التهدئة

المقاومة الفلسطينية وتحديات أجيال متعاقبة.. بقلم معتز خليل

مقالات رأي – مصدر الإخبارية

كتب: معتز خليل

“تابعت ومن خلال قراتي التحليلية ما نسبته بعض من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية والتي أشار بعضها إلى التصريحات السياسية الأخيرة الصادرة عن القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق بشأن المصالحة مع سوريا او العلاقة مع قطر ، فضلا عن إمكانية قيامه أيضا وقريبا بزيارة غزة.
الحاصل فإن هذه التصريحات وما تلاها من توقعات تتعلق بإمكانية ان يزور السيد موسى أبو مرزوق غزة تحمل عدد من الشواهد السياسية الرئيسية لعل ابرزها:

1- ارتباط موسى أبو مرزوق بعلاقات وثيقة وطيبة مع قيادات حركة حماس في غزة والاهم علاقات متميزة مع قيادات حركة حماس في المكتب السياسي سواء مع ٌسماعيل هنية او مع بعض من القيادات المقربة منه.
2- من خلال متابعتي لتصريحات موسى أبو مرزوق سنجد انها بالفعل تتميز بالبعد السياسي الدقيق والمهم ، مثل تأييده ودعمه لبناء علاقات متميزة مع سوريا خاصة مع البعد الاستراتيجي الحاصل بين حماس ودمشق لسنوات.
3- قيام موسى أبو مرزوق بهذه الزيارة يعني وبوضوح إنها تأتي مع علاقاته الطيبة مع القاهرة التي انتبهت لدورة وحكمته السياسية الهادئة وتحليله المهم في هذا الصدد.
4- يبدو أيضا ان هناك علاقات ليست بالوثيقة بين خالد مشعل وأبو مرزوق دفعت بالأخير للقيام بهذه الزيارة.
5- يتطرق موسي أبو مرزوق أيضا لقضايا شائكة في كثير من تصريحاته ، وكان من القلائل في الحركة ان لم يكن الوحيد الذي تحدث عن التباين مع قطر مثلا ، وقال نصا “علاقتنا طيبة مع قطر لكن هناك اختلاف معنا في بعض المواقف، وهذا أمر طبيعي وحق سيادي، وهم يحترمون قراراتنا كما نحترم مواقفهم، فالدوحة تحاول حالياً تخفيف الحصار عن غزة وهذا دور ريادي لن ننساه”.
6- قاد آبو مرزوق محاولات حماس الهادفة إلى كسر العزلة السياسية على “حماس” خارج غزة، حيث طلبت الحركة من الجزائر فتح مكتب لها في أراضيها، وبالفعل جرى ذلك عام 2018، لكنه أخذ طابعاً تمثيلياً فقط، وهذا ما أشار إليه أبو مرزوق بعد ذلك .
7- كان ل”آبو مرزوق” أيضا تصريحات دقيقة ومهمة تتعلق بحواو الجزائر للمصالحة ، وهي التصريحات التي قال فيها إن المطلوب لإنجاح اتفاق الجزائر هو إغلاق الآذان عن سماع النصائح والإملاءات لا سيما من إسرائيل وأمريكا، مبينا أن من أفشل الاتفاقيات السابقة هو الرفض الأمريكي والإسرائيلي لها بحجة الإرهاب.وأوضح أبو مرزوق، في حوار تلفزيوني أمس الخميس، أن “إعلان الجزائر للم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية” جاء بعد فترة طويلة من عدم تحرك أي من الوسطاء بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام.وأشاد أبو مرزوق باحتضان الجزائر لهذه المحادثات، مؤكدا أن للجزائر عند الشعب الفلسطيني مقام متميز، بسبب التأييد الجزائري المطلق للقضية الفلسطينية، وتميز الجزائر في البعد عن التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني على كل المستويات.
تقدير استراتيجي:
بات واضحا ان التصريحات او حتى الخطوات التي يصدرها موسى أبو مرزوق خلال الفترة الأخيرة تحمل الكثير من الدلالات السياسية ، وهو ما يعكس تحولات وتطورات بحركة حماس تنسجم مع التحولات الاستراتيجية التي تعيشها المنطقة والعالم.
عموما يعلم الجميع ان حركة حماس هي حركة سياسية واستراتيجية تتنوع بها الأجيال ، وهو تنوع ديمقراطي يعرفه الجميع ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه النقطة”.

اقرأ أيضاً: نائب إسرائيلي: العمليات ضد المستوطنين ليست إرهاباً والاحتلال السبب

Exit mobile version