تقدير موقف: جهود مصرية للسيطرة على الوضع الآمني في سيناء

مقالات رأي – مصدر الإخبارية

كتب: معتز خليل
“جاء التصعيد الأخير الحاصل في سيناء بين عدد من العناصر الإرهابية من جهة وبين قوات الأمن المصرية من جهة أخرى ليزيد من اهتمام كثير من الدوائر الإعلامية الغربية بتطورات الموقف الأمني في مصر .
وأشارت تقارير سياسية إلى أن معارك مكثفة اندلعت بين إرهابيي تنظيم داعش في سيناء وبين القوات المصرية ، وقد بدأت هذه المواجهات مساء يوم الجمعة واستمرت طوال الليل حتى صباح السبت.
التقديرات المبدئية أشارت إلى استشهاد ما لا يقل عن سبعة جنود مصريين ، بينهم ضابطان ، وأصيب عدد غير معروف.
منصات التواصل الاجتماعي المختلفة أشارت إلى سيطرة فرقة تنظيم داعش المكونة من 10 مقاتلين على إحدى المدارس الحكومية في قرية القنطرة بمديرية الإسماعيلية ، على مقربة من قناة السويس.
وقد حاولت القوات المصرية استعادة السيطرة على منطقة المدرسة لكنها لم تتمكن من القيام بذلك حتى تم استدعاء الدعم الجوي، وبحسب مصادر غير رسمية ، تمكن مقاتلو داعش من الفرار.
ما الذي يجري
بات واضحا بالفعل إن هناك محاولات من تنظيم داعش الإرهابي للعودة من جديد إلى الساحة ، خاصة عقب الضربات المتتالية التي تكبدها هذا التنظيم والتي أدت إلى تكبده الكثير من الخسائر سواء على الصعيد الأمني أو البشري على حد سواء.
ورصدت دوائر مصرية عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي العلاقات القوية أو المتينة التي كانت تربط حركة حماس في السابق بهذا التنظيم ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة خاصة وان بعض من الدوائر المصرية نبهت إلى هذا التعاون ، زاعمه أن حركة حماس تحديدا أعربت عن دعمها لقيام تنظيم داعش بتنفيذ هجمات في إسرائيل ، وأتى هذا عقب الكشف عن مقتل ابن شقيقة يحيى السنوار زعيم حركة حماس في غزة في عملية أمنية مصرية بشهر مارس الماضي ، وهو ما زاد من دقة هذه الأزمة الأمنية.
غير إن السؤال البارز الآن…هل هناك علاقات سياسية بين حماس وداعش؟
وهل بالفعل يرتبط تنظيم داعش بعلاقات قوية ووثيقة مع قيادات من حركة حماس؟
علاقات
من الواضح إن حركة حماس تتمتع بقوة سياسية واجتماعية في عموم غزة ، وهناك الكثير من الأجنحة أو القيادات العسكرية أو السياسية التي يمكن آن تتباين في مواقفها السياسية مع قيادة الحركة ، الأمر الذي تعترف به قيادات من الحركة وتقر به خلال الكثير من النقاشات والحوارات السياسية.
وهناك البعض من أعضاء الحركة يرون إن تنظيم داعش يقدم خدمات سياسية او أمنية يمكن الاستفادة منها لصالح الحركة ، وهي الاستفادة التي باتت واضحة من خلال عمليات الحركة ، فضلا عن توابعها الاستراتيجية المتعددة.
وهناك نقطة أخرى وهي ان حركة حماس في النهاية هي حركة إسلامية ، مثل داعش ، وبالتالي من الممكن وجود اتفاق بين بعض من عناصر الحركة وبين عناصر تنظيم داعش .
ويتجسد هذا الاتفاق من خلال:
1- علاقات قرابة عائلية ترتبط بها قيادات من داعش مع حماس
2- اتفاق ديني او سياسي بين بعض من العناصر “الفردية” في كلا الطرفين
3- الاقتناع “الفردي” بأن الكفاح والعمليات المسلحة هي الحل الأمثل للتعاطي مع التحديات الأمنية مع أي قوة عسكرية
معطيات
غير إن المعطيات الاستراتيجية على أرض الواقع تشير إلى بعض من النقاط المركزية ومنها:
أ‌- جميع قيادات حركة حماس الرسمية ترفض تماما أي تعاون مع تنظيم داعش
ب‌- قيادات حركة حماس تصر على أن التعاون مع تنظيم داعش أو أي اتفاق معها يعني خسارة الكثير من التحالفات والاتفاقات مع مصر أو غيرها من الدول التي تألمت بسبب عمليات هذا التنظيم.
ج- بات من الواضح إن هناك “فردية” يمكن ان تؤدي لبناء علاقة من هذا النوع بين تنظيم داعش وحركة حماس او غيرها من التنظيمات السياسية آو العسكرية ، غير ان هذا الأمر يسير بصورة “فردية” وليس بناء على قرار جماعي.
د- مصر دولة قوية أمنيا بالنهاية ، وحركة حماس تعي ذلك و وهي تعرف ان وجود هذه العلاقات بينها آو بين عناصرها وبين تنظيم داعش ستنعكس سلبا عليها ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد في هذه النقطة.
تحركات
كان لافتا نجاح قوات الاحتلال الإسرائيلي في ضبط بعض من شحنات المخدرات في سيناء عن طريق بعض من المهربين البدو ، وسرعان ما اشتعلت المواجهات بين عناصر تنظيم داعش وبين قوات الأمن المصري عقب نجاح قوات الاحتلال في ضبط أكثر من شحنة مخدرات في صحراء سيناء على يد بعض من العناصر البدوية.
تقدير موقف
لا يزال الوضع في سيناء في منتهى الدقة ، الأمر الذي يزيد من خطورة هذه المنطقة ، غير أن قوات الأمن المصرية تواصل جهودها للتصدي للإرهاب ومنظومة التهريب الغير شرعي بهذه المنطقة ، وتتعقد المنظومة الجيوسياسية مع التصعيد الحاصل بالمنطقة هناك ، الأمر الذي يزيد من حساسية المشهد على الصعيد الأمني بكل وضوح”.

اقرأ أيضاً: من ينهي المأزق الفلسطيني.. بقلم/ مصطفى إبراهيم