كأس العالم 2022.. ساعات تفصل عن افتتاح أول مونديال باستضافة عربية

متابعات – مصدر الإخبارية 

ساعات قليلة تفصل العالم بأسره عن إسدال الستارة عن أول مونديال في الشرق الأوسط والعالم العربي، وبعد 12 عاماً على منح دولة قطر حق استضافة كأس العالم 2022، وسط مزاعم رُشي وجدل حيال قضايا متعلقة بحقوق الإنسان.

يُفتتح مونديال قطر 2022، بمباراة أحد طرفيها منتخب البلد المضيف في مواجهة الإكوادور على استاد “البيت” في مدينة الخور الشمالية عند الساعة السابعة بتوقيت فلسطين (16:00 بتوقيت غرينتش).

معيقات وتحديات لا حصر لها في هذا المقال، واجهها القطريون خلال 12 عاماً، دارت حول شراء أصوات، ومناخ البلد الحار ومجتمعها المحافظ ذو الأغلبية المسلمة، وكيفية تعاملها مع مجتمع “الميم” أو مجتمع “الشواذ”.

منظمي المونديال ردوا على جميع الانتقادات بتأكيدهم على أنهم سيستقبلوا “جميع الزوار” دون أي تمييز بعد إجراء إصلاحات، في المونديال الذي كلفهم أكثر من 200 مليار دولار وفق تقديرات مختلفة.

وقال أمير قطر تميم بن حمد إن بلاده تتعرض لحملة “غير مسبوقة من الافتراءات وازدواجية المعايير”، لافتاً خلال تصريحات سابقة إلى أن قطر “شهدت نهضة تشريعية استكملت بموجبها قوانين أساسية تنظم مختلف أوجه الحياة والمعاملات في الدولة”.

ويوم الجمعة الماضي، شهدت فعاليات انطلاق المونديال قراراً جديداً قبيل يومين من حفل الافتتاح، مع إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” حطر الكحول في محيط الملاعب وإزالة مراكز بيع الجعة، وحصرها فقط بمناطق المشجعين، الأمر الذي أثار موجة انتقادات ضد “فيفا” والبلد المسلم المحافظ حيث يخضع بيع الكحول لرقابة صارمة.

وسارع بعدها اتحاد مشجعي كرة القدم في إنجلترا هذا القرار ببيان مشيرا إلى إنه “في حال تمكنوا من تغيير رأيهم بهذا الشأن في أي لحظة، دون تقديم أي تفسير، فسيوجد لدى المشجعين مخاوف مفهومة إن كانوا سيقومون بالإيفاء بتعهداتهم الأخرى المتعلقة بالسكن والتنقل أو المسائل الثقافية”.

وتحاول بعض المنتخبات عبر لاعبيها وشركاتها الراعية أو الاتحادات المشاركة، توجيه رسائل معترضة، يقابلها “فيفا” بالرفض، على غرار طلب الدانمارك ارتداء قمصان مؤيدة لحقوق الإنسان خلال التدريبات، قبل أن يؤكد المنتخب الاسكندينافي امتثاله كي يتجنّب الغرامات والعقوبات. اعتراضات قابلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس بطلبه “عدم تسييس الرياضة”.

ووبّخ رئيس “فيفا” جاني إنفانتينو الأوروبيين لطريقة تصرفهم معملف تنظيم قطر لمونديال 2022.

وقال السبت من المركز الإعلامي في الدوحة “اليوم اشعر أني قطري، اليوم اشعر بأني عربي، اشعر بأني افريقي، بأني مثلي، أشعر بأنني من أصحاب الإعاقة، اليوم أشعر بأني عامل مهاجر”.

ووصف الانتقادات المتعلقة بكأس العالم بـ”الدروس الأخلاقية” التي تنم عن “النفاق”: “بالنسبة إلينا كأوروبيين ما قمنا به على مدار 3 آلاف سنة سابقة، يتعين علينا الاعتذار عنه على مدار 3 آلاف سنة مقبلة قبل أن نعطي دروسا للآخرين. هذه الدروس الأخلاقية تنم عن النفاق”.

أما عن حظر  شرب الكحول وبيعها في أماكن محدد، فاعتبر أن مشجعي كرة القدم في كأس العالم يستطيعون العيش 3 ساعات من دون تناول الجعة “أعتقد شخصيا بأنك إذا لم تشرب الجعة على مدى 3 ساعات بإمكانك أن تعيش. الأمر سيان في فرنسا، إسبانيا واسكتلندا”.

وتتوقع قطر التي يقطنها نحو 3 ملايين نسمة بينهم 90% من الأجانب، حضور أكثر من مليون مشجع إلى البلاد خلال المونديال على مدار البطولة التي تستمر لـ29 يوما، لكن تساؤلات كثيرة طُرحت في الأشهر الأخيرة حول قدرتها على استيعاب هذا العدد. سيمكث مشجّعون كثرٌ في فنادق أو شقق أو مخيمات في الصحراء أو على متن سفن، مقابل أسعار متفاوتة.

في ملعب استوحي من بيت الشّعر أو الخيمة التقليدية التي سكنها أهل البادية في قطر ويتسع لستين ألف متفرّج، تُفتتح المنافسات رسميا الأحد. هو أحد ثمانية ملاعب بُنيت خصيصا للبطولة باستثناء تجديد استاد خليفة الرمزي بجانب مجمّع أكاديمية أسباير التي ترعرع في زواياها معظم الوجوه البارزة في المنتخب القطري الحالي.

ستة ملاعب تتسع لنحو أربعين ألف متفرّج هي خليفة، 974 (راس بوعبود سابقا)، أحمد بن علي (الريان)، الجنوب (الوكرة سابقا)، الثمامة والمدينة التعليمية، مقابل 60 ألف متفرج لاستاد البيت وأكثر من ثمانين ألفا لاستاد لوسيل الذي يستضيف المباراة النهائية في 18 كانون الأول (ديسمبر) يوم العيد الوطني لقطر، ويتوقع أن يتابعها مليار متفرّج حول العالم.

وخلافا للنسخ السابقة من المونديال الذي انطلق عام 1930 في الأوروغواي، انتقلت المنافسة من فصل الصيف إلى مشارف الشتاء، بسبب درجات الحرارة الملتهبة في الخليج صيفا، ما أثار خنق البطولات الأوروبية الكبرى المجبرة على تجميد منافساتها لمدة شهر على الأقل.

وتوزّعت المنتخبات الـ32 المشاركة على ثماني مجموعات، قبل رفع العدد إلى 48 في مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

اقرأ/ي أيضاً: بنزيما يواجه خطر الغياب عن كأس العالم 2022 في قطر