غانتس: التوتر في غزة لن ينتهي قريباً وخطة “تنوفا” تدخل حيّز التنفيذ

القدس المحتلة - مصدر الإخبارية

قال وزير الأمن الاحتلال، بيني غانتس ، اليوم، الثلاثاء، إنّ “الوضع الأمني المتوتّر في قطاع غزّة لن ينتهي قريبًا سيكون هناك ارتفاع وانخفاض (في وتيرة التردّد) ونحن جاهزون لكل شيء “.

ووردت تصريحات غانتس خلال جولة له مع قيادات الجيش الإسرائيليّ إلى حدود قطاع غزّة، حيث التقى برؤساء البلدات “الإسرائيليّة” المحاذية للقطاع، والضباط الإسرائيليين المسؤولين عن المنطقة.

وأضاف غانتس “هذا التوتّر لن يختفي، سيبقى معنا عدّة سنوات، نحن نعرف من هم جيراننا… سيكون هناك ارتفاع وانخفاض (في وتيرة التردّد) ونحن جاهزون لكل شيء. لن نكون مغفّلون إن حدث شيء في غزّة”.

وشكّلت الأوضاع الأمنية والعسكرية في قطاع غزّة موضوعًا أساسيًا خلال ثلاث معارك انتخابيّة شهدتها “إسرائيل” خلال عام، التي بدأ غانتس حملته الانتخابيّة فيها بالتركيز على آلاف الفلسطينيين الذين قتلهم في القطاع، وكرّر خلالها الدعوة إلى “سياسة أمنيّة أكثر شدّة” في القطاع، و”ردع أقوى”.

غانتس يوافق..”تنوفا” تدخل حيز التنفيذ

في السياق ذاته، أبلغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، كبار ضبّاطه أنّ خطّته الخمسية المعروفة باسم “تنوفا” انطلقت بالفعل، رغم عدم مصادقة الحكومة الإسرائيلية عليها، بسبب الجولات الانتخابيّة ومن ثم أزمة كورونا.

ووفقًا لما أبلغ كوخافي ضبّاطه، بحسب “القناة 13″، فإنّ 70% من قدرات الجيش الإسرائيلي ستنصبّ على الهجوم، وفقط 30% على الدّفاع.

وتشمل خطّة “تنوفا” تعزيز سلاح اليابسة والمدرعات والطائرات لمواجهة ما تصفه إسرائيل بـ”التهديدات الإيرانية”، في موازاة إلغاء أولوية مدرعات قديمة.

ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” عن مصادر في قيادة الجيش، مطلع العام الجاري، قولها إن تطبيق الخطة من الممكن تنفيذه، نظرًا لـ”نافذة الفرص الإستراتيجية” الحالية في الشرق الأوسط التي من شأنها إرجاء الحرب المقبلة، وذلك نتيجة انعدام الرغبة بالحرب لدى “حماس” و”حزب الله”، وفي ظل تقوية علاقات إسرائيل مع دول “سنية معتدلة”.

وتسعى خطة كوخافي إلى تقليص فترة أي مواجهة عسكرية مستقبلية لأيام معدودة أو أسابيع قليلة، من خلال تعزيز الاستخبارات العسكرية وتطوير “قدرات اكتشاف العدو” لمهاجمة بشكل دقيق، بحسب صحيفة “هآرتس”. وقال كوخافي في تصريحات صحافية إن الخطة تزيد من قدرة الجيش التدميرية.

كما تشتمل الخطة على إقامة هيئة خاصة لمتابعة الشأن الإيراني والاستعداد لمواجهتها وتحليلها، وتشكيل فرقة عسكرية جديدة لم يُعلن عن أهدافها، بالإضافة إلى بناء سربي طائرات جديدة حتى نهاية العقد الحالي وتطوير القدرات التكنولوجية للطائرات، والتزود بمنظومات دفاع جوي إضافية وقدرات اتصال متطورة تربط بين الضباط في ميدان القتال وبين الطائرات.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الخطة الجديدة لم تشتمل على تفاصيل الميزانية المرصودة لها، لكنها أشارت إلى أن ميزانية الأمن الإسرائيلية وصلت إلى 70 مليار شيكل في السنوات الأخيرة، ورجحت أن كوخافي سيواجه إشكالية بشأن الميزانية في ظل اعتزام وزارة المالية إجراء تقليص شامل في ميزانية كافة الوزارات، ما سيدفع الجيش إلى إلغاء أو إرجاء مشاريع أخرى.

ولفتت “هآرتس” إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اطّلع على تفاصيل الخطة لكنه يدفع بمشاريع أمنية أخرى، مثل تجهيز الجبهة الداخلية للحرب والكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى مشاريع تتعلق بإيران لم ترد في خطة كوخافي. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من نتنياهو قولها إنه يدعم أجزاء عديدة في الخطة لكنه يريد تعزيز القدرات الهجومية ضد إيران.

فرقة عسكرية جديدة “الفرقة 99”

وبحسب الخطة الجديدة، سينشئ الجيش فرقة عسكرية جديدة (الفرقة 99) التي ستضم قوات ذات قدرات نارية متقدمة، في موازاة السعي لإعادة تنظيم قوات الاحتياط الخاصة وضمها لهذه الفرقة، من ضمنها فرقة “كافير” التي تنشط في الضفة الغربية، ليمتد نشاطها إلى الجبهتين الشمالية والجنوبية.

كما تشمل الخطة إنشاء سربي طائرات حربية حتى نهاية العقد الحالي، بالإضافة إلى سربين صادق “الكابينيت” عليهما في وقت سابق، على أن سربين على الأقل سيكونان من طائرات “إف 35” الأميركية المتطورة، بالإضافة إلى سربين للطائرات المروحية الجديدة. كما تشمل الخطة التزود بأربع سفن حربية جديدة حاملة للصواريخ لحماية منصات الغاز في البحر المتوسط.

ونقلت “هآرتس” عن مصادر لم تحددها قولها إن كوخافي يبالغ في تقدير حجم التهديدات، وأن هدف الخطة هو دفع المستوى السياسي لدعم مطالب الجيش المالية للأعوام المقبلة. وأضافت المصادر أن تقديرات الجيش تفيد بأن قدرات حركة “حماس” و”حزب الله” تطورت فيما قدرات الجيش تراجعت، لكن الإفادات الداخلية التي يقدمها الجيش في العامين الأخيرين أظهرت صورة مغايرة.

وأوضحت هذه المصادر أن الإفادات التي يقدمها الجيش للمستوى السياسي تظهر أن “حزب الله” وإيران يواجهان أوضاعًا اقتصادية صعبة أضرت بالتدريبات وبدفع الرواتب. وأضافت أن رئيس الأركان السابق، غادي أيزنكوت، صرح في نهاية ولايته أن الجيش بات مجهزًا للحرب على كل الجبهات مع “تفوق نوعي على أعدائه”