، أو أي عملية تقوم بها حماس والجهاد سيرد بشكل طبيعي بحسب تحليل الاحتلال.

وأضاف الهندي أنّ الاحتلال اختار حسم المعركة مبكرًا مع الفلسطينيين واخضاعهم للاستسلام في السنوات القادمة، وأمامه طريقتين لوقوع الفلسطينيين في الخطأ وهي أنّ تواجه انتفاضة شعبية تدفعها ثمن جرائمها أو ممارسة عملية الاغتيالات اليومية، وهو اختار الطريقة الثانية.

وأكد أنّ ردود الأفعال الإسرائيلية تجاه غزة هي أقوى بكثير من ردودها في الضفة، لكنها تحاول فصل سياستها بالطريقة التي تفضلها لكن سرعان ماهي السياسية تتراجع عنها إسرائيل عندما تقوم حماس وجهاد بعملية في الضفة تؤدي إلى مقتل يهود بالتالي تنتقم منهم في الضفة.

وتابع أنّ “أي سياسات تجاه إسرائيل أو العكس سيكون الرد من الاحتلال سهل وممنوع على الفصائل الرد على العمليات في الضفة”.

ورأى الهندي أنّ الاحتلال يُحاول فرض الهدوء على الضفة وغزة، ولكن في الضفة بطريقة أخرى وهي عن طريق ممارسة سياسة الاغتيالات بحق الفلسطينيين.

مخاوف من حدوث تصعيد

الباحث في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت رأى في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية”، أنّ الاحتلال الإسرائيلي في أزمة قبل عملية اغتيال السعدي وزبيدي، وسيظل غارقًا فيها ما دامت هناك مقاومة، ويبدو أن المقاومة في الفترة الأخيرة لم تعدّ منحصرة في شمال الضفة الغربية.

وأوضح شلحت أنّه بتنا نلمس أن هناك مخاوف من احتمال حدوث تصعيد، في أروقة المؤسسة الأمنية، وذلك على ضوء قرب تشكيل حكومة الاحتلال المقبلة بتركيبتها اليمينية المتطرفة وتوزيع حقائبها التي تمنح لليمين المتطرف الاستيطاني صلاحيات كبيرة قد يستغلها؛ لتأجيج سياسة القمع والاستيلاء على الأرض في الضفة.

وأردف أنّه “لا شك في أن استمرار الأزمة وما تعنيه من ممارسة ضغط على إسرائيل مرهون بتواصل المقاومة وبالمزيد من الضغط الدولي عليها منع حدوث أي تصعيد”.

ورجح أنّ السيناريو القادم هو حدوث تصعيد تحت وطأة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وهذا يستلزم فضلًا عن بقاء المقاومة الفلسطينية للاحتلال تكثيف العمل في الساحة الدولية بوصفها ربما الساحة الأهم التي يمكن جني مردود سياسي فيها.

ونوه إلى أنّ “إسرائيل” تأبه لما يجري في الساحة الدولية وإن كانت فيها قوى تزداد تطرفًا على خلفية أي مظاهر ضغط في هذه الساحة.

ولفت شلحت إلى أنّ سيظل هناك ترقب لما يمكن أن يحدث في الساحة الإسرائيلية الداخلية؛ نظرًا إلى حقيقة أن الحكومة الجديدة ستحمل أجندة داخلية تعمّق التصدعات داخل مجتمع دولة الاحتلال.

Exit mobile version