الملامح القادمة للكيان على وقع نتائج الانتخابات الأخيرة

بقلم منذر خلف مفلح

ما هو الشكل الاجتماعي (للدولة)، وما هي مظاهر الفاشية والعسكرتاريا في الكيان، وما هي أخطر الظواهر على الكيان؟.

انتشرت كالفطر مظاهر الفاشية في الكيان، والمظاهر الاجتماعية الفاسدة، والعسكرتاريا الأمنية، وغيرها منذ أن ارتفعت أسهم اليمين الديني الفاشي في الكيان، والتي كان عنوانها ” بن غفير” المرشح لوزارة (الأمن) الداخلي في الكيان.

وهو الذي أسس ودافع ومَولّ منظمة “شبيبة التلال” الإرهابية، ومنظمات تدفيع الثمن، ويقف خلف أولئك الذين حرقوا الطفل أبو خضير، وعائلة دوابشة، وينتمي إلى جماعة “كاخ” الارهابية فكرياً. وهو المسؤول عن تصعيد الأوضاع ضد الفلسطينيين، ومن أشد المعجبين بالإرهابي “باروخ جولدشتاين” منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي 1994، ويضع صورته في صالون منزله.

هذه جزء من ملامحه الشخصية التي تُمثّل عنواناً للمرحلة القادمة إلى جانب العديد من الأسماء كالحاخام “تاو” المتهم بالتحرش والاغتصاب من قبل بعض النساء، وهو الأب الروحي لجماعية (نوعم) التي تُشكّل جزءاً من أركان الحكومة القادمة، ويحتشد الحاخامات للدفاع عنه مقابل الضحايا.
لنعود إلى “بن غفير” الذي يُعتبر المُحرض الأول على أجهزة “الأمن” إلى جانب “سموتيرتش” الذي شن هجوماً عنيفاً على “الشاباك”، متهماً إياه بالتواطؤ لقتل “رابين”، بل أخرجوا “مسرحية هزلية” عن نظرية الاغتيال حسب اتهامهم، تقول بأن “الشاباك” هو الذي اغتال “رابين” وقتله في الطريق إلى المشفى من أجل اتهام اليمين، طبعاً “بن غفير” كان هو المُحرض الأساسي إلى جانب “نتنياهو” على قتل “رابين”، وقبل أسابيع أهان “بن غفير” الذي يُعد نفسه لوزارة “الأمن” عناصر الشرطة الصهيونية الذين سيتبعونه حين أشهر مسدسه في الشيخ جراح في وجه الشباب الفلسطيني، متعهداً بأخذ القانون بيده وتجاوز الشرطة، وهو ما جعله على خلاف مع رئيس جهاز “الشرطة”.

زوجته هي الأخرى ظهرت في اجتماع رسمي لنساء الطبقة السياسية الجديدة، وهي تتمنطق بمسدس أثناء صورة تذكارية في قلب (الدولة)، هل يذكر حمل السلاح الشخصي بالزعماء النازيين والفاشيين وأبناء عائلاتهم؟.

هذا السؤال بالتحديد يستطيع الصهاينة الإجابة عليه أكثر من غيرهم فوزير (الأمن) الجديد المكلف بمحاربة “الإرهاب” يدعم أفراد متهمين بالإرهاب، “نتنياهو” متهم بالفساد، “درعي” اتهم مرتين بالفساد والرشوة والاختلاس، ولا زالت الشبهات تحوم حوله وهو مرشح لوزارة المالية؟ الحاخام “سموتيرتش” يصر على وزارة (الدفاع) وهو ما يعارضه الجيش والأجهزة الأمنية، وعدد من أعضاء “الليكود”.

هذه الفوضى التي تخلق حساً وشعوراً عاماً بانعدام الأمن وفقدان الدولة عَبّر عنه “روني خولداي” رئيس بلدية “تل أبيب” وأحد أقطاب اليسار السابق، معلناً أن حزب “العمل” الذي يُمثّل اليسار أنهى مهمته التاريخية، وأن “الدولة لها شكل جديد”!.

بكل الأحوال سيترشح ” خولداي” لرئاسة بلدية “تل أبيب”، تحت شعار “تل أبيب دولة الديمقراطية والحريات الشخصية”، معُبّراً عنها بأنها تعبير عن (الدولة)، كما أرادها “هيرتزل”، هل يشي هذا بشئ مستقبلي؟

بمعنى أن “تل أبيب” تَتحوّل لدولة بقيم خاصة بها، تختلف عن قيم (الدولة) والكيان لتترسخ مقولة ” اسرائيل الأولى، واسرائيل الثانية، واسرائيل الثالثة”.

فقبل “تل أبيب” تُمثل دولة (بقيم) صهيونية، والباقي من الكيان دولة (بقيم) أخرى، في حين أن للقدس (قيم) مختلفة عن غيرها، والنقب خارج السيطرة، فهل تُعتبر هذه الملامح، والتي كثفها “خولداي”، *بانقسام الدولة وعودة الشروخ لتَتحوّل لتوزع جغرافي جديد في (دولة) الكيان، وربما يتبع التوزع الجغرافي تعبير اجتماعي وسياسي لها ما لها في قادم السنوات.