شمال غزة

فاجعة شمال غزة.. مشاهد مؤلمة من قلب الحدث

خاص- مصدر الإخبارية

فاجعة كبيرة أمسى عليها أهالي قطاع غزة، بعد وفاة 21 شخصاً في حريق التهم منزلاً لعائلة أبو ريا بمخيم جباليا للاجئين شمالي القطاع.

في مكان الحدث الذي زاره مراسل شبكة مصدر الإخبارية، بعد نحو ساعة على وقوع الحريق، كان الألم هو عنوان كل شيء.

صدمة كبيرة على وجوه المواطنين ودمعات سكنت عيونهم، حزناً على فقدانهم لجيرانهم وأصدقائهم، الذين وصفوهم بأجمل عبارات الثناء، خلال أحاديث منفصل مع “شبكة مصدر”.

مشاهد لأفراد العائلة وهم يحاولون القفز من النوافذ هرباً من الحريق وصراخ الأطفال لحظة وقوعه ومحاصرتهم في المنزل لا تزال عالقة في عقل الشاب محمد حجازي، الذي وصل لمكان الحادث فور وقوعه.

يقول لشبكة مصدر الإخبارية، إن الحدث كان صعباً جداً وفيه من المأساة ما تكفي ليبقي عالقاً في ذهنه طوال سنوات عمره، مضيفاً أنه سمع بإذنه صرخات الأطفال والنساء ومحاولات إنقاذهم من قِبل الرجال بالمنزل، “لكن أمر الله كان نافذاً”.

على جنبٍ قرب البيت كان الستيني أبو محمود هزاع، يضرب الكف بالكف حزناً على رحيل أبناء منطقته، يقول لشبكة مصدر الإخبارية “لم أكن مقرباً من أبناء عائلة أبو ريا، لكني كنتي أسمع كثيراً عن سمعتهم الطيبة وحسن معاملتهم مع جميع الناس رحمهم الله جميعا”.

في موقع الحدث تجمع مئات المواطنين من أنحاء مخيم جباليا الذي يعتبر ذا كثافة سكانية عالية جداً، ويتمتع أهله بعلاقات وطيدة بين بعضهم البعض، ويمتازون بمشاركة بعضهم الأفراح والأتراح.

الجميع كان مصدوماً وكأن المصاب مصابه، هذا ما عبر عنه المسن الستيني أبو أدهم مطر بقوله “كلنا هنا من بعض ونتألم لألم أي شخص، مصاب اليوم هو مصاب كل فلسطين مش بس عائلة أبو ريا”.

وأضاف أن “هذه الفاجعة من أصعب الأحداث التي مرّ بها مخيم جباليا منذ سنوات طويلة”، موضحاً أنه لم يشهد في حياته وقوع أي حادث خلّف عدداً أكبر من الضحايا الذين ارتقوا في حريق منزل عائلة أبو ريا.

أحد المسعفين الذين تواجدوا في مكان الحدث، قال لمراسل شبكة مصدر الإخبارية، إنهم وجدوا الجثث متفحمة داخل المنزل، وكان منظرها فظيعاً، موضحاً أنه “انتشل جثة لطفل من بين أحضان سيدة، ظن أنها أمه، والصعب في الأمر أن الجسمين كان قد التصقا ببعضها من أثر الحريق”.

ولفت إلى أن “المشاهد داخل المنزل كانت صعبة عليهم جداً خلال العمل”، متابعاً “لم أكن أتوقع أن أجد الجميع متوفياً كنت أعتقد أننا كنا سننقذ بعض أفراد العائلة، لكن ما حدث كان العكس، الجميع توفوا”.

والخميس توفي 21 فلسطينيا إثر اندلاع حريق كبير في عمارة سكنية بمعسكر جباليا شمالي قطاع غزة، وتم إعلان الحداد رسميا على أرواح الضحايا غدا الجمعة.

ومساء الخميس، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، إنهاء طواقمها من إخماد حريق اندلع في بناية سكنية بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وقالت الداخلية في بيان، “بذلت قوات الدفاع المدني وبمساندة من الشرطة جهوداً كبيرة للسيطرة على الحريق ومنع تمدده إلى منازل أخرى”.

ولفتت إلى أن التحقيقات الأولية في الحادث تشير إلى وجود مادة البنزين مخزنة بكمية كبيرة داخل المنزل، مما أدى إلى اندلاع الحريق بشكل هائل ووقوع عدد من حالات الوفاة.

وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة الحداد العام غدا الجمعة على أرواح الضحايا، ودعت لأوسع مشاركة في تشييع جثماينهم.

كما نعت الرئاسة الفلسطينية والفصائل، ضحايا الحادث، وأعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية تبنى جميع الضحايا بشكل كامل.

Exit mobile version