انتخابات الكنيست

انتخابات الكنيست الـ25.. ما فرص نتنياهو ولبيد وغانتس لتشكيل حكومة جديدة؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

تفتتح صناديق الاقتراع في انتخابات الكنيست الإسرائيلي الـ 25 غداً الثلاثاء في تمام الساعة السابعة صباحاً وسط منافسة قوية بين الأحزاب الإسرائيلية.

ووفق لجنة الانتخابات الإسرائيلية يحق لنحو 6.7 ملايين ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم في الكنيست المكون من 120 مقعداً.

وتدور المنافسة بدرجة أولى في انتخابات الكنيست بين معسكري حزب “الليكود” بقيادة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو والمناوئ له “هناك مستقبل” برئاسة يائير لبيد، لكن تظل الأحزاب الصغيرة حاضرة أيضاً رغم تشتتها من خلال قدرتها على خلط الأوراق ودعم أحد المتنافسين لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

ووفقاً للجنة الانتخابات تتنافس 40 قائمة على المقاعد لكن الاستطلاعات تشير إلى أن 11 منها فقط تمتلك فرصاً للفوز.

وقال خبراء في الشأن الإسرائيلي إن مسار المنافسة في الانتخابات سيكون قوياً بين الأحزاب الإسرائيلية لاسيما في ظل عدم اليقين السياسي في إسرائيل وإجرائها للمرة الخامسة على التوالي خلال أربعة أعوام.

أصوات متعادلة

ورأى الخبير سعيد بشارات أن “استطلاعات الرأي تُشير إلى أن عدد الأصوات بين حزبي نتنياهو ولبيد سيكون أقرب للتساوي والتعادل ما سيعقد من الأمور ويدفع بهما للدخول في تحالفات”.

وقال بشارات لشبكة مصدر الإخبارية إنه” وفقاً للسيناريوهات سيعمل لبيد على تشكيل حكومة لكنه سيواجه عقبات كبيرة في حشد الدعم لها ما يجعل منها ضعيفة”.

وأضاف بشارات أن” منافسه نتنياهو سيحاول بعد تشكيل حكومة لكنه سيواجه أيضاً عقبات كون الأحزاب الإسرائيلية ستكون متحصنة في البلوكات الخاصة بها من الصعب اختراقها”.

وأشار بشارات إلى “وجود سيناريو ثالث يكون فيه وزير جيش الاحتلال بيني غانتس الحل حال تعطل الأمور أمام نتنياهو ولبيد حال اصطف الحردييم (اليهود المتدينين) إلى جانبه وتركوا نتنياهو”.

وأكد على أن “الأحزاب الصغيرة ستعلب دوراً محورياً وكبيراً في تحديد مسار تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة”. مشدداً على أن “مقعد واحد من الأحزاب الصغيرة قادر على تحديد مصير تشكيل الحكومة”.

وتسعى الأحزاب الصغيرة إلى تخطي نسبة الحسم وهي 3.25 بالمئة من الأصوات الصحيحة، حيث تُقسم مقاعد الكنيست بين جميع القوائم التي حصلت على 3.25 بالمئة على الأقل من الأصوات الصحيحة.

ولفت بشارات إلى أن “اختفاء القائمة المشتركة العربية، وأحزاب راعم (الممثل للجناح الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل) وميرتس عن المشهد الانتخابي على سبيل المثال سيكون لصالح معسكر نتنياهو وقد يمنحه القدرة على تشكيل حكومة”.

ونوه إلى أن “عدم سقوط القائمة وميرتس وراعم يجعل المعسكرين أقرب للتعادل في عدد المقاعد ما يجعل دورهم رئيساً سواء نجحوا أم سقطوا”.

ورأى أن “قوة الحكومة الإسرائيلية المقبلة سيحدده مدى امتلاكها أكثر من 61 مقعداً لكن المؤشرات تدلل على أن الأمر سيكون معقداً وقد يدفع نحو حكومة ضعيفة”.

فرص أقوى لنتنياهو

بدوره أكد الخبير بالشأن الإسرائيلي صالح النعامي أن “تقارباً بين معسكري نتنياهو ولبيد في انتخابات الكنيست الحالية وفقاً لاستطلاعات الرأي”.

وقال النعامي في تصريح لمصدر الإخبارية “بتقديري أن تكون الكتلة المؤيدة لنتنياهو أكبر، وأن التنافس ستركز داخل اليمين الإسرائيلي”.

وأضاف النعامي” أتوقع أن يحصل نتنياهو على أغلبية مطلقة وأن يكون قادراً على تشكيل حكومة”.

وأشار إلى أن “معسكري نتنياهو ولبيد لا يريدان دوراً كبيراً للقائمة المشتركة العربية”.

وشدد على أن” الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستكون متجانسة ما سيمنحها قوة”.

لن تنجح التكتلات بالوصول إلى 61 مقعداً

من جهته قال المختص بالشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي إنه ” من خلال قراءة مختلف استطلاعات الرأي التي جرت منذ حل الحكومة الإسرائيلية يظهر ان كلا المعسكرين المؤيد لنتنياهو والائتلاف الحكومي الحالي بقيادة لبيد لا يستطيع الحصول على ٦١ مقعد التي تؤهله لتشكيل الحكومة”.

