عملية القدس- اختراق الكاميرات القدس-عملية القدس-عمليات المقاومة

محللون: عملية القدس شكّلت صفعة على وجه الاحتلال والقادم أعظم

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

يُجمع محللون ومختصون فلسطينيون، على أن دولة الاحتلال لم تستفق بَعد مِن صدمة عملية الشهيد الفتى محمد صوف والتي أودت بحياة ثلاثة جنود إسرائيليين وجرح مثلهم، حتى تلقت صفعةً على وجهها صباح اليوم في أعقاب تنفيذ عمليةٍ في حافلة الحافلات المركزية بمدينة القدس.

عمليةٌ نوعية، أبطالُها مجهولون حتى اللحظة، عبّروا عن غضبهم من تصاعد انتهاكات الاحتلال وقُطعان مستوطنيه بطريقتهم الخاصة، ليُعيدوا مجد وتاريخ العمليات الفدائية المُشابهة التي كانت تستهدف الحافلات التي تُقل جنود الاحتلال وأفراد شرطته الإسرائيلية.

يُشير المحللون، إلى أن تنفيذ العملية في منطقة رامون بمدينة القدس، التي تُعرف بالتحصينات الأمنية المُشددة، والانتشار المُكثف للشرطة الإسرائيلية يُعد فشلًا أمنيًا واستخباراتيًا إضافيًا لوحدات الاحتلال، الذي لطالما تفاخر بها أمام العالم وصّور نفسه على أنه (الجيش الذي لا يُقهر)..

المقاومة حق مشروع ومكفول

يقول المحلل السياسي محمد شاهين، إن “العملية تأتي في سِياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتعاظمها من خلال صُعود اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة لتشكيل حكومة أكثر فاشية وارهابًا تدعم الاستيطان وتعتبر قتل الفلسطينيين على رأس أولوياتها وهو ما يُنادي به المتطرفان ايتمار بن غفير ويهودا غليك عبر اقتحامه المستمر للمسجد الأقصى المبارك”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “العملية جاءت ردًا على جرائم القتل المُرتكبة بحق الفلسطينيين صباحًا ومساءً في مُدن الضفة والقدس المُحتلتين والاعتداءات المستمرة بحق الأطفال والنساء واقتحامات المستوطنين للمقدسات والتعدي على المواطنين وممتلكاتهم”.

وأكد، على أن “المقاومة حقٌ مشروع لشعبنا الفلسطيني، كفّلته الشرائع الدولية والقانون ما دمنا شعبًا واقعًا تحت الاحتلال، خاصةً وأن العمليات الفدائية تتم ضد أهداف إسرائيلية متمثلة في استهداف جنود الاحتلال وشرطته الإسرائيلية وجنود الاحتياط، ولم يثبت أنها مُوجهة ضد النساء والأطفال أُسوة بما يفعل الاحتلال بحق أبناء شعبنا المُدنيين والعُزل من اعداماتٍ بدم بارد”.

وأشار إلى أن “عملية القدس اليوم ستكون بداية الشرارة لانطلاق عمليات مُشابهة وقد تتعاظم في الأيام المقبلة ردًا على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا في جميع أماكن تواجده”.

وحول ما اذا كانت عملية اليوم ستُشكّل احراجًا لنتنياهو أمام المستوى الإسرائيلي وتُعيق تشكّيل حكومته المقبلة، لفت المحلل السياسي محمد شاهين، إلى أن “نتنياهو جرّب المقاومة الفلسطينية ويَعرف ردود فعلها السابقة والتي ستكون حاضرةً وبقوة مِن خلال تبني الحكومة المقبلة سياسة أكثر تطرفًا إلا أن ممارسات الاحتلال وسياساته العنصرية والفاشية ستصطدم بصمود شعبنا وتعاظم مقاومته وبسالتها في وجه التحديات والاحتلال”.

وأضاف، “أمام التحديات المقبلة ستكون المقاومة أكثر مرونة مع باقي فصائل شعبنا الفلسطيني، وفي الوقت ذاته ستُظهر بسالةً وإقدامًا لم يرهما الاحتلال مِن قِبل لتثبت أنها الأقدر على حماية شعبنا بعيدًا عن وهم المفاوضات والتسوية الذي لم يجلب لشعبنا الفلسطيني إلا مزيدًا من القتل والتهويد والاستيطان والإرهاب”.

عملية نوعية ومُنظمة

يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية عمر جعّارة، إن “الاعلام العبري وصف العملية بالنوعية حيث لم يُشهد مثلها منذ سنواتٍ طويلة، خاصة وأن العبوات التي وُضعت وجرى تثبيتها إما تكون موقوتة أو تم تفعيلها عن بُعد، وأحدثت انفجارين في موقعين مُختلفين برامون”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “نوعية العمليات تمثلت في محطة تَجَمُعْ الباصات المركزية وأعداد المصابين الذي أُعلن عنهم وعددهم 20 حتى اللحظة، منهم حالات ميؤوس منها، إضافة إلى قتيل تأكد موته وفق الإعلام العبري”.

وأشار، “الاعلام العبري يتحدث أن العملية مُنظمة خاصة في ظل عدم وجود أي معلومات حتى اللحظة عن الخلية المُنفذة للعملية الفدائية في مدينة الأقصى”.

وأكد على أن “طالما الاحتلال يرى في المسجد الأقصى هيكلًا سيستمر الصراع ويتمدد، وصولًا إلى النصر المُؤزر لشعبنا الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

المواجهة دخلت مرحلةً جديدة

في سياق متصل، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري، “من المهم الانتباه إلى دقة ونوعية العملية والتي تنظر لها المؤسسة الأمنية على أنها عملٌ خطير وغير مسبوق، ليس هذا فحسب بل هي (إنذارٌ) بأن المواجهة دخلت مرحلة جديدة، وأكثر من ذلك في أن المقاومة بدأت بتفعيل خيارات وإمكانات أكثر تأثيرًا وفاعلية في مواجهة الاحتلال”.

وأضاف أبو زهري، “نجاح المنفذ أو المنفذين في الوصول إلى أهدافهم والتمكن من وضع العبوات في عدة أماكن والمغادرة دون أن اكتشاف أمرهم رغم وجود عشرات أنظمة المراقبة في ظل حالة الاستنفار القصوى التي يعيشها الكيان هو عملٌ احترافي وإبداع غير عادي من المقاومة بل هو أكبر صفعة يتلقفها الأمن الإسرائيلي”.

وأكد على أن تأثير وتداعيات العملية على الجبهة الداخلية كبيرة جدًا وهناك حالة غضب وسخط عام بعد عودة عمليات التفجير، كما أن وقعها على المستوى السياسي والأمني قاسٍ جدًا في ظل حديثهم عن إنجازات متكررة لاستعادة الردع وتطميناتهم للمستوطنين حول قدرة هذه الأجهزة على منع وقوع مزيد من العمليات.

ونوه إلى أن المقاومة أرسلت اليوم رسالة واضحة بأنها لن تتسامح مع العدوان بحق القدس والأقصى، وأنها لن تُمرر جرائم العدو دون دفع الثمن، وأنها قادرةٌ على التعاطي مع تهديدات العدو وقيادته الجديدة الأكثر تطرفًا.

وشدد على أن تنامي العدوان فتح الباب على مصرعيه لإعمال وتفعيل أدوات وأسلحة وإمكانات جديدة وأكثر خطورة وفاعلية.

Exit mobile version