مبادرات مجتمعية بغزة تدخل الدفء على قلوب المواطنين

غزة-سماح سامي

مع دخول فصل الشتاء قطاع غزة وتدني درجات الحرارة، تنشيط العشرات من المبادرات المجتمعة التي تهدف للتخفيف من معاناة المواطنين في ظل البرد القارس والأوضاع الاقتصادية التي يعانون منها منذ سنوات طويلة.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن 80 في المئة من إجمالي أسر غزة تعتمد على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية بسبب الفقر وارتفاع معدلات البطالة وعوامل أخرى.

وحسب بيانات مركز الإحصاء الفلسطيني (مؤسسة حكومية)، فإن مؤشرات الفقر (الدخل اليومي أقل من خمس دولارات) في غزة وصلت إلى 54 في المئة بين إجمالي السكان، وبعدد يصل إلى 1.5 مليون نسمة من أصل 2.3 مليون فرد يعيش في القطاع، فيما تخطت مؤشرات الفقر المدقع (الدخل اليومي دولارين) معدل 34 في المئة.

لمسة دفا

“الدفا عفا” بهذه المقولة عبرت الشيف رولا القيشاوي عن مساهمتها بصنع وتوزيع مشروب السحلب الدافئ ضمن مبادرة مجتمعية حملت عنوان “لمسة دفا”، قامت بها بالتعاون مع مجموعة من الشيفات بغزة.

وأوضحت القيشاوي لشبكة مصدر الإخبارية أن المبادرة تهدف لجعل المواطنين يشعرون بالدفء في ظل تساقط حبات المطر وتدني درجات الحرارة.

وبينت أنه تم توزيع العشرات من أكواب مشروب السحلب الدافئ على العاملين والمارة بالشارع والمفترقات في منطقة الرمال بمدينة غزة، مشيرا إلى أنهم تفاجأوا بذلك، حيث لم يتوقعوا أن أحدا يتذكرهم وقت انشغالهم في أعمالهم.

ولفتت إلى أن المبادرة لامست قلوب العاملين والمارة، الذي شعروا بالسعادة والامتنان، الذي بدى جليا على ملامحهم، حيث وجهوا كلمات شكر للقائمين على المبادرة التي نفذت بالتعاون مع الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي.
ملابس البركة

وللمساهمة في إغاثة المعوزين من المواطنين بغزة من البرد، عمل محمود كلخ لإطلاق مبادرة مجتمعية تحت عنوان “ملابس البركة”، تقوم على مبدأ جمع ملابس الشتاء وتوزيعها مجاناً على المحتاجين.

وقال كلخ لشبكة مصدر الإخبارية إن حاجة المواطنين في فصل الشتاء لملابس جديدة تزداد عن الفصول الأخرى، لدى عملنا على إطلاق المبادرة التي تعتمد على تبرع المواطنين وأصحاب المحال التجارية بالملابس”.

وأضاف أنه بعد تجميع الملابس نقوم على فرزها وغسلها وتجهيزها للعرض في محل جنوب القطاع مصمم ليكون أشبه بالسوق.

وأشار إلى أن جودة الملابس التي نقبل بعرضها داخل المحل جيب ألا تقل عن 90%، يستفاد منها نحو 70 عائلة، فيما يخرج من المحل أكثر من 100 قطعة ملابس.

ولفت إلى أن المحل يستقبل العائلات دون أي اجراءات مسبقة، كالتسجيل وعمل بحث ميداني عن المحتاجين منهم.