عيد الأنوار اليهودي: طقوس غريبة وتحدي لإسلامية الأقصى.. هل يقود للتصعيد؟

خاص – مصدر الإخبارية

دعوات أطلقتها جماعات الهيكل المزعوم تروّج لاقتحام المسجد الأقصى خلال “عيد الأنوار التهويدي” (الحانوكاة)، الذي يبدأ في 18 من الشهر الجاري، ويمتد ثمانية أيام، وسط مخاوف من تصاعد الأوضاع حال تم إشعال الشمعدان داخل الأقصى.

ما هو عيد الأنوار؟

عيد حدده حكماء “إسرائيل” لإحياء ذكرى انتصار “الحشمونيين” في التمرد ضد اليونانيين خلال فترة “الهيكل الثاني”، ويرمز إلى “تطهير المعبد ن قبل الحشمونيين وافتتاحه”.

ويمتد عيد الأنوار ثمانية أيام يتم خلالها إضاءة شمعة كل يوم تثبت في شمعدان خاص بهذه المناسبة، ولا صلة لهذا العيد بالتوراة، إنما بحروب “الحشمونائيم” ضد اليونان، للدلالة على انتصار وتغلب الأقلية على الأغلبية في العام 164 ق.م.

تشير المعتقدات اليهودية إلى أنه يتم الاحتفال فيه ثمانية أيام، على غرار “عيد المظال” (العُرش) لتذكير الإسرائيلي” بفرح التوراة والخلاص، إذ أن “الحانوكاة إضاءة الأنوار في الهيكل بعد تحريره من اليونانيين وتطهيره من نجاستهم، وفق المعتقد منذ القرن الثاني قبل الميلاد”.

ويدل الاسم ” حانوكاة” في العبرية على ثماني شمعات، كما يلفت باحثو أصول وجذور الأعياد إلى أن الاحتفال بهذا العيد إنما هو نسخة عن احتفال وثني لطرد وإبعاد الظلام في اليوم الحادي والعشرين من كانون الأول، كونه اليوم الأقصر في السنة، لهذا كانوا يُكثرون من إضاءة الشموع وإشعال النيران كجزء من طقوس وثنية لطرد الشر والظلام من جهة، واستقبال نور الشمس القادم من عالم الموت منتصرا عليه، من جهة أخرى.

في العصر الحديث، تبنت الحركة الصهيونية الجانب الوطني للعطلة، وأصبح عيد “حانوكاة” رمزا للبطولة اليهودية وقدرة الشعب اليهودي على هزيمة أعدائه، والقضاء على الاندماج، وتجديد السيادة على أرض “إسرائيل”، وفق وزارة التعليم الإسرائيلية.

طقوس غريبة للاحتفال بعيد الأنوار

يتناول اليهود في هذا العيد بعض الأطعمة الخاصة كالأجبان رمزا للعجائب والمعجزات التي جرت في هذه المناسبة.

ويتم لعب أنواع كثيرة من الألعاب المنزلية، ومن بينها الشطرنج والدامكا (دومينو) والورق، والفرنينة (سفيفون بالعبرية)، وهي الأكثر شيوعا كونها تجلب الحظ، على ما يعتقدون.

وفي قوانين “حانوكاة”، تكفي إضاءة شمعة واحدة فقط كل ليلة، على مدار ثمانية أيام.

وبحسب الشريعة اليهودية تُضاء الشموع في مكان مفتوح، مثل عتبة شباك أو مدخل بيت أو ساحة، وتُشغل أو تُصنع الشمعدانات بأشكال مختلفة وبطرق فنية عدة، وفي بعض المواقع في “إسرائيل” تُنظم مباريات خاصة بصنع الشمعدانات لإثارة رغبة الجمهور الإسرائيلي في التمسك بالعيد والمناسبة.

هل تتصاعد الأوضاع خلاله؟

المحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة قال إن “اليهود يلتزمون بكل كلمة جاءت في العهد القديم، ولن يتنازلوا عن أي معتقد لديهم.

وأضاف المحلل المقدسي في حديث لشبكة مصدر الإخبارية أن “اقتحامات الأقصى المتكررة، ومحاولة ذبح قرابين داخله، ودخول الكهنة للمرة الأولى إلى باحاته، انعطاف كبير في تحدي إسلامية المسجد”.

وتابع: “التصعيد قائم دوماً، والإسرائيلي يتفاخر بذلك، ويُمارس همجية في القتل، تمثلت في إعدام الشاب عمر مفلح من حوارة بنابلس بدم بارد، لذا من المهم بالنسبة له ليس الأعياد، وإنما إحلال الفكر اليهودي محل الفكر الإسلامي، وإثبات أنه هيكل وليس مسجد”.

وتوقع  أن يكون “التصعيد ليلا نهارا، وفي كل الأعياد، لذا يجب استمرار كل أشكال المقاومة من طعن، ودهس، وألعاب نارية، وعبوات ناسفة”.

ولفت جعارة إلى أن “الاعتداءات على الأقصى تُعتبر لائحة اتهام واضحة ضد المقاوم الفلسطيني، وعليه إثبات إسلامية الأقصى، حتى لا تكون وصمة عار أمام المتطرفين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وغيرهما”.

اقرأ أيضاً: حماس تحذر الاحتلال من ارتكاب أي حماقة بحق المسجد الأقصى