وأضاف في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “تكتل نتنياهو يراوح ما بين ٥٨ و٦٠ مقعداً والائتلاف الحكومي الحالي يتراوح ما بين ٥٤ و٥٦ مقعد دون القائمة المشتركة”.

وأشار إلى أن “التصويت من العرب سيكون مؤثر في الانتخابات، وقد يؤدي لفوز الائتلاف الحالي مرة أخرى، وهذا خيار ضعيف”.

ولفت إلى “وجود عدة سناريوهات الاول حصول تكتل نتنياهو على ٦١ مقعد وتشكيل حكومة يمينية خالصة ويعتبر وارداً جداً في حال كان اقبال العرب على التصويت متدني”.

وتابع أن “الثاني حصول تكتل ائتلاف لبيد على ٦١ مقعد، ويعتبر ذلك مستبعد، الا إذا قررت القائمة العربية المشتركة دعم تشكيل حكومة جديدة وهذا الأمر ربما يكون مستبعد”.

واستطرد أن “السيناريو الثالث محاولة نتنياهو تشكيل الحكومة مع أحد الاحزاب اليمينية في الائتلاف الحالي عبر تقديم تنازل يرضيهم مثل ان لا يكون رئيس للوزراء في بداية الحكومة، ويعتبر خياراً ضعيفاً نظراً للموقف الشخصي لرؤساء الاحزاب التي تحالفت سابقاً معها وغدره بها مثل أفيغادور ليبرمان وبيني غانتس وجدعون ساعر”.

وأكد على أن “السيناريو الأرجح ألا يستطيع أي من الفريقين الحصول على ٦١ مقعد وعليه لن ينجح أحد في تشكيل الحكومة وعليه تكرار المشهد السابق ببقاء لابيد رئيس للوزراء لحين اجراء جولة جديدة بعد ٦ أشهر”.

4 سيناريوهات توقعها الإعلام العبري

في غضون ذلك قال موقع كالكاليست العبري إنه “حال تحققت نتائج الاستطلاعات الأخيرة فإن ستواجه إسرائيل وضعاً سياسياً معقداً، وسط توقعات بدخولها في انتخابات كنيست جديدة”.

وأوضح الموقع أنه ” حال حصول الكتلة اليمينية على 61 مقعداً على الأقل في الانتخابات، فإن رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو سيسعى إلى تشكيل ائتلاف برئاسته، ما سيسمح لرؤساء الأحزاب لتحقيق أجنداتهم”.

وأضاف أن “من بين الأجندات خطة الزعيم الديني بتسلئيل سموتريتش لإصلاح النظام القضائي، وتفعيل القانون الفرنسي الذي يجمد الإجراءات القانونية ضد المسؤولين المنتخبين، واتجاه سموتريتش وإيتامار بن غفير لسن قانون فقرة تأجير الأرحام، والسيطرة على حقيبة الأمن الداخلي، وإلغاء نظام الأقدمية، والذي بموجبه يعين أقدم قاض في المحكمة العليا كرئيس لها”.

وأشار إلى أن “الائتلاف المذكور متجانس من جهة، لكنه تحالف يبتز فيه نتنياهو ويوضع في أيدي شركائه الطموحين”.

وأوضح أن “السيناريو الثاني يتحدث عن حكومة وحدة بقيادة غانتس والحريديم ويضم معسكر الدولة، ويش عتيد، وإسرائيل بيتنا، وهافودا، وميرتس، وساش ويهدوت التوراة”.

ولفت إلى أن “السيناريو عبارة عن حكومة بقيادة لبيد بمشاركة يش عتيد، ومعسكر الدولة، وهافودا، وإسرائيل بيتنا، وميرتس، وراعم ، والأرثوذكس المتطرفون”.

ونوه إلى أنه ” بحسب آخر استطلاعات الرأي، لا لبيد أغلبية لتشكيل حكومة في التشكيل الحالي للائتلاف المنتهية ولايته: يش عتيد، معسكر الدولة ، حزب العمل ، إسرائيل بيتنا وميرتس وراعم”.

وأكد على أن الخيار الأخير خوض إسرائيل انتخابات كنيست سادسة في شهر مارس أو أوائل أبريل 2023 حال استمر الجمود السياسي بين الكتل.

وشدد الموقع العبري على أنه “في هذه الحالة، ستستمر الحكومة الحالية في العمل كحكومة انتقالية وسيواصل يائير لبيد رئاستها”.

وختم بأن “الانتخابات السادسة تعني تجميد بعض الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية الجديدة، فضلاً عن تأجيل آخر للمصادقة على موازنة الدولة لعام 2023 “.

يذكر أن انتخابات الكنيست تجري للمرة الخامسة خلال أربعة أعوام للمرة الأولى بتاريخ إسرائيل، حيث أجريت في نيسان (أبريل) 2019، انتخابات لم يتمكن على إثرها المرشحون تشكيل حكومة، فأُتبعت بأخرى مبكرة انتهت إلى المصير ذاته في أيلول (سبتمبر) من نفس العام، وأقيمت انتخابات ثالثة في (آذار) مارس 2020، لكنّ الحكومة التي تشكلت في مايو/أيار من العام نفسه وصلت إلى طريق مسدود، وتم حلّ الكنيست والدعوة إلى انتخابات أُجريت في مارس/ آذار2021.

Exit mobile version