فرح تحول إلى حزن.. فاجعة تطال عائلة أبو ريا شمال قطاع غزة

خاص- مصدر الإخبارية

“كلهم ماتوا كلهم ماتوا، صبرك يا رب”.. عبارات مؤلمة خرجت من فم رجل يُدعى “أبو رامز” في منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة، بينما كان يساعد طواقم الدفاع المدني في إدخال جثة متفحمة إلى داخل سيارة إسعاف.

كان الرجل الذي قال أبناء منطقته إنه من أبناء عائلة أبو ريا التي فجعت بوفاة أكثر من 20 شخصاً جراء حريق اندلع في منزلها، يأمل أن تنجح طواقم الدفاع المدني في إنقاذ بعضاً من أهل المنزل، الذين تواجدوا داخله لحظة اندلاع الحريق، والبالغ عددهم نحو 25 شخصاً، بحسب الأهالي.

ومساء الخميس، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، إنهاء طواقمها من إخماد حريق اندلع في بناية سكنية بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وقالت الداخلية في بيان، “بذلت قوات الدفاع المدني وبمساندة من الشرطة جهوداً كبيرة للسيطرة على الحريق ومنع تمدده إلى منازل أخرى”.

ولفتت إلى أن التحقيقات الأولية في الحادث تشير إلى وجود مادة البنزين مخزنة بكمية كبيرة داخل المنزل، مما أدى إلى اندلاع الحريق بشكل هائل ووقوع عدد من حالات الوفاة.

حريق ضخم في المنزل

حسن المدهون أحد سكان المنطقة التي يقع بها العائلة المفجوعة قال لشبكة مصدر الإخبارية، إن الحريق استمر اندلاعه لنحو ساعتين متواصلتين والتهم كامل الشقة السكنية وامتد للشقق المجاورة.

وذكر أن طواقم الدفاع المدني وصلت إلى المكان بعد وقوع الحدث بنحو 20 دقيقة وباشرت على الفور بمحاولات إخماد الحريق، لكنه كان قد تمكن من المنزل مما صعب عملية الإطفاء والإنقاذ.

وأشار إلى أن عدد من أفراد الشرطة وطواقم الدفاع المدني أصيبوا جراء الحادث المفجع وخلال محاولات إطفاء الحريق الذي فاجئ جميع سكان المنطقة من هوله.

أما الشاب ناهض يوسف، وهو يقطن في منزل لا يبعد سوى 100 متر عن مكان الحادث، قال إن العائلة كانت قد اجتمعت من أجل الاحتفاء بعدد من المناسبات، منها حصول ابنها ماهر أبو ريا المدير العام في حكومة غزة على درجة الدكتوراه من الخارج، وعودته إلى القطاع.

وذكر في حديث لشبكة مصدر الإخبارية أن العائلة اجتمعت أيضاً للاحتفاء، بعيد ميلاد أحد أبنائها، فكان من بداخل المنزل عددهم يفوق الـ25، مضيفاً أن “جميع أهل المنطقة عاشوا صدمة الحدث، كونهم جميعهم كانوا قبل ساعات يباركون للعائلة بعودة ابنهم ماهر من الخارج وحصوله على درجة الدكتوراه”.

وحلّ الحزن على منطقة تل الزعتر شمالي قطاع وامتد لباقي مناطق قطاع فور الإعلان عن نشوب الحريق، وتواتر الأنباء عن هذا العدد الهائل من الإصابات.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد وتنكيس الأعلام ليوم واحد؛ حداداً على أرواح شهداء حريق غزة، كما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الحداد الشامل ودعت لأوسع مشاركة بالجنازة غداً الجمعة.