العالم والخيارات الصعبة واحتمالية الحرب العالمية ثالثة

أقلام – مصدر الإخبارية

العالم والخيارات الصعبة واحتمالية الحرب العالمية ثالثة، بقلم الكاتب سري القدوة، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

على حسب ما يبدو بان خيارات روسية التي أعلنت عن وضع أسلحة الدمار الشامل وضع التنفيذ وما تبقى سوى انتظار لحظة تحديد ساعة الصفر وإعلان تلك المواجهة كونها ترى إنه لا يوجد بديل عن العقوبات سوى الحرب العالمية الثالثة والتي ستكون نووية ومدمرة كون أن الغرب ما زال يرفض التعامل مع مطالب روسيا بصياغة واقع جديد للأمن الأوروبي يضمن من خلاله الحفاظ على الاحتياجات القومية للأمن الروسي .

وتواصل روسيا عملياتها المسلحة من خلال حصار قواتها المدن الأوكرانية والتي تعتقد أنه من خلالها تهدف إلى نزع السلاح من أوكرانيا، حيت لن تسمح لكييف بامتلاك سلاح نووي يهدد أمنها، وبرغم من ذلك ما زالت روسيا مستعدة لعقد جولات من المحادثات مع كييف، لكن أوكرانيا تسعى للمماطلة بالوقت بناء على أوامر تتلاقها من الولايات المتحدة.

وباتت تعتمد روسيا على العديد من الخطط والأصدقاء من اجل الالتفاف على الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة الامريكية وأن روسيا تمتلك الكثير من الإمكانيات والعلاقات الدولية والتي تمكنها من الصمود امام العقوبات وتجاوز تلك الازمات ولا يمكن عزلها عن طريق العقوبات.

ومن الواضح ان العالم بات يضع خيارات صعبة امام احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة في ضوء استمرار تداعيات الأوضاع شديدة السخونة في أوكرانيا وان اغلب دول أوروبا أبدت تحفظها على استمرار الحرب ودعت الى عدم التدخل عسكريا فيما يجري مكتفيه في تقديم مساعدات وصفتها بأنها إنسانية بينما اكد خبراء عسكريون عدم تدخل دول أوروبا وابتعادها عن أي عمل عسكري من خلال مشاركتها المباشرة في العمليات العسكرية القائمة حاليا على امتداد المدن الأوكرانية ودعوا الى ضرورة وقف الحرب الروسية على أوكرانيا والتوجه للمفاوضات.

من الواضح هنا ان اغلب الدول الأوروبية تتخوف من التورط العسكري بما فيها دول الناتو ولا تفضل القيام بأي نوع من التدخل العسكري وأن الوقت لم يفت بعد على إمكانية وقف إطلاق النار وخوض مفاوضات توقف تلك الحرب، وبالمقابل اعادت الحرب الروسية تفعيل حلف الناتو وسرعت من توجه الدول الأعضاء لتعزيز قوتها الدفاعية واتخاذ خطوات غير معهودة حيث تم تخصيص نصف مليار يورو لتوفير أسلحة الى أوكرانيا في إجراء تاريخي أوروبي.

بالرغم مكن ذلك تشير التقديرات الي ان اغلب دول أوروبا تفضل عدم المشاركة بشكل مباشر في الحرب المستعرة وان اغلب الدول تفضل الحلول السلمية لان البديل سيكون مدمرا للجميع دون استثناء احد وسوف يوسع من دائرة الحرب وتطورها تدرجيا في اتجاه حرب نووية ثالثة ستكون كبيرة ومدمرة لسكان الأرض بكل تأكيد.

وبكل المعطيات لا يمكن للعالم استمرار الصمت أمام ما تم الإعلان عنه من وضع قوات الردع الروسية في حال تأهب، بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية حيث يتضمن هذا الإعلان تلويحا باحتمال اللجوء الى السلاح النووي ردا على الضغوط الغربية وقد اعتبرت واشنطن أن ذلك يعني أن الرئيس الروسي يواصل تصعيد هذه الحرب بطريقة غير مقبولة على الإطلاق بينما رأى حلف الناتو أن الإجراء خطير جدا بكل المقاييس، ولكن وعلى حسب تقديرات إعلامية فان هناك من يرى بان القادة الروس تعاملوا بطريقة مكشوفة وقد اطلقوا إشارات متكررة الى ترسانتهم النووية على أمل ثني الغرب عن تعزيز الدفاعات الأوكرانية.

أقرأ أيضًا: تنامي العنصرية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي بقلم: سري القدوة